الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أغرب أسباب طلبات الأزواج لزوجاتهم فى "بيت الطاعة".. أحدها بسبب "الحشيش" والآخر لسرقة شاشة "LCD"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

رغم ما تحويه أوراق ووقائع القضايا المتداولة بمحاكم الأسرة من مآسٍ إلا أنها لا تخلو من الطرافة والغرابة أيضا.

ومن أكثر دعاوى الأحوال الشخصية التى قد تصطدمك بأسبابها الغريبة هى "انذارات الطاعة" التى كثيرا ما يلجأ إليها الأزواج كرد على طلبات الطلاق المرفوعة ضدهم ومحاولة للهروب من دفع مستحقات زوجاتهم المالية بحجة :"مش هيبقى موت وخراب ديار كمان "وأحيانا تكون طريقة للتخويف والتأديب قبل أن تبطلها الزوجات باعتراض خلال 30 يوما من تاريخ الانذار وهى المدة التى حددها القانون.

خلال السطور التالية يرصد" صدى البلد" أغرب أسباب طلبات الأزواج لزوجاتهم فى "بيت الطاعة".

"سجائر ومخدرات"


اقترب اليوم من نهايته داخل محكمة الأسرة بزنانيرى، الجميع يلملم أوراقه استعدادا للرحيل، متنازعون، محامون، موظفون، والعمال يتأهبون لترتيب القاعات ومحو ما أصابها من فوضى طوال اليوم، لكن حال ط.م" صاحب الـ46 ربيعا كان مختلفا، فالرجل الأربعينى ذو الوجه الشاحب والشعر المجعد والهندام المرتب لايزال فى مستهل رحلة بحثه عمن يساعده فى إنهاء إجراءات إنذار زوجته الثلاثينية بالدخول فى طاعته بعد تركها لمسكن الزوجية لرفضه تعاطيها المخدرات بحسب روايته، وظل لفترة يتنقل بجسده الذى يحارب عوامل الزمن والتعب بين المكاتب حتى وصل فى نهاية سعيه إلى مبتغاه.

يقول الزوج الأربعينى فى بداية روايته":"تزوجتها منذ مايقرب من عام، ولم أبالِ بزواجها قبلى مرتين آخرهما من رجل معروف بسوء سمعته وسلوكه وإدمانه لشرب الخمور والمخدرات، فهى ابنة عمى وأنا أولى الناس بها وأكثرهم حفاظا عليها وإكراما لها، وتكبدت بمفردى تكاليف تأثيث مسكن لها كما لوكانت عروسا لم يسبق لها الزواج من قبل، وليست امرأة ثيب تستعد لاستقبال عامها الـ37 ولديها أولاد فى عمر الشباب،لأفاجأ بعد أن جمعنا بيت واحد أنها تدخن السجائر وبشراهة، ورغم ذلك حاولت أن اتعامل مع ذلك الموقف بحكمة حفاظا على استقرار البيت، وحدثتها مرارا وتكرارا بأن تكف عن التدخين، ولم أكن أعلم وقتها أن الأمر ليس فقط مقتصرا على التدخين وأن ماتخفيه أعظم ، حتى شاء القدر أن يفضح أمرها واكتشف أنها تتعاطى مخدرات أيضا".

تسيطر علامات الغضب على ملامح الزوج الأربعينى وهو يتحدث عن تفاصيل الليلة التى قصمت ظهر زواجه القصير:"يومها عدت إلى البيت فى ساعة مبكرة على غير العادة، منهكا من عناء يوم عمل طويل، وطوال الطريق كنت أمنى نفسى باللحظة التى ألقى بها بجسدى المتعب علي السرير وأغرق فى سبات عميق، لكن ما كان ينتظرنى جعل النوم يخاصم جفونى للأبد، فما أن خطت قدمى عتبة الباب حتى فوجئت بدخان كثيف يعبأ أرجاءه، وبقايا من مخدر الحشيش ولفافات أوراق بيضاء وأعقاب سجائر متناثرة على الطاولة وزوجتى جالسة بمفردها تنفث دخان سجائرها المحشوة بلحظات سعادة زائفة باستمتاع وتبدو غير واعية لما يدور حولها".

يحاول الزوج السيطرة على الإرتعاشة السارية فى أوصاله وهو يقول:" لم اتمالك نفسى أمام هذا المشهد المخزى، وانفجر بركان غضبى فى وجه زوجتى الشاحب، وسألتها منذ متى وهى تتعاطى المخدرات فى بيتى،، وكيف تمكنت من خداعى طوال هذة المدة ، ألهذه الدرجة هى امرأة تتقن إخفاء حقيقتها القبيحة، فأجابتنى بنبرة متبجحة:"أنا حرة أعمل إلى عايزاه"، ثم أدارت ظهرها لى ولملمت أغراضها ورحلت إلى بيت والدها، وقتها فقط أدركت سبب عدم رغبتها فى مرافقتى لأداء العمرة رغم إلحاحى عليها، وإصرارها على البقاء بمفردها طوال الوقت فى غيابى، كانت تريد أن يخلو لها الطريق كى تتعاطى ماتريد وتفعل ماتريد دون أن يفتضح أمرها أمامى، وتظل فى عينى المرأة المظلومة التى عانت سنوات وسنوات، وذاقت المرار على يد زوجيها السابقين، وتنازلت عن حقوقها لتخلص منهما"

يطلق الموظف الأربعينى ضحكة ساخرة وهى ينهى روايته:"هرعت إلى بيت والد زوجتى كى أشكوله أفعالها وألقى على مسامعه خبر تعاطى ابنته للمخدرات واهما بأنه سينصفى وسيقوم سلوك ابنته، لكن فوجئت به يوبخنى على اعتراضى وانفعالى عليها ويردد نفس كلماتها بصوت يسكنه البرود وكأنه كان على علم بالأمر:"هى حرة تعمل الى هى عايزاه"، فتسمرت فى مكانى من هول ماسمعت،وطلبت منه أن ننهى هذه الزيجة بهدوء وبشكل ودى، لكن بشرط أن تتنازل زوجتى عن كافة حقوقها من مؤخر ونفقة متعة وعدة وكذلك منقولاتها الزوجية التى لم تشترِ منها سوى مطبخا باليا نظير خداعها لى طوال عام، فرفض وثار على وطردنى، لتحرك زوجتى بعدها دعوى طلاق للضرر رقم 1185 لسنة 2017 وتتهمنى فيها بإهانتها وعدم الإنفاق عليها وطردها من البيت على غير الحقيقة، فلم أجد أمامى سبيلا آخر سوى أن أنذرها بالدخول فى طاعتى وأنا على استعداد أن اسامحها إذا وعدتنى بأن تكف عن تعاطى الحشيش، فخراب البيوت ليس بالأمر اليسير ".

" أنا حرة "


بوجه شاحب وعين قلقة وقف الزوج الثلاثينى على مقربة من قاعة المداولة بمحكمة الأسرة بالقاهرة الجديدة عاقدا ذراعيه فى محاولة منه للسيطرة على ارتباكه منتظرا بدء جلسة دعوى اعتراض زوجته على إنذاره لها بالدخول فى طاعته بعد تركها لمنزل الزوجية بسبب رفضه شربها للخمر بداخله واساءتها الدائمه له ولعائلته- بحسب ماجاء فى وقائع القضية - ظل الزوج العابس طوال ساعات انتظاره الطويلة يرمق زوجته الثلاثينية التى لم يكن يفصلها عنه سوى أمتار قليلة بنظرات غاضبة وحادة وكأنه يلومها على ولم ينه هذا المشهد سوى صوت الحاجب المبشر لهما بالدخول.

بدأ الزوج حديثه للمحكمة قائلا:"لم اتخيل يوما أن ينتهى زواجى الذى لايتجاوز عدد سنواته الثلاث بعد تلك النهاية المأساوية وأن أقف وجها لوجه داخل محكمة الأسرة أمام المرأة التى اخترتها كى أكمل معها ماتبقى من عمرى ووقفت إلى جوارها وساعدتها فى رسالة الماجستير التى تعدها، ولم انقصها شيئا أو أرد لها طلبا حتى وإن اقترضت، لكنها لم تقدر كل مافعلته لإجلها، ودأبت منذ بداية حياتنا معا على التقليل من شأنى والإساءة لشخصى ولعائلتى، والتمرد على، ورفض الاستماع إلى أى من كلماتى أو تعليماتى رغم أن طاعتى واجبة عليها، وأننى لم أكن أطلب منها سوى أن تبتعد عما يغضب الله وأن تكف عن تناول الخمور والمسكرات فى مسكن الزوجية وأظن أن هذا حقى لكنها كانت تقابل هذا دوما بجملة "أنا حرة" ".

يسحب الزوج الهواء حتى يعلو صدره وببطء يطلق سراح أنفاسه ثم يقول بصوت منكسر:"حاولت كثيرا أن اتعامل مع شخصيتها الحادة وعصبيتها واتأقلم مع شكها المرضى وأن اثنيها عن شرب الخمور حفاظا على البيت التى تعبت فى تأسيسه لكن دون جدوى، وفى كل مرة كانت تترك المنزل لتضغط على كى أرضخ إلى طلباتها واتغاضى عن تصرفاتها وتحررها، إلا أنها لم تعد فى الأخيرة فقررت أن الجأ إلى القانون هذة المرة خاصة بعد أن أغلقت فى وجهى كل سبل الطرق الودية، وأنذرتها بالدخول فى طاعتى على يد محضر، فردت على إنذار الطاعة بتحرير محضر ضدى اتهمتنى فيه بتبديد المنقولات الزوجية على خلاف الحقيقة، مما دفعنى أنا الآخر إلى تحرير محضر لإثبات أن المنقولات لاتزال فى مسكن الزوجية وأن هى من تركت البيت،وقامت بالاستيلاء على مبالغ مالية وبعض المنقولات".

تقطع الزوجة أوصال حديث زوجها بنبرة غاضبة:"كان لزاما عليه أن يحسن معاشرتى ويكرمنى ويضعنى تاجا على رأسه بعد أن تحملت عدم انفاقه على وعجزه 3 سنوات كاملة، وارتديت قناع السعادة على وجهى، حتى لا يشعر أحدا بمعاناتى وأنا أحيا بجانب رجل عاجز، واسكت صرخات جسدى حتى لايسمع صوتها حفاظا على مشاعره، ورضيت أن أحيا كزوجة مع إيقاف التنفيذ، احترق كل يوم بنار الشوق ولا أجد من يطفؤها، وأخضع إلى سلسلة من المحاولات الفاشلة دون أى اكتراث لمشاعرى أو إحتياجات جسدى وكأنى فأر تجارب، لكنه لم يفعل بل أدخلنى إلى ساحات المحاكم، وحرر ضدى محضر بقسم الشرطة يتهمنى فيه بسرقة مبالغ مالية وبعض المنقولات فكيف لى أن اعيش معه بعد الآن وأئتمنه على نفسى ومالى".

يحاول الزوج دفع تهمة العجز عن نفسه قائلا:"ادعاء زوجتى للأسف بأن قيام العلاقة الزوجية بيننا مستحيلة لاصابتى بعنة وترديدها أنها لازالت بكرا على غير الحقيقة ماهو إلا جزء من مسلسل تشويهها لصورتى وإرغامى على القبول بطلباتها، فتارة تتهمنى بعدم الإنفاق عليها وتارة أخرى بالخيانة واصطحاب فتيات لأحد الفنادق وأخيرا بالعجز ولا أعرف كيف يمكن لعاجز أن يقيم علاقات مع النساء كما تقول زوجتى، كما أن التحاليل والفحوصات التى أجريتها تحت اشراف كبار الأطباء أكدت سلامتى وقدرتى على القيام بواجباتى الزوجية على أكمل وجه".

شاشة "LCD

لا يقل السبب الذى ذكره طبيب فى انذاره لزوجته " طالبة الماجستير"للدخول فى طاعته والذى أقامه أمام محكمة الأسرة بمصر الجديدة غرابة عن سابقيه، فقد برر طلبه هذا بتركها لبيت الزوجية بعد استيلائها على شاشة تليفزيون 42 بوصة و مبلغ 22 ألف جنيه، وأوضح الزوج أيضا فى إنذاره الذى حمل رقم 11234 لسنة 2016 أن زوجته قد أقامت بمسكن والديها بعد نشوب خلافات بينهما ، وأنه قد حاول كثيرا إعادتها إلى البيت بالطرق الودية ، ووسط بعد العقلاء من الجانبين لإثنائها عن موقفها إلا أن جميع المحاولات قد باءت بالفشل، بسبب وضعها لشروط لايقبل بها الرجل ولاتعاليم الدين الإسلامى - بحسب ماجاء فى إنذاره- مقابل عودتها إلى البيت.

وأضاف الزوج أنه فوجئ بقيام زوجته بتحرير محضر ضده بقسم شرطة مصر الجديدة تتهمه فيه بتبديد المنقولات الزوجية وذلك لإرغامه - بحسب نص الدعوى- على القبول بطلباتها والتسليم برغبتها رغم أن الحقيقة أنها هى من استولت عند خروجها من مسكن الزوجية على مبلغ 22 ألف جنيه وكذلك شاشة تليفزيون 42 بوصة "LCD" مما دفعه إلى تحرير محضر هو الآخر محضر رقم 2489 لسنة 2016 لاثبات وجود المنقولات الزوجية بالشقة وكذلك استيلاء زوجته على الشاشة والمبلغ السالف ذكره ثم تقدم بطلب إلى مكتب تسوية المنازعات الأسرية وطالب فيه بإلزام زوجته بالدخول فى طاعته، وبعد فشل أعضاء مكتب التسوية فى حل النزاع وديا ورفض الزوجة العودة إليه أقام دعواه بغيه القضاء له بطلباته.