الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الجمل: تجميد كتاب تاريخ الثانوية الجديد مهزلة .. و مبررات الوزارة ليست مقنعة

الدكتور علي الجمل
الدكتور علي الجمل

أكد الدكتور علي الجمل - أستاذ المناهج وطرق التدريس وعميد كلية تربية جامعة عين شمس سابقًا ، والرئيس المشرف على تأليف منهج تاريخ الثانوية العامة الجديد الذي قررت الوزارة فجأة عدم طباعته وعدم تدريسه العام القادم ، أنه شعر بصدمة بالغة من هذا القرار ، قائلًا : آخر ما كنت أتوقعه أن يصدر هذا القرار من الوزير طارق شوقي.

وقال "الجمل" في تصريح خاص لـ "صدى البلد" : أن هذا القرار غير مدروس ، مشيرًا إلى أن تنفيذه سيهدر الأموال الطائلة التي تم صرفها على تأليف هذا الكتاب ، كما سيهدر جهد فريق التأليف ، و سيهدر جهد مركز تطوير المناهج .

وأشار الجمل إلى أن تأليف هذا الكتاب استغرق من فريق العمل 6 أشهر و قبلها سنة من قبل مركز المناهج لوضع معايير المنهج ، وهو ما يعني أن هناك جهدا بدنيا و ذهنيا وماديا تم بذله ، مؤكدًا أن مركز المناهج وضع معايير هذا الكتاب بالاستعانة بكبار خبراء التاريخ في مصر ، وأن كل حرف فيه مكتوب وفقًا لرؤية علمية ، و تم عمل مسابقة للتأليف و حظي هذا الكتاب الجديد بالمركز الأول.

وقال "الجمل" : كان على وزارة التربية والتعليم أن تتأنى قبل أن تتخذ هذا القرار الصادم ، مؤكدًا انه غير مقتنع بالمبرر الذي قاله الدكتور رضا حجازي رئيس قطاع التعليم العام بالوزارة ، والتي اشار خلالها انه تقرر تأجيل تدريس الكتاب لتطوير مناهج تاريخ المرحلة الثانوية كلها بصفوفها الثلاثة في وقت واحد.

وأضاف "الجمل" : ان حجة حجازي غير مقنعة ، بل أنها تؤكد عدم وجود رؤية لدى الوزارة ،لأنه لو كان هذا هدف الوزارة من البداية لما تم عمل مسابقة لتأليف الكتاب استمرت مراحلها على مدار سنة و نصف.

وأكد "الجمل" أنه يريد من الوزارة أن تجيب على السؤال التالي : " من له مصلحة في استمرار تدريس الكتاب القديم رغم مرور 20 سنة على تأليفه؟! " ، مشيرًا إلى أن العام الماضي تعمدت الوزارة وضع مؤلف هذا الكتاب القديم على رأس لجنة تحكيم كتب التاريخ الجديدة ، وهو ما كان يعد مخالفة قانونية صريحة لم يتم محاسبة احد عليهاوتم رفض اي كتب جديدة و تم الإبقاء على الكتاب القديم رغم وجود كتاب آخر أفضل و أحدث حصل على مرتبة عالية من لجنة التحكيم وقتها .

واستبعد الجمل فكرة ارتباط وقف الكتاب الجديد بعدم وجود ثورتي 25 يناير و 30 يونيو فيه، حيث قال : كان الأسهل على الوزارة أن تطالب فريق تأليف الكتاب الجديد ، بإضافة جزء عن الثورتين في المنهج .

وقال الجمل : أنا أطالب الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم بأن يقرأ كتاب التاريخ الجديد و يقارنه بالقديم الذي تريد الوزارة التمسك به ، ويفتح تحقيقًا رسميًا ليعلم "من الذي له مصلحة في الإبقاء على كتاب يتم تدريسه منذ 20 عامًا"

وأضاف قائلًا : اريد من الوزير أن يبحث ويسأل هل من المنطقي في الوقت الذي نسعى فيه للإنفتاح على العالم ، ألا نجعل طلابنا يدرسون تاريخ الدول المتقدمة وما مرت به من حركات اصلاح؟! ، وقال : على الوزير أن يعيد النظر في قراره .

وأخيرًا أكد الجمل أنه يقترح فصل مركز المناهج عن وزارة التربية والتعليم ، حتى لا يحدث مثل هذه التدخلات الغير مفهومة في القرارات الخاصة بالمناهج التعليمية ، مشيرًا إلى أن مركز المناهج لابد أن يتبع رئاسة الوزراء كمركز قومي بعيدًا عن الوزارة لنوقف مثل هذه المخالفات.

وكانت الدكتورة إيلارية عاطف زكى - خبير المناهج وطرق التدريس، وعضو لجنة تأليف كتاب تاريخ الثانوية العامة الجديد ، قد اكدت أنها فوجئت اليوم الأحد بإبلاغ لجنة التأليف ، بأن الوزارة قررت رسميًا إلغاء هذا الكتاب الجديد .

وأوضحت في تصريح خاص لموقع "صدى البلد" ، أنه تم إرسال مذكرة رسمية لمركز تطوير المناهج ، توصي بإلغاء المنهج الجديد و منح المطابع امرًا رسميًا لطباعة منهج التاريخ القديم الذي درسه الطلاب هذا العام ليتم تدريسه مرة أخرى العام القادم لطلاب 3 ثانوي.

وكان فريقا من المتخصصين قد شاركوا في تأليف الكتاب الجديد، برئاسة الدكتور علي الجمل أستاذ المناهج وطرق التدريس عميد كلية تربية جامعة عين شمس سابقًا، والدكتور محمد سيد فرغلي، والدكتورة أمل محمد فرغلي، و الدكتور طاهر محمود محمد الحنان، ، والدكتورة شريف أحمد إمام، والدكتورة نعمة حسن البكر، والدكتور رجب بشير، والدكتور حسين إبراهيم حسين، والدكتورة حنان عبد السلام عمر، والدكتورة دينا صابر عبد الحليم، والدكتور حسن ربيع النجدي، والدكتور محمود عطية، وسعيد علوان عبد الهادي، وأحمد عبدالله صالح محمد.