الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اعترافات مثيرة للإرهابيين في قضية تفجير الكنائس.. تدريب الخلية بمنطقة صحراوية في محافظة سوهاج.. وتمثل جزءا من تنظيم داعش الإرهابي وتستهدف قتل الأقباط

تفجير كنيسة
تفجير كنيسة

  • إحالة 48 إرهابيا للقضاء العسكري في قضية تفجير الكنائس
  • الخلية تتخذ منطقة صحراوية في محافظة سوهاج معسكرًا تدريبيًا
  • منفذ حادث الكنيسة البطرسية بالعباسية عضو بتنظيم داعش

كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا حول قرار إحالة 48 إرهابيا للقضاء العسكري بينهم 31 متهما محبوسين في قضية الانضمام لتنظيم داعش الإرهابي الذي ارتكب أعضاؤه حوادث تفجيرات كنائس البطرسية بالقاهرة والمرقسية بالإسكندرية ومارجرجس بالغربية، عن وجود صلة قرابة بين 18 متهما من أعضاء الخليتين الإرهابيتين المنفذتين للحوادث الإرهابية، حيث تبين أن المتهم عمرو سعد أحد قياديي التنظيم استقطب عددا من أقاربه من بينهم شقيقه عمر وزوج شقيقته محمود مبارك منفذ عملية الكنيسة المرقسية.

وأشرف علي التحقيقات المستشار خالد ضياء الدين محامي عام أول نيابة أمن الدولة العليا وتولى فريق من أعضاء النيابة التحقيق فيها ضم كلا من إسلام حمد وأحمد عمران رئيسي النيابة وأحمد الضبع ومحمد جمال وأحمد الصاوي ومحمود حجاب ويحيى مروان وكلاء النيابة.

وتبين من التحقيقات أن المتهم وليد أبو المجد أحد منفذي حادث الكنيسة البطرسية هو زوج شقيقة عبدالرحيم حسن عضو التنظيم، كما تبين أن القيادي بالتنظيم الإرهابي مهاب مصطفى حاول تجنيد شقيقه لكنه لم يستجب له واعترف عليه في التحقيقات وأقر أمام جهات التحقيق بما دار بينهما أثناء عرض شقيقه عليه الانضمام للتنظيم، وثبت أن المتهم سلامة وهب الله هو ابن عم القيادي بالتنظيم عمرو سعد وأن المتهم رفاعي علي أحمد محمد استقطب شقيقه البالغ من العمر 17 عاما فقط وأن المتهم رامي محمد عبدالحميد ضم للتنظيم زوجته علا حسين محمد.

وأقر المتهم وليد أبو المجد عبد الله عبد العزيز، واسمه الحركي "كريم"، في التحقيقات بانضمامه للجماعة المسماة "داعش" التي تعتنق أفكـارًا تكفيرية تقوم على تكفير الحاكم وشرعية الخروج عليه، ووجوب قتاله وأفراد القوات المسلحة والشرطة بدعوى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية، واستهداف منشآتهم والمنشآت العامة، واستباحة دماء المسيحيين واستحلال أموالهم وممتلكاتهم ودور عبادتهم، وكذا تمويله تلك الجماعة بنقل أسلحة ومفرقعات ومهمات ومعلومات ومواد بقصد استخدامها في ارتكاب جرائم إرهابية، وتلقيه تدريب وتعليم بقصد ارتكاب جريمة إرهابية، وكذا مهاجمته وآخريْن الكنيسة البطرسية بالعباسية وتفجيرها وقتل مرتاديها ، ومهاجمته وآخرين كمين النقب وقتل عدد من القائمين عليه، وحيازته مفرقعات وأسلحة نارية وذخائر.

وأوضح المتهم في اعترافاته أنه في غضون 2014 أطلعه المتهم عبد الرحيم فتح الله عبد الرحيم ـ زوج شقيقته ـ على إصدارات تلك الجماعة فاعتنق أفكارها، وسافرا في غضون فبراير 2016 لمحافظة شمال سيناء للانضمام إلى جماعة ولاية سيناء التابعة لها، وبعد فشلهما في الوصول لأحد أعضائها؛ عَزَمَ على السفر لدولة سوريا عبر المملكة العربية السعودية بعد أدائه فريضة الحج، والالتحاق بتلك الجماعة هناك.

وأضاف أنه أخبر المتهم مصطفى عثمان بدر سليمان بذلك، فأبلغه الأخير بتواصله مع أحد أعضاء التنظيم بسيناء، وأوصله بالمتهم بهاء الدين منصور مصطفى الذي ربطه بالمتهم عمرو سعد عباس إبراهيم ـ مكنى"أبو أحمد" ـ فالتقاه والمتهم عبد الرحيم فتح الله عبد الرحيم في غضون أكتوبر 2016 بطريق قنا الأقصر، ودعاهما المتهم عمرو سعد عباس للانضمام لجماعة ولاية سيناء - التابعة للجماعة المسماة داعش - وأعلمهما بأفكارها وأغراضها فقبلا، وانضما لإحدى خلاياها التي يتولى مسؤوليتها المتهم عزت محمد حسن حسين ـ واسمه الحركي "منصور الدولي"ـ

وأشار المتهم وليد أبو المجد في اعترافاته إلى أن هذه الخلية ضمت ـ خلافهماـ المتهمين بهاء الدين منصور مصطفى ـ اسمه الحركي "صهيب" ـ، محمد يوسف أبو بكر حافظ ـ حركي "يوسف" ـ، ورامي محمد عبد الحميد، ومصطفى عمر أبو بكر محمد ـ مكنى"أبو مارية"، حامد خير علي عويضة ـ حركي "شيخ حمد" ـ، وحمادة جمعة محمد معداوي ـ حركي "عبد الرحمن"ـ، ومصطفى عبده محمد حسين ـ مكنى "أبو محمد"، وكذا الحركيين "أبو نافلة السعودي" ، "عبد الله التونسي" ، "شبل" ـ الوافدين من الجماعة المسماة "ولاية طرابس" بليبيا ـ و"حارث"، و"عماد"، و"الأقرع"، والمتوفين محمود شفيق محمد ـ مكنى"عبد الله"ـ، وممدوح أمين محمد البغدادي ـ مكنى"أبو إبراهيم" ـ، ومحمود حسن مبارك عبد الله ـ مكنى"أبو علي" ـ

وأضاف أنه تم إعداد أعضاء تلك الخلية عسكريًا، عدا المتهمين عمر سعد عباس، ومحمد يوسف أبو بكر، ورامي محمد عبد الحميد، حيث دربهم المتهمان عزت محمد حسن حسين، حمادة جمعة محمد معداوي، والحركيان "أبو نافلة السعودي" و"عبد الله التونسي" على كيفية استعمال الأسلحة الآلية، ورفع لياقتهم البدينة، واضطلع الحركي "عماد" بتدريبهم على الأساليب القتالية وكيفية اقتحام المباني والكمائن الشرطية، متخذين من منطقةٍ صحراوية بالقرب من الطريق الصحراوي الغربي بمحافظة سوهاج معسكرًا لهم.

وأشار إلى أن المتهم عمرو سعد عباس أعدهم أمنيًا بتكليفهم باتخاذ اسماءٍ حركية، واستبدال شرائحهم الهاتفية بصفةٍ دورية، والتواصل فيما بينهم عبر برنامجٍ مؤمنٍ "تليجرام" وبرسائل نصية مشفرة تلافيًا للرصد الأمني.

وأكد المتهم في اعترافاته أن تلك الخلية اعتمدت في تمويلها على ما أمدها بها المتهمان عزت محمد حسن حسين، عمرو سعد عباس إبراهيم من أموال وآلات ومعلومات ومواد مما تستخدم في تصنيع المفرقعات، وما جمعه أعضاءها من تبرعات، وسيارة وفرها المتهم محمد يوسف أبو بكر، وكذا ما تم توفيره من أموال تقدر بسبعين ألف دينار ليبي، وأسلحة نارية وذخائر، وإحدى وعشرين بندقية آلية، ومدفعين وقذائف آر بي جي، ومدفع جرينوف، وآخر بيكا، وعشر قذائف مدفع هاوزر، هُربت إليهم عبر الحدود الغربية للبلاد بواسطة أعضاءٌ من جماعة ولاية طرابلس بدولة ليبيـا.

وأوضح المتهم أن الخلية اتخذت مقرات تنظيمية لإيواء أعضائها وعقد الدورات التدريبية وتخزين مواد الإعاشة وإخفاء الأسلحة وإعداد العبوات المفرقعة بمنطقة جبلية بالقرب من الطريق الصحراوي الغربي بمحافظة سوهاج، ومزرعة بقرية المراشدة ـ بمحافظة قنا، وكذا وحدة سكنية وفرها المتهم رامي محمد عبد الحميد ـ بشارع سالم حجازي ـ بمنطقة الزيتون بمحافظة القاهرة.

وأضاف أنه استكمالًا للتكليفات أبلغ المتهم عمرو سعد عباس الخلية بتحركات سيارات نقل الأموال التابعة لشركة طيبة 2000 بمحافظة قنا ـ لسابقة عمله بها ـ وطبيعة وكيفية تأمينها تمهيدًا للاستيلاء على ما بها من أموال لتمويل الجماعة، موضحا أنه انتقل ـ كتكليف الأخير له ـ لرصد احتفال المسيحيين بمولد القديس ماري جرجس ـ بمنطقة الزريقات ـ مركز أرمنت بمحافظة الأقصر وتمكن من تحديد موقعه وطبيعة تأمينه، وكذا رصد الكمينين الأمنيين ـ بديروط وملّوي ـ بطريق أسيوط المنيا الصحراوي، ووقف على قوامهما وأماكن تمركزهما ومواعيد تبادل الخدمات الأمنية بهما، وأمد المتهم عمرو سعد عباس بنتيجة رصده تمهيدًا لاستهدافهم ، كما انتقل والأخير في غضون نوفمبر 2016 بسيارته ورصدا دير الانبا ماكاريوس العظيم بمحافظة الفيوم ووقفا على مداخله ومخارجه تمهيدًا لاستهدافه.

وأوضح أنه في إطار انضمامه لتلك الجماعة كُلِفَ بتوفير ونقل سبل الإعاشة والمواد المستخدمة في تصنيع المفرقعات إلى معسكر الخلية بالمنطقة الجبلية المتاخمة للطريق الصحراوي الغربي بمحافظة سوهاج، وتنفيذًا لذلك نقل مع المتهم عمرو سعد عباس في مطلع أكتوبر 2016 موادًا غذائية وبطاقاتٍ لشحن الشرائح الهاتفية، وبذات الشهر اشتريا موادَ غذائية وبترولية نقلاها والمتهم محمد يوسف أبو بكر مستخدمين سيارتيْن إحداها خاصته، كما اشتريا زيوت سيارات وأغطية نقلهم المتهم محمد يوسف لمعسكر الجماعة، كما وفر مع الأخير والحركي "الأقرع" مواد إعاشة لهم ، واستكمالًا لذلك.

وأضاف أنه بتكليف من المتهم عمرو سعد عباس، قام مع المتهم محمد يوسف أبو بكر بنقل نصف طن من مواد النترات والبن والسكر، المستخدمة في تصنيع العبوات المفرقعة، مستقليْن سياراتيْهما وسلماها إلى "أبو نافلة السعودي" و"أبو عبد الله التونسي"، وأخذا منهما بندقيتيْن آليتيْن وذخائرهما أخفاهما بمسكنه حتى سلمهما للمتهم عمرو سعد عباس، مشيرا إلى أنه في غضون نوفمبر 2016 وبتكليف من المتهم عمرو سعد عباس توجه والمتهم محمد يوسف أبو بكر كلٌ بسيارته والتقيا المتهميْن عبد الرحيم فتح الله عبد الرحيم، وبهاء الدين منصور مصطفى، وآخريْن وتوجها بهم حيث معسكر الجماعة، وبعدها ببضعة أيام اصطحباهما ورفقتهم المتهمين مصطفى عمر أبو بكر، حمادة جمعة محمد ، والمتوفى ممدوح أمين محمد بغدادي وأوصلوهم حيث التقيا معا أول مرة، وأعلمه المتهم عبد الرحيم فتح الله عبد الرحيم بتلقيهم خلال تلك الفترة تدريبات بدنية وأخرى عسكرية على كيفية استعمال الأسلحة النارية.

فيما اعترف الإرهابي رامي عبدالحميد في إقرار بخط يده أمام جهات التحقيق أن الإرهابي محمود محمد مصطفى منفذ حادث الكنيسة البطرسية بالعباسية هو عضو بتنظيم داعش بسيناء وأنه تعرف عليه عن طريق المتهم حسين عامر الذي عرفه من خلال المتهم مهاب مصطفى قاسم وأنه حضر إليه لاستضافته في شقته ب18 شارع سالم حجازي.

وقال له إن اسمه محمد وبعد ذلك تواصل معه على برنامج تليجرام أثناء تواجده بالشقة بإسم عبدالله واقام بالشقة من يوم 5 ديسمبر 2016 حتى صباح يوم الأحد 11 ديسمبر 2016 ثم جاء له شخصان آخران لم يتعرف على إسمهما وأحضرا معهما حقيبة بها مفرقعات يوم الخميس الموافق 8 ديسمبر 2016 وأن المتهم منفذ العملية أرسل له رسالة صباح يوم الأحد الموافق 11 ديسمبر 2016 يوم تنفيذ العملية قال له فيها "شكرا على حسن الاستضافة وألقاك في الجنة" ثم سمعت بعد ذلك في الاخبار وأنا في عملي أنه حدث تفجير بالكنيسة بالبطرسية بالعباسية.

ووقع المتهم على ما أدلى به من اعتراف بخط يده مؤرخا في 13 ديسمبر 2016.