الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

واشنطن بوست: فشل الصين في معالجة أزمة كوريا الشمالية سيرجعها للوراء

صدى البلد

ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية الصادرة، اليوم الأحد، أن كل الأنظار تتجه حاليا صوب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مواجهته الحاسمة مع كوريا الشمالية، غير أن طريقة تعامل بكين مع سياسة حافة الهاوية التي يتبعها الزعيم الكوري الشمالي الشاب كيم جونج أون تشكل أهم وأكبر اختبار يواجه الصينيون خلال جهودهم المستمرة منذ عقود لتبوء مكانة مرموقة في الصفوف الأولى للقوى العالمية.
 
وقالت الصحيفة - في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني - إن الأزمة تتعلق في المقام الأول بمدى مصداقية الصين.

ففي حال تمكنت بكين من تحقيق هدفها لتصبح قوة مهيمنة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، فإنه ينبغي على القوى الأخرى في المنطقة الشعور بدرجة من الثقة تجاه قدرة بكين على اتخاذ قرارات حاسمة وتنفيذها بحكمة.

فتأسيس دولة كوريا الشمالية مثّل أقدم قرار اتخذته حكومة الصين الشيوعية في ملف السياسة الخارجية، حيث تسبب تدخل الجيش الأحمر في الحرب الكورية عام 1950، والذي أدى إلى خروج قوات الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة وإقرار وقف إطلاق النار، في انقسام شبه الجزيرة الكورية.

وتساءلت الصحيفة عن ثمرة التصرف الصيني بعد ما يقرب من 70 عاما، "فها هي مملكة فقيرة بائسة تُحكم من قبل عائلة مستبدة تصر على زعزعة استقرار العالم، ولطالما تسامحت الصين على مدار عقود طويلة مع هذا الفشل المهين واعتبرته وسيلة لتطويع الولايات المتحدة بأقل تكلفة" - على حد قول الصحيفة.

وأضافت أن الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لجيران الصين في المنطقة - بما في ذلك اليابان والهند وأستراليا وكوريا الجنوبية والفلبين وفيتنام - يتمحور حول ما إذا كان بإمكانهم وضع ثقتهم في الصين للمشاركة في حماية أمنهم، ففي حال فشلت بكين في حل مشكة كيم جونج اون، فإن هذه الدول سوف تسعى بالتأكيد إلى تشكيل تحالفات أعمق مع الولايات المتحدة وفي الوقت ذاته تعزز من قدراتها العسكرية، ما يعني تقلص نفوذ الصين الإقليمي بدلا من نموه.

وتابعت الصحيفة "بعد كل ذلك، وبغض النظر عما قد يفكر فيه القادة الأجانب بالنسبة إلى ترامب وخطاباته المتهورة، فإن الولايات المتحدة تمتلك سجلا حافلا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. فبينما خضعت كوريا الشمالية تحت حماية الصين، شهدت كوريا الجنوبية ازدهارا على نحو يتجاوز أي توقع معقول".

كما أشارت الصحيفة إلى أن الأزمة تتعلق أيضا بمدى قوة الصين، قائلة "حتى الآن، تصنف قوة بكين من خلال اقتصادها وحده، ورغم أن هذا الأداء كان مثيرا للإعجاب، إلا أن ترجمة القوة الاقتصادية إلى هيمنة سياسية ليست مسألة يسيرة. فألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية تمتعت جميعا بفترات من النمو الهائل كدول صناعية كبرى، إلا أن أيا من هذه الدول لم ترق عن المستوى الثاني من النفوذ العالمي".

ورأت الصحيفة الأمريكية أن سلوك الزعيم الكوري الشمالي أصبح يشكل قوة سلبية بالنسبة للصين، مما قوض جهود بكين بشكل كبير لرفع المظلة الأمريكية عن الشرق، وإذا لم تتمكن الصين من تسوية الوضع الذي أصبح يتعارض بشكل واضح مع مصالحها، فإنه يمكن اعتبار بكين أشبه بدمية نمر ورقية.

واختتمت "واشنطن بوست" تقريرها بقول إن كوريا الشمالية هي مقياس يكشف مدى استعداد الصين للقيادة، فمن الواضح أن تراكم القوة الاستثنائية التي اكتسبتها الولايات المتحدة في العالم منذ أربعينيات القرن الماضي كانت مصدر استياء وحسد لدى القادة الصينيين..غير أن هذه القوة لم تأت دون ثمن، حيث اضطر القادة الأمريكيون إلى تشكيل تحالفات غير مريحة وتورطوا في صراعات بغيضة.

ولفتت إلى أن الشعب الأمريكي طلب منه مرارا أن يتحمل أعباء ومخاطر ويعاني من ارتباكات لأجل مكاسب غير مؤكدة في أماكن بعيدة.

-