الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عقوبات ترامب الجديدة تقلل من فرص فوز «روحاني» بفترة ثانية من حكم إيران.. وتمهد الطريق أمام المتشدد «رئيسي»

صدى البلد

  • روحاني يطالب الحرس الثوري بعدم التدخل في الانتخابات 
  • خامنئي يندد بالتراشق اللفظي بين المرشحين للرئاسة 
  • أمريكا تفرض عقوبات جديدة على طهران بسبب صواريخها البالستية 

قبل يومين من الانتخابات الرئاسية الإيرانية، طالب الرئيس المنتهية ولايته، حسن روحاني الحرس الثوري وقوات الباسيج التابعة له، بعدم التدخل في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى الجمعة المقبل، بالتزامن مع إعلان واشنطن فرض عقوبات اقتصادية على طهران بسبب صواريخها البالستية وانعقاد القمة الإسلامية الأمريكية بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي طالما هاجم إيران، وهو ما يقلل من فرص نجاح روحاني الإصلاحي في مواجهة المتشدد إبراهيم رئيسي الذي ينتمي لمعسكر الصقور المعارض للانفتاح على الغرب. 

وقال "روحاني"، خلال خطاب ضمن الحملة الانتخابية في مدينة مشهد: "لدينا طلب واحد فقط: أن تبقى الباسيج والحرس الثوري في أماكنهما لأداء عملهما"، واقتبس الروحاني كلمات الزعيم الراحل الخميني مؤسس "الجمهورية الإسلامية" الذي قال روحاني إنه حذر القوات المسلحة من التدخل في السياسة، ويخوض روحاني السباق الرئاسي مع رجل الدين المحافظ إبراهيم رئيسي الذي يعتقد أنه يحظى بدعم الحرس الذي يشرف على إمبراطورية اقتصادية قيمتها مليارات الدولارات. 

وقد تسببت الشكوك في أن الحرس الثوري وقوات الباسيج زورا نتائج الانتخابات لصالح الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد في 2009 في خروج مظاهرات في جميع أنحاء البلاد، ووفقا لمنظمات حقوقية فقد قتل العشرات واعتقل المئات حينئذ في أكبر اضطرابات في تاريخ إيران.

وكان الجنرال، مسعود جزايري، المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية والقيادي في الحرس الثوري، هاجم تصريحات سابقة لروحاني، خلال الجولة الثانية من مناظرات مرشحي الانتخابات الرئاسية الإيرانية، والتي اتهم فيها الحرس الثوري بالعمل على نسف الاتفاق النووي عبر استمرار تطوير واختبار الصواريخ الباليستية وتهديد دول المنطقة بها، ونقلت وكالة "فارس" عن جزايري قوله إن "تطوير قوة إيران الصاروخية يأتي في إطار السياسيات العامة للنظام، ووجود قواعد صاروخية تحت الأرض عامل ردع مهم أمام تهديدات الأعداء"، على حد تعبيره.

وكان روحاني قال في المناظرة التي بثت على الهواء مباشرة عبر التلفزيون الإيراني، إن "جهات استعرضت مدى صواريخ باليستية، وكتبت شعارات على الصواريخ سعيًا لعرقلة الاتفاق النووي، في إشارة منه إلى إطلاق الحرس الثوري الإيراني، في مارس 2016، صاروخا لمسافة 1400 كيلومتر، كُتب عليه بالعبرية "يجب إزالة إسرائيل من الوجود".

من جانبه، ندد المرشد الأعلى علي خامنئي بالتصريحات النارية التي يدلي بها المرشحون لانتخابات الرئاسة باعتبارها "غير لائقة" في هجوم غير مباشر على روحاني الذي يسعى لنيل ولاية ثانية مدتها أربعة أعوام، مشيرا إلى أن الحفاظ على الأمن هو على رأس أولويات الانتخابات.

وتبادل روحاني وخصمه رئيسي الذي يدعمه خامنئي الاتهامات بالفساد والوحشية على شاشات التلفزيون، ووجه رئيسي الاتهام لروحاني بالفساد وإساءة إدارة الاقتصاد ورد روحاني الذي يريد انفتاح إيران على الغرب وتخفيف القيود الاجتماعية في البلاد باتهام رئيسي الذي خدم في القضاء لعدة سنوات بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، وفي الوقت ذاته نفى كل منهما الاتهامات الموجة إليه.

من ناحية أخري، قررت أمريكا فرض عقوبات جديدة على طهران بسبب صواريخها البالستية، وأفادت وزارة الخارجية الأمريكية بأن واشنطن ستستمر بإيقاف فرض العقوبات الاقتصادية على إيران المتعلقة ببرنامجها النووي، في نفس الوقت التي تفرض فيه مجموعة عقوبات جديدة على صلة ببرنامج طهران للصواريخ الباليستية، مايعني فعليًا استمرار الولايات المتحدة بالالتزام بالاتفاق النووي الإيراني - المعروف رسميًا باسم "خطة العمل المشترك الشاملة" (JCPOA) - في الوقت الراهن، رغم إجراء إدارة دونالد ترامب، لمراجعة واسعة لسياسة أمريكا مع إيران.

وبموجب الاتفاق، وافقت الولايات المتحدة وخمس دول عالمية أخرى على رفع العقوبات مقابل قيام إيران بالحد من برنامجها النووي. وعوضًا عن إلغاء العقوبات الأمريكية بشكل دائم، والتي كانت ستحتاج إلى إجراءات من الكونجرس، وضعت إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، وقفًا مؤقتًا عليها، ويجب تمديده دوريًا طالما ظلت إيران ممتثلة للاتفاق.

وفي تصريح للصحفيين الشهر الماضي، اعترف وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، بامتثال إيران لشروط الاتفاق، ولكنه انتقد الحكومة الإيرانية حول سجلها في مجال حقوق الإنسان، وبرنامجها الصاروخي، ودعمها لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد.

وقال القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، ستيوارت جونز، في مؤتمر صحفي عقده الأربعاء: "بينما نواصل التدقيق في التزام إيران باتفاقية خطة العمل المشترك الشاملة وتطوير سياسة شاملة للتعامل مع إيران، سنواصل مساءلة إيران حول انتهاكاتها لحقوق الإنسان بأعمال جديدة." وأضاف: "نحث شركاءنا في جميع أنحاء العالم على الانضمام إلينا في مساءلة الأفراد والكيانات التي تنتهك العقوبات الدولية التي تستهدف انتهاكات إيران لحقوق الإنسان"، ويشير قرار فرض عقوبات جديدة تتعلق ببرنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية إلى أن إدارة ترامب حريصة على اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه خصم أمريكا التقليدي منذ فترة طويلة.

وقال جونز في بيان له إن "وزارة الخزينة ستفرض عقوبات جديدة على مسئولين إيرانيين في الدفاع وكيانًا إيرانيًا وشبكة صينية تقوم بتزويد عناصر الدفاع الإيرانية الرئيسية بقذائف صاروخية".