الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أستاذ فقه يوضح حكم صيام أيام قضاء رمضان والستة البيض بنية واحدة

صدى البلد

قال الدكتور عبد الحليم منصور، أستاذ الفقه ووكيل كلية الشريعة بجامعة الأزهر، إن الفقهاء اختلفوا في قضاء رمضان والستة البيض بنية واحدة على رأيين.

وأوضح منصور لـ«صدى البلد»، أن أصحاب الرأي الأول يرون أنه يجوز صيام قضاء رمضان وست من شوال بنية واحدة وذلك استدلالًا بالقياس من وجهين: الوجه الأول: القياس على من دخل المسجد وصلى ركعتين فريضة أو سنة مؤكدة فإنه يحصل له ثواب صلاة تحية المسجد، قال الشيخ زكريا الأنصاري في شرح المنهج: "وتحصل بركعتين فأكثر بتسليمة ولو كان ذلك فرضا أو نفلا آخر سواء أنويت معه أم لا؟ لخبر الشيخين "إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين " ولأن المقصود وجود صلاة قبل الجلوس وقد وجدت بذلك".

وأضاف أن صلاة تحية المسجد سنة غير مقصودة، فجازت مع غيرها، بخلاف صيام الأيام السنة من الشوال فهي سنة مقصودة "مؤكدة" فلا تجزيء نية الفرض عنها، ولا نية سنة مثلها، مستشهدا بما قاله العلامة الأنصاري: "وَإِنَّمَا لَمْ يَضُرَّ نِيَّةُ التَّحِيَّةِ مَا ذُكِرَ لِأَنَّهَا سُنَّةٌ غَيْرُ مَقْصُودَةٍ بِخِلَافِ نِيَّةِ سُنَّةٍ مَقْصُودَةٍ مَعَ مِثْلِهَا أوَفَرْضٍ فَلَا".

ولفت إلى أن الوجه الثاني: القياس على ما لو صام في يوم عرفة قضاء يوم عليه، أو صوم نذر، أو كفارة، ونوى معه صوم عرفة، فقد أفتى بعض العلماء بإجزاء الصوم عنهما معا الفرض والسنة، قال الشيخ الشربيني في مغني المحتاج (ولو صام في شوال قضاء أو نذرا أو غيرهما أو في نحو يوم عاشوراء حصل له ثواب تطوعها كما أفتى به الوالد رحمه الله تعالى تبعا للبارزي والأصفوني والناشري والفقيه علي بن صالح الحضرمي وغيرهم لكن لا يحصل له الثواب الكامل المرتب على المطلوب لا سيما من فاته رمضان وصام عنه شوالا لأنه لم يصدق عليه المعنى المتقدم".

وأشار وكيل كلية الشريعة إلى أن أصحاب الرأي الثاني يرون عدم إجزاء صوم قضاء رمضان وست من شوال بنية واحدة وأصحاب هذا القول عللوا قولهم بما بأتي: أولا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر " وصوم رمضان يصدق حقيقة على صيام الشهر كله ، ومن ثم فمن لم يكمل الشهر لا ينطبق عليه هذا الحديث.

وتابع: ثانيا عدم التسوية بين من صام الشهر كله ، ثم صام ستا بعده ، وبين من صام رمضان ناقصا ، ثم نوى صوم الستة وصوم االقضاء ، ففي الواقع ونفس الأمر لم يستويان في الفعل فلا يستويان في الثواب، ثالثا – ما وروى سعيد بإسناده عن ثوبان قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من صام رمضان شهر بعشرة أشهر وصام ستة أيام بعد الفطر وذلك تمام سنة يعني أن الحسنة بعشر أمثالها فالشهر بعشرة والستة بستين يوما فذلك اثنا عشر شهرا وهو سنة كاملة .وهذا لا ينطبق على من صام رمضان ناقصا فلا يتحقق له صيام عشرة أشهر، كما أن صيام الستة تحقق فضل ستين يوما ، وهذا لم يتحقق فيمن نوى قضاء رمضان وصيام السنة معا بنية واحدة.

واستطرد: رابعًا إن من يرى جواز اجتماع قضاء رمضان وست من شوال بنية واحدة يرى عدم حصول الثواب الكامل المترتب عليهما، لمن نواهما معا قال الشربيني :" لكن لا يحصل له الثواب الكامل المرتب على المطلوب لا سيما من فاته رمضان وصام عنه شوالا لأنه لم يصدق عليه المعنى المتقدم " فما الفائدة إذن من القول بالإجزاء طالما أن فاعل ذلك لا يناله ثواب الأمرين باتفاق العلماء؟؟.

وأفاد منصور بأنه يرجح ما ذهب إليه القائلون بعدم إجزاء نية واحدة عن قضاء رمضان وست من شوال، وذلك لأن القائلين بالإجزاء يستندون على قياس لم يقطع فيه بنفي الفارق بين المقيس والمقيس عليه، أو على قياس لم يثبت فيه حكم الأصل بدليل من كتاب أو سنة أو إجماع، كما أن مقصود الشارع من صيام رمضان وست من شوال هو تحقيق صوم الدهر -ذلك أن الحسنة بعشر أمثالها فيكون رمضان محققا لعشرة أشهر، وست من شوال محققة لستين يوما ، فمن فعل ذلك في كل عام فكأنه صام الدهر كله، ومن لم يصم كل رمضان، لم يتحقق في حقه هذا المعنى، وهذا ما يؤيده منطوق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم برواياته المتعددة سالفة الذكر.