الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بالصور.. أشرف أبو اليزيد يكشف أسرار "النسيج القبطي"

النسيج
النسيج

قال أشرف أبو اليزيد مدير عام متحف النسيج المصري، إن صناعة المنسوجات كانت من أهم الصناعات التي قاموا الأقباط بها في مصر، حتي أنها عرفت بهم وأطلق العرب علي المنسوجات المصرية اسم "قباطي" نسبة إلى قبط مصر، ويذكر ابن إياس أنه كان من ضمن هدية المقوقس للرسول "صلى الله عليه وسلم" كسوة من بياضات مصر، ويذكر أن بعض الثياب بقيت عنده عليه الصلاة والسلام حتي أنه كفن في بعضها.

وكشف ما يؤكد أن مصر دوما نسيج واحد لا فرق فيها بين مسلم ومسيحي، مشيرا إلي أن أهم المراكز التي اشتهرت بصناعة النسيج في العصر القبطي والإسلامي واحدة، ومن أهمها أسيوط وإهناسيا والبهنسا وتنيس وشطا والفيوم وأخميم وطما ودميرة وتونة والأشمونين ودمياط والإسكندرية.

وتابع: ساعد علي تأثير الطراز القبطي في المنسوجات وزخارفها في الفن الإسلامي أنه منذ منتصف القرن الخامس الميلادي وبدأ الميل في الفنون القبطية إلى استخدام العناصر الهندسية والنباتية والابتعاد عن تصوير الإنسان والحيوان، وصادف هذا هوى العرب والمسلمين واتبعوه في زخارفهم لا سيما في زخرفة المنسوجات.

وتابع: استخدم الأقباط بجانب الزخارف الآدمية والحيوانية الزخارف النباتية لزخرفة الملابس، ونوعا آخر من النسيج استخدم كأغطية أو ستور تعلق علي الجدران، وكانت هذه التصميمات إما أن توضع في نهاية الستارة علي هيئة عقود تحصر بينها شخصيات آدمية أو حيوانية أو رسوم نباتية تغطي السطح كله، التي مرت أيضا بنفس مراحل تطور الفن القبطي من المرحلة الكلاسيكية إلي المرحلة الانتقالية ثم المرحلة المسيحية البحتة، والتي أصبح لها طرازا خاصا به ابتعد فيه فن محاكاة الطبيعة بتحوير غاية في التطرف والبدائية.

وأشار إلي أن الأقباط ابتكروا تصميمات زخرفية تقتصر علي الرسوم الهندسية البحتة التي تتكون من الدوائر وأنصاف الدوائر أو التي تضم بين جنباتها وفي بعض الأحيان عناصر نباتية، والتي لم يحن حالها مغايرا أو بعيدا عن الرسوم الآدمية والحيوانية والنباتية التي مرت بمراحل تطور الفن القبطي من المرحلة الكلاسيكية إلي المرحلة الانتقالية إلي مرحلة الفن القبطي البحت، والتي تميزت بضعف التأليف وتدهور الزخارف والتوزيع غير المنتظم للعناصر الزخرفية.

وأوضح أنه لم يتغير النسيج المصري في العصر الأموي عنه في العصر القبطي، حيث أصبح امتدادا له لوجود نفس الموضوعات الزخرفية التي كانت تزدان بها المنسوجات القبطية، إلا أن الأمويين لم يكتفوا بالاقتباس من الأساليب السابقة، بل حوروا في بعضها وأضافوا إليها ما يتفق مع ثقافتهم مثل حذفهم للشارات والرموز المسيحية كالصليب وغيره، وإضافتهم للكتابة العربية إلي جانب العناصر الزخرفية القديمة.

وأكمل: كانت المنسوجات في أوائل العصر الإسلامي تنسج وفقا للأساليب والطرز التي كانت متبعة في صناعة النسيج عند القبط والساسانيين، غير أن طرازا إسلاميا أصيلا وخالصا أخذ ينمو تدريجيا ويتطور تطورا منتظما، وظهر في إحلال الكتابة محل الزخرفة في أواخر الحكم العباسي في مصر، واشتملت معظم نصوصها علي إسم الخليفة تسبقه البسملة ويعقبه دعاء وهو ما عرف بشريط الطراز.

وقال أبو اليزيد: كانت النباتات والحيوانات والأملاح المعدنية المتوافرة في الصحراء هي المصدر الرئيسي للصبغات اللونية المستخدمة في صناعة المنسوجات في تلك العصور، وبعض هذه الألوان كانت تستخدم منفردة لتمتعها بخاصية الثبات في الثوب، أما البعض الأخر فقد كان من الضروري معالجتها بمواد أخرى قبل استخدامها، واللون الأسود كان مصدره تلك الأملاح المعدنية التي كانت تحتوي علي خام الحديد، أما اللون الأخضر فقد استخلصه الفنان من نبات السوسن أو النبق.

وأضاف: أما الأصفر فقد كان يستخلص من الصبغات اللونية في العشب الأخضر أو الزعفران أو الرمان أو من صبغات اليلحياء، وتوافرت أيضا أنواع أخري من النبات نجح الفنان في استخلاص صبغات اللون الأحمر منها، أما الصبغات الموجودة في شجر النيلة والعشب وأشجار السنط فقد كانت مصدرا للون الأزرق، وكانت هناك الحشرة القشرية التي نجح الفنان في معالجتها بطريقة خاصة واستخلاص صبغات اللون الأحمر القرمزي منها، أما اللون الأرجواني فقد عرف في مصر لأول مرة خلال الحقبة الرومانية،وكان يستخلص من الصبغات اللونية في الحيوانات البحرية الرخوة التي كانت تستورد من مدينة صور.