الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«الرأي» الكويتية: المفاوضات المباشرة والعودة إلى اتفاق 2014 أبرز مقترحات تيلرسون للمصالحة الخليجية

صدى البلد

أنهى وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، زيارة إلى الكويت أمس، الأحد، في إطار جولته الخليجية الرامية لدعم جهود الوساطة الكويتية لحل الأزمة بين قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة ثانية.

وكان لافتًا في تصريحات الوزير الفرنسي إشارته إلى أن نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون «قدم اقتراحات لخريطة طريق وأسسًا للاتفاق تبدو مناسبة».

وسألت صحيفة «الرأي» دبلوماسيًا خليجيًا رفيع المستوى عن عناوين خريطة الطريق التي وضعها تيلرسون وتحدث عنها لو دريان، فقال إنها «ما زالت عبارة عن عناوين تحتاج إلى آليات تفصيلية، لكنها ترتكز بشكل أساسي على الآتي: وقف الحملات الإعلامية بين الدول المقاطعة وقطر، التحضير لمفاوضات مباشرة أساسها العودة إلى اتفاق 2014 في الرياض، الاتفاق على بنود جديدة بين الدول المتخاصمة تؤكد ضرورة حفظ مواثيق التعاون والنأي بها عن التسريب وإبعادها عن التجاذبات السياسية، تعزيز العمل الجماعي لمكافحة الإرهاب وفق أسس وتعهدات واضحة في ظل توافق خليجي - دولي على آلية للمراقبة وضمان وقف دعم الإرهاب ماليًا وتسليحيًا وفكريًا وإعلاميًا، تأكيد التزام كل دول مجلس التعاون الخليجي بميثاقه وقرارات قممه الداعية إلى توحيد المواقف من القضايا الإقليمية وعدم السماح بالتدخلات الخارجية، ما يقتضي العودة إلى التعاون في ملفات صارت مصدر تجاذب (مثل ليبيا ومصر وإيران وغيرها)».

ورأى الدبلوماسي الخليجي أن العودة إلى التفاوض المباشر المتلازمة مع إجراءات بناء الثقة «هي الاختراق الأول الذي يسعى إليه تيلرسون، بناء على القواعد المذكورة آنفًا كي لا ينهار كل شيء، وهو عندما تحدث عن البعد العاطفي في المشكلة إنما كان يقصد أن الأمور بحاجة إلى وقت كي تهدأ النفوس، أما إجراءات بناء الثقة المتلازمة فهي بالطبع عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل قرارات المقاطعة ورفع الإجراءات تدريجيًا بناء على تعهدات رسمية تضمنها الكويت الوسيط الذي ارتضاه الجميع، إضافة إلى أمريكا وبعض الدول الأوروبية التي ساندت الوساطة وشكلت مظلة دولية لها كون موضوع الإرهاب يخص العالم بأسره».

واعترف الدبلوماسي الخليجي بصعوبات تواجه خريطة الطريق، «فالدول الأربع تشددت خلال لقائها تيلرسون وتحدثت عن تاريخ من التجارب واهتزاز الثقة كما أن المسئولين القطريين أبدوا استياء من تسريب اتفاق 2014 واعتبروا أن ذلك يفقده المعنى القانوني الملزم للعودة إليه، لكن قادة الخليج يعلمون قبل غيرهم أن التسويات ولو كانت صعبة أفضل لمستقبل العلاقات بين الشعوب وأن الخلاف ولو كان سهلًا أسوأ لمستقبل هذه العلاقات ويفتح الباب لتدخلات خارجية قد يصعب غلقه لاحقًا، والجملة الأخيرة تشكل هاجسا أساسيا لدولة الكويت التي بادرت إلى التحرك لتحصين البيت الخليجي».

وكان سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد استقبل في قصر بيان صباح أمس، رئيس مجلس الوزراء بالإنابة وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد والوزير لودريان والوفد المرافق له.

يذكر أن لودريان بدأ جولته الخليجية أمس الأول بزيارة إلى الدوحة تلتها زيارة إلى جدة، حيث أجرى محادثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية عادل الجبير.

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي، مساء أمس الأول، أعرب الجبير عن أمله أن يحل الخلاف «داخل البيت الخليجي»، وأن «تسود الحكمة الأشقاء في قطر».

وقال إنه أكد للجانب الفرنسي رفض السعودية تمويل الإرهاب ودعمه، مشيرًا إلى أن الرياض ستقدم لباريس «ملفًا كاملًا عن دعم قطر للإرهاب والتجاوزات التي ارتكبتها».

من جانبه، جدد لودريان دعم فرنسا جهود وساطة الكويت، مشيرًا إلى سعي بلاده لخفض التوتر لإيجاد بيئة حوار مناسبة بين أطراف الأزمة.

وقال: «نريد التزامًا قويًا من الجميع ضدّ الإرهاب.. وفي هذا السياق، من المهمّ أن يكون مجلس التعاون الخليجي متّحدًا لكي يبقى حصنًا ضدّ انعدام الاستقرار».

وبعد محادثاته في الدوحة مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قال لودريان إن «فرنسا تسعى لأن تلعب دورًا مسهلًا للوساطة» التي تقودها الكويت.

وفي ختام جولته الخليجية، زار وزير الخارجية الفرنسي، مساء أمس، أبوظبي، حيث أجرى محادثات مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تركزت على الأزمة وسبل حلها بالطرق الديبلوماسية.

إلى ذلك، أشاد لودريان بجولة نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون الأسبوع الماضي التي استمرت أربعة أيام في المنطقة، مشيرًا إلى أنه «قدم اقتراحات لخريطة طريق وأسسًا للاتفاق تبدو مناسبة» من وجهة نظر فرنسا.