الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المشرف على الرواق الأزهري: تجديد الخطاب الديني تعرض لتعسف كبير

صدى البلد

قال الدكتور محمد مهنا، مستشار شيخ الأزهر والمشرف العام علي الرواق الأزهري، إن أول ما تثيره قضية تجديد الخطاب الديني هو دلالة المفهوم تلك الدلالة التي تعرضت لتعسف كبير من قبل الكثير.

وأضاف "مهنا"، خلال كلمته بمؤتمر "الخطاب الديني بين ضرورات التجديد والحفاظ علي الثوابت" والذي عقد صباح اليوم الأربعاء بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن هناك تصوراً بأن تجديد الخطاب الديني هو ما يتبادر إلي الذهن من معناه اللغوي فاختزلوا الخطاب الديني إلي مجرد خطبة جمعة تلقي مرة واحدة أسبوعيًا مكتوبة أو غير مكتوبة وأثاروا بشأنها جدالًا وخلافًا ملأ الدنيا ضجيجًا وصراخًا عبر وسائل الإعلام المختلفة، وهم بذلك إنما يعكسون واقعًا أليمًا لمفهوم الدين في حياة الأمة حتي أصبح الدين مجرد كلامًا علي الألسنة بعيدًا عن واقع الحياة.

وأوضح أنه لا يستطيع أحد أن ينكر أن الدين قد أضحي في حياتنا المعاصرة ممسوخًا لا روح فيه ولا قلب لا حقيقة له ولا أصل لا واقع ولا حضارة، بينما البعض الآخر يرى أن الخطاب الديني هو تلك المعلومات المسجلة سواءً في كتب التراث أو مقررات الدراسة دون إدراك أن هناك فرقاً بين علم ومعلومات، وفرق بين المقررات الدراسية والمناهج العلمية، كما أن هناك ثمة فارق بين المنهجية التراثية، في التأصيل والفهم والنزعة الحداثية، في التحليل والجدل، فراحوا عبر شاشات التليفزيون وصفحات الجرائد يمزقون تراث الأمة ويشككون في مناهجها العلمية وفي مقررات أزهرها الشريف.

وتابع: "تعسف البعض الآخر في تحديد مفهوم الخطاب الديني فقصره علي الأحكام الشرعية مختزلاً بذلك الشريعة الإسلامية إلي أنها مجرد أوامر ونواهي وأحكام وزواجر، ناسيًا أن تلك الشريعة إنما هي صياغة للحياة بكافة مظاهرها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فالشريعة الإسلامية حكمة قبل أن تكون حكم، روح قبل أن تكون أمراً، أخلاق قبل أن تكون قانون. 

وأشار إلى أن الرؤى والأطروحات تعددت دون إدراك حقيقي لمفهوم الخطاب الديني بمعناه الشامل باعتباره مرجعية للعلم ومنهجية في التفكير وأساس للحياة وطريقة في التعبير، فغاب عنهم البعد العلمي المعرفي للدين الشامل لعالم الشهادة والغيب متضمنًا لأدوات المعرفة القادرة علي إدراك الغيب والإيمان به بنفس القدرة علي إدراك العالم الحسي والبرهان عليه، كما غاب عنهم وظيفة الدين في ضبط حركة الحياة ودفعها للتقدم والنمو.


-