الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زاهي حواس لـ«صدى البلد»: استعادة 6700 قطعة أثرية منهوبة.. وأطالب بـ«المؤبد» لسارقي الآثار.. السائح الياباني ينفق أكثر بـ1000مرة عن الروسي.. وزيارات المشاهير الأخيرة رسالة قوية بأمان مصر

محررة صدى البلد خلال
محررة صدى البلد خلال الحوار مع الدكتور زاهي حواس

زاهي حواس في حوار لصدى البلد:
  • لدينا خطة لإنقاذ آثار سوريا والعراق وليبيا واليمن تبدأ الأيام المقبلة
  • السائح الياباني ينفق أكثر من الروسي بـ 1000 مرة
  • مصر الفرعونية شهدت ثورة 25 يناير خلال عصر الاضمحلال
  • المعارض والقوافل السياحية بالخارج روشتة لإنعاش السياحة
  • نهب الأجانب للآثار المصرية تم بشكل قانوني حتى عام 1983 
  • أطالب بتغليظ عقوبة سرقة الآثار لـ"المؤبد"
  • مصر حققت مكاسب كبيرة من زيارات مشاهير العالم الأخيرة


أكد زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق وسفير التراث العالمي بالأمم المتحدة، أن إرسال الوفود للخارج وعمل المعارض الخارجية للآثار المصرية، إضافة إلى القوافل السياحية والاكتشافات الأثرية، بمثابة روشتة كافية لإنعاش السياحة بشكل يدر دخلا كبيرا يعود على الاقتصاد المصري، موضحًا أن الأمر يتطلب تكاتف وزارتي السياحة والآثار.

وأضاف "حواس"، فى حوار لـ"صدى البلد"، أن لديهم خطة لإنقاذ آثار الدول التي تعرضت للحروب والدمار مثل سوريا واليمن والعراق وليبيا ستبدأ الأيام القليلة المقبلة، وإلى نص الحوار...

ما الذي يعنيه لك تعيينك سفيرًا للتراث العالمي بالأمم المتحدة وماذا يمثل هذا المنصب لك ولمصر؟
بالتأكيد مسألة تعييني سفيرًا للتراث العالمي أمر مهم وجيد بالنسبة لي ولمصر، ولكن في الوقت نفسه هذه مسئولية كبيرة وليست سهلة على الإطلاق، فهذا المنصب يتطلب الكثير من الجهد والعمل، فبدايةً سنقوم قريبًا باتخاذ الكثير من الإجراءات الفترة المقبلة لمحاولة إنقاذ آثار العراق وسوريا وليبيا واليمن، وسيتم ذلك بالتنسيق مع الدكتور خالد العناني وزير الآثار والجامعة العربية والأمم المتحدة لوضع برنامج لحماية تلك الآثار، خصوصًا وأن الآثار في تلك البلدان تم تدميرها بالكامل تقريبًا.

ما هي الخطوات التي من الممكن اتخاذها لمحاولة إنقاذ ما تبقى من تلك الآثار؟
بالنسبة لتلك الآثار سنرى إن كان منها ما يمكن نقله إلى أماكن أخرى بعيدًا عن بؤر التوترات المتسببة في تدميرها أو إن كان من الممكن ترميم تلك الآثار التي جرى هدمها ومحاولة إنقاذ المتبقي منها وإخفائه حتى لا يتم تدميره مرة أخرى، إذًا فهناك بالفعل الكثير من الإجراءات والآليات التي سيتم اتخاذها في الفترة المقبلة لمحاولة إنقاذ هذا التراث من التدمير والتخريب.

ما تقييمك لأداء وزارة الآثار حاليًا بقيادة الدكتور خالد العناني؟
لو ألقينا نظرة على كل الوزراء الذين تولوا مناصبهم بعد ثورة 25 يناير، لوجدنا أن أغلب هؤلاء الوزراء كانت أياديهم مرتعشة وكانت هناك عشوائية كبيرة في اتخاذ القرارات نتيجة لعدم الدراية والمعرفة الكافية، فلم يفكروا على الإطلاق في مسألة ترميم البشر قبل الحجر، لأنه من الأهمية أن نهتم جيدًا بالعاملين بوزارة الآثار لأنهم يبحثون وينقبون.
 
وبالنسبة للدكتور خالد العناني فأرى أنه شاب صغير ولديه الكثير من الحماس للعمل ويقوم بمجهود كبير جدًا، ولكن المشكلة الكبيرة التي تواجهه هي افتقار الوزارة للموارد المالية، ولكنهم بدأوا حاليًا بالفعل في محاولة توفير تلك الموارد عن طريق إقامة معارض خارجية للآثار المصرية حتى يتمكنوا من استكمال مشروعات الآثار الموجودة، فنحن جميعًا نقف إلى جانب الدكتور خالد العناني حتى ترجع الآثار إلى مكانتها المعهودة التي كانت موجودة قبل ذلك. 

وكيف يتم التنسيق بين وزارتي الآثار والسياحة لتحقيق نتائج جيدة لكلتا الوزارتين؟
الحقيقة أن مشكلتنا الكبيرة هنا في مصر أن الوزارات لا تتعاون أبدًا مع بعضها البعض، فكل وزارة تستقل تمامًا عن الوزارة الأخرى في الرؤى والقرارات، على الرغم من أن وزارة مثل وزارة السياحة لا بد أن تعتمد اعتمادًا كبيرًا على وزارة الآثار مثلًا، فالاكتشافات الأثرية التي تحدث بين الحين والآخر تقوم بعمل دعاية ضخمة جدًا للسياحة في مصر ، وبالفعل تم خلال الفترة الماضية الإعلان عن بعض تلك الاكتشافات الأثرية المهمة مثل تمثال المطرية وآثار تونا الجبل وحققت هذه الإكتشافات دعاية ضخمة جدًا لمصر بالخارج، وكذلك المعارض التي تقام بالدول الأجنبية تنتج دعاية لا يمكن تخيلها بالنسبة للسياحة والآثار المصرية.

وأرى أن وزارة السياحة يجب أن ترسل الكثير من الوفود للخارج، فيجب أن يكون التسويق مصريًا وألا يكون معتمدًا اعتمادًا كليًا على الشركات الأجنبية، كما أنه من الممكن اختيار 10 مدن من المدن الشهيرة بالعالم لإرسال تلك الوفود لها على أن تكون هناك شركة في كل مدينة من تلك المدن تقوم بالتنسيق لتلك الوفود وتنظيم المحاضرات واللقاءات الصحفية والتليفزيونية لها فكل هذا هو دور وزارة السياحة.

أما بالنسبة لوزارة الآثار فأرى أنها تقوم بمجهود كبير جدًا خلال الفترة الماضية من خلال اكتشافات أثرية هزت العالم كله ، فالكشف عن تمثال المطرية مثلًا شاهده الملايين بكل مدن العالم وكان من أهم الاكتشافات التي تمت خلال الأعوام الماضية، فضلًا عن الدعاية الكبيرة التي نتجت عن تسليط الضوء على هذا الكشف الأثري المهم.

ما هي أبرز المعوقات التي تواجهنا حاليًا للترويج للسياحة المصرية بالخارج ؟
أبرز المعوقات من وجهة نظري هي خوف مواطني الدول الأجنبية من القدوم لمصر، لأنهم يعتقدون أن الوضع الأمني في مصر خطر، بالتالي فدورنا الأساسي هو أن نظهر لهؤلاء السائحين أن مصر آمنة ونبين لهم الحقيقة، فشرطة السياحة تقوم بتأمين كامل وعلى أعلى مستوى في المناطق الأثرية، ولا يمكن أن يحدث أي مكروه لأي سائح أجنبي، ومنذ الثورة وحتى الآن لم يحدث وأن حدث أي مكروه لأي سائح في منطقة من المناطق الأثرية لأن تلك المناطق يتم بالفعل حراستها وتأمينها على أعلى مستوى.

وأعتقد أنه يجب على هيئة الاستعلامات ووزارة السياحة إظهار هذه الحقيقة وهذه الصورة للخارج ونبين للسائحين أنه ليس معنى انفجار قنبلة في مسجد أو كنيسة أن هذا الأمر ممكن حدوثه في المناطق الأثرية فتلك الأماكن بعيدة تمامًا عن كل تلك الأحداث ، فالسائح للأسف لا يعلم هذا الأمر. 

وما هو حجم العائد الاقتصادي للسياحة الأثرية في مصر؟
السياحة الأثرية في منتهى الأهمية للاقتصاد المصري، فيكفي أنه عند يذكر اسم مصر في أي مكان بالعالم أول ما سيتذكره المستمع ويترسخ في ذهنه هو أبو الهول والأهرامات وتوت عنخ آمون، فلا يوجد بلد بالعالم كله يملك مثل ما نملك من آثار، ولو تم تسويق هذا الأمر جيدًا وبالطريقة الصحيحة فإن العائد الاقتصادي سيكون كبيرًا جدًا وسيحدث طفرة حقيقية للاقتصاد المصري.

من خلال معرفتك بالتاريخ الفرعوني.. هل سبق وأن مرت حقبة في العصور الفرعونية مشابهة لتلك التي نعيشها حاليًا في مصر؟ 

نعم سبق وأن حدثت بعض الأحداث المشابهة للأحداث التي صاحبت ثورة 25 يناير خلال عصر الاضمحلال الأول بعد نهاية الدولة القديمة، فقد تولى أحد الملوك الفراعنة الحكم وهو في مراحل الطفولة واستمر حكمه إلى أن وصل عمره 90 عامًا وقامت ثورة على هذا الحاكم، فأصبح الفقير غنيًا والغني فقيرًا كما ظهرت العناصر المخربة في البلاد مع وجود العدو متحفزًا في ذلك الوقت في سيناء.

فنجد أن هذه الأحداث كانت بالفعل مشابهة لما حدث بثورة يناير، ونرى كيف كان الجيش المصري دائمًا هو المنقذ للبلاد، فعندما عبد الملك اخناتون الإله آتون وترك الدولة في ذلك الوقت في انهيار وضعف أتى حور محب كأول قائد للجيش المصري يتولى أمور البلاد، وأرجع قيمة وهيبة الدولة المصرية مرة أخرى، فكل هذه الأحداث مشابهة للأحداث التي نراها في مصر هذه الفترة.

هل ترى أن توقف السياحة الروسية أثر فعليًا بالسلب على السياحة في مصر وعلى الاقتصاد المصري عمومًا؟
مصر أعطت للسياحة الروسية أكبر من حجمها فهي سياحة فقيرة جدًا، فالسائح الروسي يذهب إلى الشواطئ ويقضي أسبوعين أو ثلاثة هناك ولا ينفق سوى 500 دولار تقريبًا، فلا بد أن ننظر بأهمية أكبر إلى الأسواق المهمة مثل اليابان، فالسائح الياباني الواحد ينفق مثل ما ينفقه مائة من السياح الروس مجتمعين، فيجب التركيز على أسواق السائحين الذين ينفقون بكثرة خلال زيارتهم لمصر، فأقولها صريحة أتركوا "الروس" لا يأتون لمصر إن أرادوا ذلك فهم الخاسرون.

ما هي الروشتة التي تقترحها لإنعاش السياحة في مصر مرة أخرى؟
كما قلت سابقًا من المهم جدًا إرسال الوفود للخارج وعمل المعارض الخارجية للآثار المصرية، لكن للأسف الشديد هناك من يدعي أن سفر الآثار للخارج بها خطر شديد عليها، ولكنني أقول لهؤلاء أن هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق فالآثار المصرية تسافر ويتم عمل معارض خارجية لها منذ مائة عام تقريبًا ولم يحدث ولو لمرة واحدة أن حدث أي ضرر لأثر واحد من تلك الآثار.

 إذًا فكل ما يقال عن هذا الأمر هو إشاعات مغرضة وهناك الكثير من أعداء النجاح وأنا أرى أننا حتى الآن لم نستطع استغلال إمكانياتنا لإرجاع السياحة المصرية لما كانت عليه سابقًا، فهذه هي الروشتة الأساسية المعارض والقوافل السياحية والإكتشافات الأثرية.

كيف ترى أهمية مشروع ضخم كمشروع المتحف المصري الكبير ؟
المتحف المصري الكبير أنشئ بالأموال التي جنيناها من معرض توت عنخ آمون بالإضافة إلى المنحة المقدمة من اليابان لهذا المشروع الضخم لكن هناك من يطالب بافتتاح المتحف افتتاحًا جزئيًا لتوت عنخ آمون، ولكنني أرى أن هذه الخطوة ستكون خطوة خاطئة بكل تأكيد، فلا بد أن ننتظر حتى يتم الإنتهاء من المتحف بالكامل ثم يتم الافتتاح بعد ذلك، كما ويجب أن يكون هناك مجلس أمناء على أعلى مستوى لإدارة المتحف، ويتم اختيار هذا المجلس بعناية ، فهذا المتحف هو أعظم مشروع ثقافي في العالم كله في القرن الواحد والعشرين. 

وما هو عدد الآثار التي لم يتم استرجاعها واستردادها من الخارج حتى الآن ؟
في القرن السادس عشر والسابع عشر حدث نهب لمصر بالكامل، فكان يتم استخراج التماثيل والمسلات الضخمة ويتم إرسالها للخارج وانتشرت هذه التماثيل والمسلات في كل مكان بالعالم، حتى في تاريخنا الحديث فالقانون المصري كان يعطي الحق للبعثات الأجنبية في امتلاك 50% من الآثار التي تكتشفها ولم يتوقف هذا الأمر سوى في عام 1983، إذًا فهناك آثار كثيرة جدًا خرجت من مصر بطرق قانونية وآثار أخرى كثيرة جدًا خرجت بطرق غير قانونية، وأنا بنفسي استعدت 6000 قطعة أثرية كما قامت وزارة الآثار باسترجاع حوالي 700 قطعة، وكم أتمنى أن تكون عقوبة سرقة الآثار في القانون الجديد جنائية وليست جنحة كما هو موجود بالقانون الحالي حتي يمكننا منع سرقة هذه الآثار، فالذي يقتل بلدًا أكثر جرمًا من الذي يقتل إنسان، طالبت قبل ذلك أن تكون عقوبة سرقة الآثار هي السجن لمدة 25 عامًا لكن مجلس الشعب رفض هذا المقترح عام 2010، وأرى أنه يجب أن تكون عقوبة التعدي على أراضي الآثار شديدة ولا تقل عن 15 عامًا والغرامات لا بد أن تكون عالية، فهذه هي الطريقة الوحيدة للحفاظ على الآثار لأن مصر الحديثة تم بنائها بالكامل فوق مصر القديمة، فمثلًا لا يوجد منزل في مدينة أخميم لا يوجد أسفله قطع أثرية كما أن منطقة المطرية كلها مبنية فوق الآثار المصرية القديمة، ورأينا جميعًا التمثال الذي تم اكتشافه هناك للملك بسماتيك الأول من الأسرة السادسة والعشرين، فمعنى وجود هذا التمثال هناك هو وجود معبد أيضًا في نفس المكان، فالفراعنة كلهم على مر العصور قاموا ببناء المعابد تكريمًا لرع إله الشمس والذي كان يعبد في هليوبوليس أو مدينة الشمس.

إذًا فأنت ترى أن العقوبات الحالية غير كافية على الإطلاق لحماية الآثار من السرقة ؟
بالتأكيد، فلو أوجد القانون عقوبات رادعة لن يستطيع أي شخص التنقيب بصورة غير شرعية عن الآثار، أما لو كان القانون غير موجود أو كان موجودًا ولكن بعقوبات غير رادعة فسيتمكن أي شخص من التنقيب لأنه يعلم أن العقوبة يمكن تحملها حتى لو تم كشفه نظير ما سيجني من وراء هذه الآثار.

فهناك الكثير ممن يعتقدون بوجود كنز كبير من الذهب كما يعتقدون بوجود الزئبق الأحمر في حلق المومياوات ويؤمنون بأنهم لو وجدوا الزئبق الأحمر سيصبحون من الأثرياء، ولكنني اقولها وبكل وضوح أن كل هذا الأمر لا أساس له من الصحة، فلا يوجد كنز من الذهب ولا يوجد شئ اسمه الزئبق الأحمر، فكل هذه إشاعات أطلقها بعض الأذكياء حتى يستطيعوا نهب أموال الناس البسطاء.

وفي الأسابيع الماضية قام مجلس الوزراء بمناقشة قانون الآثار الجديد وسيتم طرحه قريبًا على مجلس الشعب وأرجو أن تتم الموافقة عليه وألا يتم التعتيم عليه مثلما حدث سابقًا بمجلس الشعب عام 2010.

ما هي أكثر المناطق التي من المحتمل وجود آثار بباطنها ولم يتم التنقيب داخلها حتى الآن؟
هناك الكثير من المناطق التي يوجد بها آثار فرعونية وغيرها في مصر، فمثلًا هناك منطقة الواحات والتي يوجد بها آثار كثيرة جدًا مثل وادي المومياوات الذهبية فما تم اكتشافه هناك حتى الآن لا يمثل إلا نسبة بسيطة جدًا مما يمكن اكتشافه وهذه النسبة حوالي 30% فقط من الموجود هناك بالفعل وما زال هناك 70% من تلك المومياوات لم يتم الكشف عنها بعد. 

هل هناك آليات أو طرق معينة مطلوب العمل بها للكشف عن تلك الآثار ؟
لا بل على العكس، فالأهم هو الحفاظ على الآثار الموجودة أولًا والاهتمام بها اهتمامًا شديدًا، كنت وضعت نظامًا في السابق عندما كنت أتولى مهمة الآثار وهو ألا تقوم البعثات الأجنبية بالتنقيب والبحث عن الآثار في الوجه القبلي والاكتفاء بالبحث عنها في مناطق الدلتا والصحراء بالنسبة لهم، فالآثار في مناطق الدلتا من السهل سرقتها أو من الممكن أن تنهار من المياه الموجودة بها، لكن للأسف أتى من بعدي من غير وألغى هذا النظام وفتح باب التنقيب عن الآثار للأجانب في الصعيد فأعطى للألمان بعثتين في أسوان وبعثة أمريكية في مكان آخر وبالطبع حدث هذا بدون نظام ولا فكر سليم.

من هو أعظم ملوك مصر الفرعونية على الإطلاق وهل يوجد شئ بالفعل اسمه لعنة الفراعنة؟
أعظم ملوك مصر على الإطلاق هو الملك خوفو الذي سمي الهرم الأكبر باسمه، أما لعنة الفراعنة فإن كل ما يقال عن هذه اللعنة غير صحيح، فكل ما حدث مجرد مصادفات، فلو قمنا بإغلاق غرفة بها مومياء لمدة 3000 عام فهذه المومياء ستحدث جراثيم غير مرئية، وعندما كان يتم اكتشاف أحد المقابر كان علماء الآثار يدخلون مباشرة للمقبرة فتهاجمهم هذه الجراثيم ثم يموتون بعد ذلك، ولكننا حاليًا بعد اكتشاف أي مقبرة جديدة نقوم بتركها مفتوحة دون الدخول إليها لمدة تتراوح ما بين ساعة إلى ثلاث ساعات حتى يخرج الهواء الملوث من داخل المقبرة ويدخل الهواء النقي إليها ثم نقوم بالدخول بعد ذلك ولا يحدث أي شئ بعدها.

وما هو أهم اكتشاف أثري حدث في مصر طوال تاريخها ؟
هناك الكثير والكثير من الاكتشافات الأثرية المهمة في تاريخ مصر الحديث، لكنني أرى أنه لا يوجد أهم من اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون في 4 نوفمبر عام 1922 ، فقد تم اكتشاف حوالي 5000 قطعة أثرية في هذه المقبرة بالإضافة إلى الإثارة التي أحدثها هذا الكشف وقتها، فالحقيقة أن أعظم الإكتشافات الأثرية التي حدثت في العالم كله على الإطلاق تم اكتشافها في مصر.

ومن الاكتشافات المهمة هو الكشف عن مراكب الشمس في مايو عام 1954 ، ومقبرة حتب حارس أم الملك خوفو، وخبيئة الكرنك التي تم اكتشاف 12 ألف تمثال بها عام 1903، واكتشافات وادي الملوك الذهبية، ومقابر العمال بناة الأهرام التي قمت باكتشافها والتي بينت للعالم كله أن الأهرامات لم تبنى بالسخرة كما ادعى البعض، كما أثبت هذا الكشف أيضًا أن بناة الأهرام كانوا من المصريين وليس كما كان يقول ويأمل الكثير من المدعين. 

زيارات المشاهير للآثار المصرية ما حجم الدعاية الذي تُحدثه للسياحة في مصر؟
تلك الزيارات دعاية جيدة جدًا لمصر ولكن لابد من توافر بعض الأمور لإنجاح هذه الزيارات وهذه الدعاية أكثر من ذلك، فلو تحدثنا مثلًا عن زيارة ليونيل ميسي للقاهرة وللأهرامات فهو جاء لتشجيع السياحة ولكنني أرى أن الحراسة المشددة والمبالغ فيها له ولمرافقيه بالإضافة إلى إغلاق منطقة الأهرامات وقتها أثناء زيارته أعطت انطباعا لدى الآخرين بأنه لا يوجد أمان بمصر وهذا غير صحيح، فكان يجب أن يتفاعل مع الآخرين أثناء وجوده هناك فهذا يعطي انطباعًا أفضل.

والحقيقة أنني عندما قابلته كانت قدمي مكسورة ولكنني ذهبت إلى هناك حتى أشرح عظمة الأهرامات له ولكنني رأيت أنه بعد شرحي وحديثي معه لم يكن هناك أي انطباع أو رد فعل منه وكنت بعدها في مداخلة تليفزيونية بعدها وقلت بعض الكلام الذي أغضب ميسي ، ولما عرفت بعدها بأنه غضب من هذا الكلام قمت بالاعتذار له لأنني أخطأت بالفعل، فأنا عندي ثقافة الإعتذار ولا أخجل أبدًا عندما أقوم بذلك لو كنت مخطئًا، لكنني أؤكد أن زيارته بالفعل زيارة مهمة جدًا لمصر، فلا يوجد في الشارع المصري من لا يعرف من هو ميسي، فقيمة زيارته للقاهرة تفوق دعائيًا قيمة زيارات رؤساء دول للمناطق الأثرية.

ومن زيارات المشاهير المهمة أيضًا هناك العشاء الذي تناولته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع الرئيس عبدالفتاح السيسي أمام الأهرامات وكانت هذه لفتة غير عادية، وهناك أيضًا زيارة ويل سميث الأخيرة والحقيقة أنني أعرفه منذ عام 2006 عندما جرى اختيارنا سويًا ضمن أهم 100 شخصية في العالم وقمت حينها بدعوته لزيارة مصر، وجاء بالفعل هذا العام على نفقته الشخصية وكان خائفًا بعض الشئ في البداية ولكن عندما أتى إلى هنا ورأى الأمن الذي تتمتع به مصر تغير تفكيره وتبدد خوفه تمامًا حتى أنه قام بأخذ صورة "سيلفي" معي وقام بنشرها في كل أنحاء العالم.

من هو أكثر من أبهرته الحضارة الفرعونية من الرؤساء أو الملوك أو المشاهير على الإطلاق؟
كل الملوك والرؤساء والمشاهير الذين زاروا مصر انبهروا بحضارتها، وأذكر منهم الملكة صوفيا وملكة هولندا وملكة النرويج وبعض الفنانين مثل شاكيرا وسلمى حايك وغيرهم فقد قابلت الكثير من عظماء العالم ومشاهيره وقمت بالشرح لهم وانبهروا بالآثار المصرية، لكن أرى أن الملكة صوفيا ملكة أسبانيا كانت أشدهم انبهارًا بالحضارة المصرية فقد زارت مصر وزارتني حوالي 13 مرة في كل الأماكن التي كنت موجودًا بها.

ما ردك على الادعاءات التي تقال بأن الأهرامات التي تم اكتشافها في السودان أقدم من الأهرامات الموجودة بمصر؟
الحقيقة أن كل هذه الادعاءات وكل هذا الكلام خزعبلات وليس لها أي أساس من الصحة ، فمصر حكمت حتى الشلال السادس من السودان فترة كبيرة في تاريخها، وهم حكمونا حوالي مائة عام في الأسرة الخامسة والعشرين، أما بالنسبة للأهرامات المكتشفة هناك فالأهرامات المصرية والتي تبلغ 124 هرمًا كلها أقدم من أهرامات السودان، فلا أعرف على أي أساس يتم إصدار مثل هذه التصريحات ولمصلحة من، فهذا كلام غير علمي وغير قائم على أي أساس إطلاقًا، وكوننا حكمناهم لفترة طويلة ليس عيبًا وكونهم حكمونا لفترة ليس عيبًا، فمصر والسودان بلد واحد، وأعتقد أن هذه التصريحات تصدر من بعض المغرضين الذين لا يحبون مصر.

أخيرًا.. ما سر قبعة الدكتور زاهي حواس الشهيرة ؟
هذه القبعة اشتريتها من الولايات المتحدة الأمريكية منذ فترة طويلة وهي مصنوعة في استراليا، وعندما أرتديتها أثناء عملي وأثناء الاكتشافات الأثرية اشتهرت تلك القبعة في العالم كله، وقامت شركة بعمل نسخ منها وبدأت في بيعها بأماكن كثيرة وكان العائد من بيع تلك القبعات حوالي 250 ألف دولار وتم توجيه هذا المبلغ لمتحف الطفل الذي قامت بافتتاحه سوزان مبارك وهذا المتحف يعتبر من أعظم متاحف الطفل الموجودة في الشرق الأوسط بالكامل، وحاليًا توجد شركة مصرية في أمريكا لبيع هذه القبعات هناك بواقع 75 دولارًا للقبعة الواحدة وسيتم توجيه المبلغ الذي سينتج عن بيعها لمستشفى السرطان الموجودة بمدينة الأقصر.