الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماكرون يقترب من مصير أولاند.. انخفاض غير مسبوق في مدة قياسية لشعبية رئيس فرنسا.. خفض الإنفاقات العسكرية والسكنية تثير استياء الشعب ضد الرئيس الجديد.. والشباب: ماكرون حامي الأثرياء وأصحاب البنوك

صدى البلد

- الرئيس الفرنسي يفقد 10% من شعبيته في شهر واحد
- ثاني أسرع أكبر تراجع في الشعبية لرئيس فرنسي خلال الجمهورية الخامسة
- معركة تكسير العظام بين ماكرون والجيش تثير استياء الشعب الفرنسي
- ماكرون يخفض المساعدات السكنية تثير استياء الطبقة الوسطى والطلاب
- الفرنسيون يتهمون ماكرون بعدم الاقتراب من الطبقة الثرية


على الرغم من أن تراجع الشعبية الكبير الذي عانى منه الرئيس الفرنسي السابق، فرانسوا أولاند، كان السبب الرئيسي لعدم ترشحه لولاية ثانية، إلا أنه يبدوا أن الرئيس الجديد يقترب من نفس المصير، فلمدة أقل من شهر، يفقد إيمانويل ماكرون، 10% من شعبيته.

- ثاني أسرع تراجع في شعبية رئيس فرنسي

أظهر استطلاع نشرت نتائجه أمس، أن الرئيس الفرنسي الذي يتولى منصبه منذ شهرين ونصف، قد فقد جزء كبير من شعبيته، بسبب القرارات الاقتصادية الأخيرة التي اتخذها.

وبحسب صحيفة "جورنال دي ديمانش"، التي نشرت نتائج الاستطلاع، فإن هذا التراجع في شعبية ماكرون، يعد ثاني أسرع أكبر تراجع في شعبية رئيس فرنسي بعد توليه منصبه.

ووفقا للاستطلاع، فإن 54% من الفرنسيين راضيين عن سياسات الرئيس الحالي، خلال يوليو، في حين كانت نتائج الشهر الماضي، يونيه، تظهر أن 64% من الفرنسيين راضيين عن سياسات ماكرون.

وكان الرئيس الوحيد الذي شهد مثل هذا التراجع في الشعبية خلال الأشهر الأولى لحكمه، هو جاك شيراك بعد توليه الحكم خلال الجولة الأولى في عام 1995.

- قرارات اقتصادية صعبة

واتخذ الساكن الجديد في قصر الإليزيه الفرنسية، العديد من القرارات التي أثارت جدلا في فرنسا، لاسيما مع تبنيه سياسات خفض الانفاقات العامة بنسبة 60 مليار يورو خلال فترته الرئاسية، وهو ما لا يلقي ترحيب من قطاع كبير من الشعب الفرنسي.

- خفض الإنفاقات العسكرية

أول هذه القرارات المثيرة للجدل، هو خفض الانفاقات العسكرية ب 850 مليون يورو، لاسيما فيما يتعلق بتمويل الحملات الأجنبية، وهو القرار الذي فاجئ قيادات الجيش وأشعل جدلا واسعا في فرنسا.

وأعلن عن هذا الانخفاض في الانفاقات، وزير المالية الذي أكد أن الدولة لا يمكن أن تتحمل مثل هذه الإنفاقات.

وإلى جانب هذا الرقم، فقد أعلن ماكرون أنه سيخفض من موازنة الجيش أيضًا 2% حتى عام 2025، هذه القرارات لاقت رفض قيادات أركان الجيش الفرنسي، حتى أن قائد أركان الجيش خرج ليعلن اعتراضه على هذا القرار.

واضطر ماكرون للذهاب لقيادات الأركان والتأكيد لهم: "أنا رئيسكم، ولا أقبل أي ضغوط أو اعتراضات".

هذه المعركة قادت في النهاية لاستقالة الجنرال بيير دي فيليه، قائد أركان الجيش الفرنسي، الأربعاء الماضي، رغم الامتعاض الداخلي في الجيش من سياسات ماكرون.

تكمن الأزمة أيضًا، فإن الجيش يدرك أن ماكرون لا يفهم ماهية الإنفاقات العسكرية، فهو أول رئيس فرنسي لم ينضم إلى الجيِش، وأول رئيس لا يدخل الخدمة العسكرية الإلزامية، التي ألغيت في فرنسا في تسعينات القرن الماضي.

كما أن سياسيين فرنسيين، حتى في حزب ماكرون "الجمهورية إلى الأمام"، انتقدوا هذا القرار.

- خفض المساعدات السكنية

ثاني القرارات التي أثارت ضجرا ضد ماكرون، هو خفض المكاسب السكنية المعروفة باسم "المساعدة الشخصية للسكن".

ففي بيان حكومي بثته القناة الثانية الفرنسية، السبت، أوضحت أن المساعدات السكنية لكل الحاصلين عليها، سوف تنخفض بنسبة 5 يورو في الشهر، بداية من أكتوبر 2017.

المشكلة ربما لا تكمن فقط في التخفيض ب 5 يورو لكل شخص، ولكن أيضًا تلويح البيان بأنه سيكون هناك تخفيضات كبيرة خلال الفترات التالية.

وسوف تؤثر هذه التخفيضات على 800 آلف طالب الذين يتلقون شهريا 225 يورو كل واحد.

وأثار هذا القرار انتقادا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي لاسيما من قبل الطلاب.

- ماكرون حامي "الأثرياء وأصحاب البنوك"

واستنكر الكثير على تويتر هذه التخفيضات التي تستهدف الطبقة المتوسطة والفقراء، في حين لم يقترب ماكرون من الطبقة الغنية أو يفرض عليهم ضرائب.

ووصف الكثيرون ماكرون على مواقع التواصل الاجتماعي بأنه "رجل بنكي في روتشيفيلد"، الذي يحمي الأثرياء وأصحاب البنوك.