مدينة رشيد « روزيتا الشرق » .. أمجاد الماضي تطاردها « مجاري » الحاضر .. صور

مدينة رشيد "روزيتا الشرق" وبلد المليون نخلة، تقع في أقصى شمال مصر بمحافظة البحيرة على ساحل البحر المتوسط، وتبلغ مساحتها 2.5 كم مربع.

وتقع رشيد على رأس أحد فرعي نهر النيل والذي سُمي باسمها، تبعد عن مدينة القاهرة مسافة 263 كيلومترًا جهة الشمال.

تعتبر مدينة رشيد المدينة الأولى التي ما زالت تحتفظ نسبيًا في بعض أجزائها بطابعها المعماري، وذلك بما تحتويه من آثار إسلامية قائمة ترجع إلى العصر العثماني والتي تتنوع ما بين آثار مدنية ودينية وحربية ومنشآت خدمة اجتماعية.

ورشيد ثاني مدينة بعد القاهرة القديمة في المنازل الأثرية لأنها تجمع أكبر عدد من المنازل والمساجد الأثرية بالجمهورية تقدر بثلث أثار مصر ويزورها العديد من السائحين.

وأكدت إجلال هاشم وكيل أول وزارة الثقافة سابقا بأن رشيد كانت من أكثر مدن مصر تأثرا ببناء السد العالي‏,‏ حيث كان طمي النيل يصنع دلتا واسعة للزراعات المتميزة‏,‏ ويصنع لها موسما ثريا من صيد السردين‏,‏ وكان يحتفي به كمحصول القطن للفلاحين‏,‏ وقد تأثر دخل المواطن الرشيدي تأثرا مباشرا بما حدث بعد ذلك من نحر دلتا النيل والبحر‏.

وكان أغلب المواطنين يعملون بالحرف الأساسية الموروثة مثل صناعات المراكب واللنشات‏،‏ وصناعات مشتقات النخيل‏، واشارت الى هجرة أصحاب رءوس الأموال للاستثمار في الإسكندرية‏،‏ وبالتالي زادت أعداد البطالة بين أبنائهم المتعلمين، ويأمل أغلبهم في التنمية السياحية للمدينة التي تعد من أجمل مدن العالم‏.

وقالت إجلال هاشم إن رشيد تعد متحفا مفتوحا وتتسم بعراقة المعمار وروعة التصميم للمشربيات وتيجان الأعمدة والأحواض الرخامية والأشغال الزخرفية،‏ التي يعد أشهرها منزل ووكالة علوان الذي نزل به أحمد عرابي أثناء مروره علي الأقاليم،‏ وهو الشارع نفسه الذي شهد معركة رشيد الأولى، وبه منزل البواب الميزوني والدغادة رشيد وجميلتها زبيدة التي أشهر زواجها من مينو القائد الثالث للحملة الفرنسية بعد إشهار إسلامه‏.

وأشارت الى تل أبو مندور،‏ الذي يصل نسبه للإمام علي بن أبي طالب ويضم مجموعة من الآثار المهمة منها مدينة بولتيين الفرعونية‏.‏

وتابعت بان قلعة قايتباي‏ برشيد تقع علي الشاطئ الغربي للنيل شمال رشيد‏،‏ وأنشئت في عهد السلطان الأشرف قايتباي، وشملت مجموعة كبيرة من الحصون والأسوار،‏‏ واشارت الى قيام مجلس المدينة بانشاء حديقة متحفية عام‏86‏ تضم عرضا متحفيا منها صورة لحجر رشيد الذي اكتشف بها‏،‏ وفك رموز اللغة الهيروغليفية المصرية‏،‏ وحقق نقلة حضارية، ويقع بجانبها متحف رشيد‏، الذي أقيم عام‏1959، ويمثل مزجا عربيا كليا‏،‏ وهو تحفة معمارية من‏4‏ طوابق يصور حياة الأسرة الرشيدية ونضال أهلها ضد الإنجليز والأسلحة المستخدمة.

ومن جانبه يطالب أحمد السمرى أمين لجنة الحريات بنقابة المحامين برشيد، بالحفاظ على ما تبقى من الآثار برشيد محذرا من الإهمال الشديد الذي تتعرض له آثار في رشيد منبها إلى ما قد ينتج من خسارة هائلة، وهي ثاني أكبر مدينة تحوي آثارا إسلامية في مصر بعد القاهرة ، ويعود تاريخ الكثير من آثارها إلى القرنين السابع والثامن عشر الميلادي.

أكد السمرى أن هناك مساجد أثرية أخرى تعرضت للتصدع والإهمال منها مسجد المحلي بشارع السوق العمومى والذى تعرض خلال السنوات الأخيرة للتصدع وسقوط أجزاء منه خاصة مئذنته التاريخية، بسبب محاصرة المياه الجوفية لجدرانه، مما دعا وزارة الآثار بصدور قرار لإدراجه فى خطة الترميم منذ عدة سنوات لكنها قرارات حبر على ورق ما يهدد المسجد بالانهيار فى أى لحظة.
 
وأشار الى تفقد الدكتور خالد العنانى في الثالث من مايو الجاري  لمسجد المحلى الأسرى بمدينة رشيد بالبحيرة المعرض للانهيار منذ عام 2008 بسبب خطأ الترميم ورافقه فى الزيارة الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة والدكتور محمد سلطان محافظ البحيرة الاسبق والقيادات السياسية برشيد.

واستمع الوزير لشكاوى الأهالى، خاصة أن المأذنة معرضة للانهيار فى أى وقت، وأيضا المياه الجوفية التى تغرق المسجد منذ عدة سنوات.

وطالب الأهالى من الوزير الموافقة على ترميم المسجد ومنح تأشيرة الموافقة ورصد ميزانية للترميم وخاصة أن هذا المسجد يعد من أكبر المساجد الأثرية فى مصر قائلا "كل شوية وزير رايح ووزير جاى لتفقد اثار رشيد ويمنح المواطنين وعود براقة لمواصلة ترميم وتجديد مسجد المحلى وباقى الآثار وكلها حبر على ورق.