الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رجال حول الرسول.. «الصحابي الذي كان خطيبًا للنبي»

صدى البلد

تظل مواقف صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم نموذجا يحتذى به على مر العصور والقرون واختلاف الأزمان، لهم منزلة عظيمة وحقوق على الأمة الإسلامية كثيرة، وهذه الحقوق من الأمور التي تدخل ضمن الاعتقاد فهم أول من آمن بالرسول صلى الله عليه وسلم، إذ صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم وآزروه ونصروه، واتبعوا هديه، وهم أول الذين يبتغون فضلًا من الله ورضوانًا، وينصرون الله ورسوله، ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة .

-الصحابي الجليل ثابت بن قيس الأنصاري:

الذي شعر بالندم الشديد عندما نزل قول الله تعالى: « يا أيُّها الذِينَ آمَنُوا لاتَرْفَعُوا أصْوَاتَكُم فَوْقَ صَوْتَ النّبِي، ولا تّجْهّروا له بالقَوْلِ كجَهْرِ بَعْضكم لبَعْض، أن تَحْبِطَ أعْمَالكُم وأنتُمْ لا تَشْعُرون»، فما أن سمعها ثابت بن قيس حتى أغلق عليه داره وأخذ يبكي بحرقة شديدة، وعندما شعر النبي صلى الله عليه وسلم بغيابه قال من يأتيني بخبره؟ فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله، وذهب إليه، فوجده في منزله محزونًا منكسًا، قال: ما شأنك يا أبا محمد؟ قال: شرّ، قال: وما ذاك؟ قال: إنّك تعرف أني رجل جهير الصوت، وأنَّ صوتي كثيرًا ما كان يعلو صوت النبي، وقد نزل من القرآن ما تعلم، وما أحسبني إلا أنني قد حبط عملي، وأنني من أهل النّار. 

ورجع الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره بما رأى وما سمع فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : «اذهب إليه وقل له: لست من أهل النار ولكنك من أهل الجنة»، حينها انفرجت أسارير ثابت بن قيس وقال: رضيتُ ببُشرى الله ورسوله، لا أرفعُ صوتي أبدًا على رسول الله.

وكان ذلك سببًا لنزول الآية الكريمة: « إنَّ الذينَ يغُضُّونَ أصواتَهُمْ عندَ رَسولِ الّله أولئِكَ الذَّينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلوبَهُم للتَّقْوَى، لهم مَّغْفِرةٌ وِأجْرٌ عَظِيمٌ»، وكان ثابت بن قيس من سادات الخزرج ومن أوائل المسلمين من الأنصار، وعندما وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مهاجرًا استقبله ثابت بن قيس في كوكبةٍ كبيرة من فرسان قومه وأكرموا استقباله ، وقد شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم جميع الغزوات عدا غزوة بدر فقد كان أميرًا لجند الأنصار، وبشره النبي صلى الله عليه وسلم بالشهادة ودخول الجنة.

كان ثابت بن قيس خطيبًا للنبي صلى الله عليه وسلم بسبب جهارة صوته وقوته، فكلما كانت تأتي النبي صلى الله عليه وسلم ويتبارون أمامه بشِعرهم وخطاباتهم، يدعو النبيُّ الكريمُ سيدَنا ثابت بن قيس ليقف خطيبًا ينطق باسم النبي عليه الصلاة والسلام.

واستشهد الصحابي الجليل في خلافة سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه في حروب الردة، بعد أن حارب المرتدين بجسارة، فتمت له بشرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالشهادة.