الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"عوض عريان باشا" مسيحي أقام مسجدا فى بني سويف .. فيديو وصور

صدى البلد

"عوض عريان" أول مسيحي يقيم مسجدا في بني سويف
خصص منزله ليكون مطبخا لثورة 1919
أوقف 17 فدانا لله تعالي للإنفاق علي المسجد وعلي الأعمال الخيرية
أسس وتبرع وأوقف 73 فدانا للصرف علي جامعة القاهرة

لا يقل الدور الذي يقوم به مسجد عوض عريان بمدينة بني سويف عن اي دور يقوم به اكبر مساجد المحافظة بل يعتبر مسجد عوض عريان علامه اصيله من علامات منطقة مقبل ببني سويف والتي يقطنها أغلبية مسيحية.

"عوض عريان المهدي" اسم قبطي لشخص يعتبر علامة تاريخية من علامات محافظة بني سويف، لما قام به من حدث تاريخي فى محافظات شمال الصعيد، حيث كان أول "مسيحي" يشيد مسجدًا على أرض بمنطقة حي "مقبل" والتي كانت بمثابة أكبر تجمع للمسيحيين ببني سويف ولا تزال , وعلي بعد أمتار من كنيسة "سانت تريزا " المجاورة للمسجد.

"صدي البلد " التقي بالشيخ إسماعيل بدوي حسن، إمام وخطيب مسجد عوض عريان، الذي قال إن عوض عريان باشا (القبطي الاصل ) ببني سويف أوقف عزبته "عوض عريان " علي مساحة 17 فدانا لله تعالي وللصرف علي هذا المسجد الذي شيده باسمه والكائن بمنطقة حي مقبل (أكبر تجمعي للأقباط ببني سويف).

وأضاف أنه تردد أنه أسلم وبعضا من ابناءه، كما أوقف عوض عريان باشا من قبل لجامعة القاهرة 73 فدانا ونصف الفدان في الوقفية على أن الأرض بما يتبعها تؤول إلى الجامعة بعد وفاته، ففي عام 1906 عندما قام الزعيم مصطفى كامل بالدعوة في الصحف إلى بناء جامعة القاهرة وفتح باب الاكتتاب فيها وشكل لجنة تحضيرية للإشراف والمراقبة.

وأضاف الشيخ إسماعيل، أن المسجد تم تأسيسه فى منطقة "مُقبل" التى تعد أكبر تجمع لمسيحيي محافظة بني سويف، وتم إنشائه على الأرض التى أوقفها "عريان باشا" للصرف منها على المشروعات الإسلامية التى تشرف عليها وزارة الأوقاف، والآن أصبح المسجد وما يعتليه من جمعية خيرية علامة من العلامات التاريخية لمحافظة بني سويف.

وأضاف أن مسجد "عوض عريان" أصبح الآن لا يقل دوره عن اي دور يقوم به أكبر مساجد المحافظة بل يعتبر مسجد عوض عريان علامه أصيله من علامات منطقة مقبل ببني سويف.

وقال المؤرخ سلامة مدكور، صاحب كتاب "شخصيات لها تاريخ"، إن عوض عريان المهدي، من الشخصيات التى تجاهلها المؤرخون أثناء تأريخهم لثورة 1919، مثل عديد الشخصيات التى يتجاهلها المعنيون بالاحتفال بتاريخ بنى سويف النضالى والوفاءلأبطالهم، وقد أصابهم "زهايمر" العقوق الوطنى وطالهم التبلد الأدراكى الثقافى فأهملوا سيرة أبطالهم مجدوا تاريخ رجولتهم فى أحداث ثورة 1919م بل وتمادوا فى إسقاط أدبيات احترام جلال وروعة ذكرى الأحداث فلم يحتفوا بمكان ومسرح وأنسان الثورة الذى كتب لهم فخار، وعلى رأس هذه الشخصيات "عوض عريان" بإنسانيته ووطنيته التى تحتاج لكتب ومجلدات لسرد دوره الكبير فى الثورة عندما سخر للثوار كل ما يملك رافعًا شعار "الحرية"، وكان بيته بمثابة "الحصن الدافئ" لخطة الثورة والثوار.

وأكد الحاج عابدين صلاح 90 سنة من أبناء الحي ، أن منزل "عوض عريان" الكائن ناحية التقاء شارع الخضار بدرب الملاح الكبير كان بمثابة "مطبخ ثورة 1919" ومركز قيادتها، كانت كل المجموعات الغاضبة قد ألتقت فى ساحته الفسيحة تواصل قبلها الليل بالنهار وتقسم قيادات الأحداث إلى لجنتين الأولى للإدارة ووظيفتها الدعوة للإجتماعات والمطبوعات والخطابة بين الجماهير والثانية لتوزيع المنشورات عن طريق البريد ولصقها ليلًا بالميادين وعلى أبواب المصالح والهيئات والشركات.

وأشار الحاج حسين سالم إلى أن "عوض عريان المهدى" كان صحوة بنى سويف الثورية، فتح بيته للشباب بعد أن وجدهم حائرين مكسورين غاضبين على إعتقال أسد المواجهة "سعد زغلول" لم يكن لديهم مقر يقومون من داخلهم بأعمالهم السرية، لم يكن لديهم تمويل ولامال فى أيديهم فمعظمهم فقراء والعملية كبيرة إنها ثورة بلد، فأستجاب لهم "عوض عريان" وفتح لهم بيته وبذل لهم ماله وحشد لهم الطعام والشراب فى ليل التخطيط والتنظيم وقد أثمرت هذه الأساليب التنظيمية الدقيقة فى حصن "المهدى" الدافئ عن خطة الثورة.

وتضيف هدى فوزى، مالكة إحدى البنايات المتاخمة للمنزل، أن جدها لوالدها حكى لها عن عوض باشا عريان المهدي، قائلاة أنه أحد أعيان مدينة بني سويف، القبطي الذي أطلق علي منزله أثناء ثورة 1919 " مطبخ الثورة"، ومركز قيادتها، لما كان له من دور بارز فى هذه الفترة التاريخية فى جمع الحشود الثائرة وتنسيق العمل الثورى فيما بينهم داخل غرف منزله، وكان ينفق أمواله على توفير إحتياجات الثوار من طعام وشراب وطباعة منشورات، وجلسات تحضيرية وتنظيمية، إلى أن نتج عن هذا العمل الوطني ثورة شعب بنسيجيه المسلم والمسيحي فى 1919، وتابعت: "عوض عريان" كان عضوا بمجلس الشيوخ، وأنضم للمقاومة ضد الاحتلال والتصدي لعزل سعد زغلول، ووجد الشباب المقاومين ليس لديهم مقر يقومون من داخله بأعمالهم السرية، لذا فتح لهم بيته.

وأشارت ناهد الشريف إلى أن شخصية "عوض عريان" شخصية تاريخية كعلم من أعلام محافظة بني سويف، وعندما أشهر إسلامه وقرر تخصيص مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية كوقف لبعض الأعمال الخيرية كالمسجد الكائن بحي مقبل، ومساحة كبيرة خصصها لجامعة القاهرة إيمانًا منه بأن العلم والبحث العلمى هو أساس تقدم الأمم، لافتةً إلى أن أصدقائه طالبوه بتغيير أسمه بعد أن أشهر إسلامة، إلا أنه أبي ذلك لكي يذكره أسمه بأنه كان مسيحيًا، ليعبر بذلك لدول العالم أجمع على حرية إعتناق الأديان فى مصر.

"صدي البلد " حاول أن يلتقي أسرة الراحل، إلا أنهم رفضوا الحديث تمامًا، لأسباب أرجعها البعض إلى أن عريان، أسلم قبل موته، وبالرغم من أن معظم أهالي بني سويف على علم بتلك القصة، وبسيرة الرجل نظرًا لدوره التاريخي، كما أنه قام ببناء مسجد في نهاية حياته، يحمل اسمه، وأصبح علامة أصيلة من علامات المدينة، لكن أسرته، وهي أسرة مسلمة، ترفض الحديث في الأمر خاصة مع وسائل الإعلام. وقد عُرف عن عريان أنه خصص عزبته التي تحمل نفس الاسم، والمقامة على مساحة 17 فدانا، لله تعالى، وللإنفاق على هذا المسجد.