الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انتهاء ترميم كنيسة أبو سيفين.. ومعالجة الأرضيات من مخاطر المياه الجوفية .. صور

صدى البلد

كشف غريب سنبل رئيس الإدارة المركزية للصيانة والترميم بالآثار انتهاء ترميم كنيسة دير أبى سيفي وهي أثر رقم( 574 ) داخل دير أبى سيفين بالقرب من مزلقان سكة حديد حلوان شمال حصن بابليون.

وأشار غريب إلي أن أغلب أعمال الترميم التي تمت كانت للأيقونات وجزء من أعمال الترميم المعمارى للحوائط والاسقف والارضيات التى كانت متضررة من المياه الجوفية ومياه الامطار، كما شمل الترميم الدقيق للأيقونات والأخشاب والزخارف الجدارية.

جدير بالذكر أن الكنيسة تمت لها أعمال ترميم سابقة في عهد وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى ود.زاهى حواس وزير الأثار الأسبق وقتما كان أمينا عاما للمجلس الأعلى للآثار.

وتاريخيا هدمت الكنيسة في القرن الثامن ولم يبقى من العمارة الأولى إلا كنيسة صغيرة بالجانب البحري على إسم القديسين يوحنا المعمدان ويعقوب، وقد جددت الكنيسة زمن الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، ثم أحرقت سنة 1868 في عهد شاور الوزير الفاطمي.

وكنيسة الشهيد أبى سيفين لها أهميتها التراثية والأثرية، فقد كانت كاتدرائية ومركزًا لكرسي بابوات الإسكندرية منذ منتصف القرن الحادي عشر عام 1047م، في عهد رئاسة البابا خريستوذولوس البطريرك الـ66، وحتى أوائل القرن الرابع عشر عام 1303م في عهد رئاسة البابا يوحنا الثامن البطريرك الـ80، وتحتوي الكنيسة على عدد كبير من الأيقونات القبطية الأثرية الفريدة.

وتعرف هذه الكنيسة باسم كنيسة القديس مرقوريوس وباسم الشهرة كنيسة أبي سيفين، وقد أنشئت هذه الكنيسة المهمة تاريخيًا وفنيًا في القرن الثامن الميلادي، ثم هدمت مع ما هدم من الكنائس القبطية خلال القرن العاشر الميلادي، ولم يبقَ من البناء الأول إلا كنيسة صغيرة في الجانب البحري على اسم القديسين يوحنا المعمدان ويعقوب المقطع.

وقد جددها الأنبا أبرام السرياني البطريرك الثاني والستون في عهد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله، تجديدًا شاملًا، ثم جددها بعد ذلك أيضًا الشيخ أبو الفضل المعروف بابن الأسقف كاتب سر الأفضل شاهنشاه بن بدر الدين الجمالي، الذي كان معاصرًا للأنبا مقار البطريرك التاسع والستون، والذي انتخب لكرس البطريركية سنة 487 هـ / 1094م.

وظلت الكنيسة على تلك التجديدات زمنًا، ثم أحرقت سنة 564 هـ – 1168م مع حريق الفسطاط، الذي أضرمه شاور الوزير الفاطمي، وفي موقع آخر يذكر أبو صالح الأرمني، أن الغوغاء هم الذين أضرموا النار فيها؛ لكي يتمكنوا من نهب ما كان بها من أوانٍ وأمتعة ثمينة.

واستمرت آثار الحريق بها إلى أن رممها الشيخ أبو البركات بن أبي سعيد سنة 572 هـ / 1176م، فاستبدل أعمدتها الرخامية الحاملة للسقف بأكتاف من الطوب، وأعلى بناء القباب القائمة فوق الهياكل عمَّا كانت عليه.

وتمتاز هذه الكنيسة عن جميع الكنائس الأخرى بأنها تحتوي على أكبر عدد من الأيقونات القبطية الفريدة على مستوى الجمهورية، فهي تضم ما يقرب من 250 أيقونة أثرية يرجع القليل منها إلى القرن الثالث عشر الميلادي، أما الأغلبية فترجع إلى القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين، في عصر أنسطاسي الرومي وإبراهيم الناسخ، ويوحنا الأرمني أعظم فناني هذه العصور.

وفي الكنيسة مغارة يتم النزول إليها بسلم صغير، وهي رطبة لانخفاضها عن مستوى سطح الكنيسة بما يقرب من متر ونصف، وكانت تغمرها المياه أيام فيضان النيل، ولها مذبح قائم من الحجر حيث يذهب إليها المرضى لأخذ البركة والشفاء. وقد كان القديس برسوم العريان قد اتخذها مكانًا للعبادة مدة 25 عامًا.