الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يوسف البدري «صائد الميداليات».. أول مصري يفوز بذهبية أولمبياد الهندسة والطاقة بأمريكا.. ابتكر محطة لتوليد الطاقة تقضي على تلوث الهواء.. ويؤكد: مناهج التعليم "متخلفة"

صدى البلد

  • يوسف البدري لـ"صدى البلد":
  • تأهلت للمشاركة بهذه المسابقة بعد فوزي في أخرى نظمتها جامعة MSA
  • بدأت مشروعي منذ 4 سنوات بسبب أن القاهرة كانت أكثر المدن تلوثا في العالم
  • أتمنى منح الطلاب المتفوقين حافزا علميا
  • أطالب بتدريس مناهج عن البحث العلمي في التعليم المصري

أكد يوسف عمرو السيد البدري ، الطالب المصري الفائز بالميدالية الذهبية بعد أن حصد المركز الأول عالميا فى أكبر مسابقات العلوم والهندسة التى أقيمت فى مدينة تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية، أنه فخور جدا برفع اسم مصر في المسابقات البحثية الهامة ، وهو طالب يبلغ من العمر 17 عاما ويدرس فى الصف الثاني الثانوي بمدرسة روض الفرج الثانوية العسكرية التابعة لإدارة روض الفرج التعليمية.

وأوضح "البدري" في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" أن المسابقة الاخيرة التي فاز فيها هي مسابقة الاولمبياد العالمية للهندسة والطاقة والبيئة ، وهي مسابقة يتم تنظيمها سنويًا بولاية تكساس في أمريكا مشيرا الى انه اول عربي وأول مصري يحصل على الميدالية الذهبية في هذه المسابقة.

وقال "يوسف" إن هذه هي السنة العاشرة التي تنظم فيها المسابقة وهي مسابقة مقسمة إلى مجالات الهندسة والبيئة والطاقة.

وأضاف أنه تأهل للمشاركة في هذه المسابقة بعد فوزه في مسابقة نظمتها جامعة MSA .

وعن تفاصيل مشروعه الفائز قال "يوسف" : مشروعي عبارة عن محطة طاقة شمسية تعمل بكفاءة 96 % ، مشيرا الى أنه بدأ العمل على هذا المشروع منذ 4 سنوات.

وأضاف: البداية كانت من خلال حضور ورش عمل تنمية مهارات البحث العلمي التي تترأسها الدكتورة هبة محمود عبد السلام من وزارة التربية والتعليم والتي تعلم الطلاب أصول دراسات البحث العلمي وكيفية ربط هذه الدراسات بالحياة اليومية ، وكيفية استغلال هذه الدراسات في حل مشاكل الحياة بطرق جديدة من خارج الصندوق عن طريق اتباع خطوات معينة تساعد على الوصول إلى الفكرة المنشودة.

وتابع: بدأت دراساتي بمشكلة تلوث الهواء ، لانه منذ 4 سنوات قرأت أن القاهرة مصنفة كأكثر المدن تلوثا على مستوى العالم ، كما علمت أن أكثر من 5 ملايين إنسان يموتون في العالم بسبب مشكلة تلوث الهواء فقط.

وأوضح "يوسف" أنه بدأ يفكر في حلول لهذه الازمة ومع البحث اكتشف أن فلاتر تنقية الهواء لم تحل الازمة لانها تعمل على تنقية الهواء فقط دون ان تعالج مصادر التلوث نفسها ، وبالتالي فهي تسكن الالم لكن المرض موجود.

وأشار الى أنه اكتشف خلال رحلة بحثه أن محطات الكهرباء سبب في تلوث الهواء بنسبة 40 % ، كما اكتشف ان هناك صعوبة في الاستعانة بالخلايا الشمسية بدلا من محطات توليد الكهرباء ، لانها مكلفة جدا ولأن قدرتها 45 % فقط من ضوء الشمس .

وقال "يوسف" : فكرت في الاستفادة من الحرارة نفسها والاشعة فوق البنفسجية واستغلالها في توليد الحرارة ، واكتشفت ان هناك شيئا يسمى السخانات الشمسية ، وهو عبارة عن مرايا تعكس ضوء الشمس لكن تبين انها ايضا قليلة الكفاءة وغالية الثمن ، فتكلفة المحطة الواحدة تصل إلى مليار دولار، وتحتاج اعدادا ضخمة من العمالة لمراقبة المحطة.

وأضاف : قررت أبدأ من موضوع السخانات الشمسية وأبحث عن حلول لمشاكلها ، فطورت نوعا من العدسات لتجميع الأشعة فوق البنفسجية وتطورت أنظمة تجميع هذه الاشعة ، واستخدمت مواد طلاء معينة قليلة التكلفة، وفعلت معامل الامان واشتغلت على الصيانة.

وأوضح "يوسف" انه توصل في النهاية الى مشروع متكامل قرر أن يطلق عليه اسم (GOBEL) ، مؤكدًا أنه عبارة عن محطة لتوليد الطاقة باستخدام عدسات متطورة تنتج طاقة تبلغ 97 %، لافتًا إلى أنه تم عمل التجارب على هذا المشروع تحت إشراف المركز القومي للبحوث والتجارب.

وقال إن هذه ليست المرة الاولى التي أحصد فيها جوائز علمية تخص هذا المشروع حيث سبق وحصلت على الميدالية الفضية في اولمبياد جينيس في نيويورك عام 2016، وحصلت على المركز الاول في مسابقة الجامعة الحديثة للعلوم والادب عام 2017 وحصلت على المركز الاول والجائزة الاولى في معرض القاهرة للعلوم والهندسة عام 2016، و حصلت على المركز الاول في المجال البيئي في مسابقة انتل ايسف مصر عام .2017

وعن مدى تعاون المدرسة التي يدرس فيها ، أكد يوسف ان المدرسة لا تملك اي مساعدات او دعم نظرا لامكانياتها ، ولكن كل ما تقدمه هو عدم تسجيل الغياب والمساعدة في شرح الدروس الفائتة.

وعن رأيه في الخدمة التعليمية الموجودة بالمدارس الحكومية ، قال يوسف ان التعليم الحقيقي الذي استفدت منه هو البحث العلمي ، لكن ما يتم تدريسه في المدارس ليس تعليما ، فالمناهج متخلفة وقديمة وتعتمد على الحفظ ولا علاقة لها بالحياة العملية .

وتابع: إن هناك أملا كبيرا جدا في وزير التربية والتعليم الحالي الدكتور طارق شوقي، فقد تابعت ما أعلنه من خطط وآراء بخصوص تطوير التعليم وفي رأيي أن هذا هو أفضل وزير فكر في التعليم بشكل محترم فهو وزير ذو تفكير ابداعي.

وأضاف : أتمنى منح الطلاب المتفوقين علميا حافزا علميا مثلما يتم منح المتفوقين رياضيا حافزا رياضيا فالرياضة ليست اهم من العلم.

وطالب بتدريس مناهج عن البحث العلمي في التعليم المصري لأنها تساعد الطالب على اكتساب خبرات تفيده في الحياة العملية وأريد من جميع المسئولين في هذا البلد أن يؤمنوا بأنه لا يمكن أن تنهض أي دولة إلا بالعلم.