الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر وتنزانيا: مسيرة 53 عامًا من التعاون المشترك لأجل السلام والتنمية.. ناصر ونيريري وضعا أساس العلاقات والسيسي وماجوفولي يقودان انطلاقة نحو المستقبل

صدى البلد

  • زيارة الرئيس السيسي إلي تنزانيا تهدف إلى تعزيز وتقوية العلاقات الدبلوماسية
  • الرئيس التنزاني يؤكد دعمه غير المحدود للرئيس السيسى من أجل استقرار مصر
  • دعوة للمستثمرين المصريين لاستكشاف فرص التعاون الممكنة فى تنزانيا
  • مصر تسعى إلى إنشاء خط ملاحي عبر البحر الأحمر يبدأ من سفاجا لربط دول شرق إفريقيا
  • إنشاء جمعية صداقة برلمانية مشتركة بين مجلس النواب المصري والجمعية الوطنية التنزانية


ترتبط مصر وتنزانيا بعلاقات تاريخية وثيقة، على مدار العصور حيث احتفل البلدان في عام 2014 بمرور 50 عامًا علي تأسيس العلاقات الدبلوماسية بينهما، حين أصبح " سالم أحمد سالم"-الأمين العام السابق لمنظمة الوحدة الأفريقية- أول سفير لتنزانيا في مصر في عام 1964 في أعقاب الوحدة بين تنجانيقا وزنزيبار.

ووفقًا لتقرير الهيئة العامة للاستعلامات أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي تنزانيا تهدف إلى تعزيز وتقوية العلاقات الدبلوماسية، والاقتصادية، والاجتماعية بين البلدين، وإتاحة الفرصة للزعيمين لمناقشة القضايا المختلفة المتعلقة بالبلدين، وبالمنطقة وكذلك القضايا الدولية.

وشدد التقرير على أن الخارجية التنزانية أكدت أن العلاقات الدبلوماسية بين تنزانيا ومصر هي علاقات عريقة منذ عهد الرئيس الأول لتنزانيا جوليوس نيريري، والرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

قالت الهيئة العامة للاستعلامات في تقريرها إن العلاقات السياسية بين مصر وتنزانيا شهدت تطورًا كبيرًا منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية في مصر، حيث حرصت تنزانيا علي المشاركة في حفل تنصيب السيسي رئيسًا للجمهورية في يونيو 2014 وأكدت علي لسان وزير خارجيتها آنذاك بيرنارد بيمبي ضرورة عودة مصر لممارسة دورها الطبيعي والتاريخي في أنشطة الاتحاد الأفريقي.

وخلال استقباله السفير المصري في تنزانيا في فبراير 2016، أكد الرئيس التنزانى جون ماجوفولي دعمه غير المحدود للرئيس عبد الفتاح السيسى من أجل استقرار وأمن مصر، معربًا عن تقديره لمصر ودورها فى الماضى والحاضر، ومشيدًا بالعلاقات الثنائية المتميزة بين الجانبين.

وأبدى الرئيس التنزاني اهتمامه بتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية مع مصر، مؤكدًا حاجة تنزانيا للتعاون مع مصر فى العديد من المجالات، موجهًا الدعوة للمستثمرين المصريين لاستكشاف فرص التعاون الممكنة فى تنزانيا فى جميع المجالات، وفى مقدمتها التشييد والبناء.

وأشار تقرير هيئة الاستعلامات إلى أنه خلال قمة الاتحاد الأفريقي الـ 28 بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا في يناير 2017، التقي الرئيس عبد الفتاح السيسي بنظيره التنزاني جون ماجوفولي حيث أعرب الرئيس السيسي عن تطلع مصر لتطوير التعاون مع تنزانيا في شتى المجالات والعمل على زيادة حجم التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بينهما وكذلك أكد أهمية تكثيف التشاور والتنسيق بين البلدين في ظل التحديات المشتركة القائمة، ولاسيما خطر الإرهاب الذي يُشكل تهديدًا للقارة الأفريقية بأكملها.

أكد الرئيس جون ماجوفولي حرص تنزانيا على تطوير العلاقات الوثيقة والتاريخية التي تجمعها بمصر على مختلف الأصعدة، مشيدًا باستعادة مصر لدورها القيادي في أفريقيا، فضلًا عما تم إنجازه في مصر على صعيد تحقيق التنمية والاستقرار خلال العامين الماضيين، كما أعرب الرئيس التنزاني عن تقدير بلاده للدعم الفني الذي تقدمه مصر لأبناء تنزانيا في مجال بناء القدرات والتدريب.

العلاقات الاقتصادية
علي صعيد العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري، يشير تقرير هيئة الاستعلامات إلي أن البلدين وقعا فى أكتوبر من عام 2002 اتفاقية لإنشاء مجلس أعمال تنزانى - مصرى بين جمعية رجال الأعمال المصريين واتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة التنزانى.

وانتهي البلدان في عام 2015 من مفاوضات بشأن إلغاء الرسوم الجمركية علي التجارة البينية في إطار اتفاق إنشاء منطقة تجارة حرة ثلاثية بين التكتلات الاقتصادية الإفريقية الكبرى "الكوميسا والسادك ومجموعة شرق إفريقيا" والتي تم توقيعها خلال قمة شرم الشيخ في عام 2015، ويصل حجم التبادل التجاري بين الجانبين إلي 5.10 مليون دولار (تقديرات عام 2010)، حيث تشمل بنود الصادرات المصرية إلي تنزانيا منتجات غذائية وكيماوية ومعادن ومصنوعات من حجر أو أسمنت ولدائن وعجائن من خشب وورق مقوي ومصنوعاته وخشب وفحم خشبي وحيوانات حية وأحذية وأجهزة بصرية، أما الواردات فتشمل الأخشاب والجلود الخام ومنتجات كيماوية.

وتسعى مصر إلى إنشاء خط ملاحي عبر البحر الأحمر يبدأ من ميناء سفاجا المصري لربط دول شرق إفريقيا المطلة على ساحله تدعيمًا للعلاقات الاقتصادية وحركة التجارة بين البلدين، فضلًا عن سعى مصر من خلال تجمع الكوميسا إلى إنشاء خط ملاحي نهري للربط بين البحر المتوسط ليمر بجميع دول حوض النيل وينتهي عند بحيرة فيكتوريا.

وللمكاتب الاستشارية الهندسية المصرية دور بارز في المشروعات القومية العملاقة في تنزانيا، مثل تنفيذ كوبري " كيجامبوني" الذي يربط ضفتي مدينة دار السلام ببعضهما والذي افتتح العام الماضي، فضلًا عن تصميم توسعة مطار جوليوس نيريري والذي يتم حاليًا، هذا بالإضافة إلي عدد من الشركات المصرية الكبرى التي تعمل بتنزانيا والتي تشهد طفرة في إنشاءات البنى التحتية منها شركة المقاولون العرب.

وفي ملف التعاون الزراعي، تعمل وزارة الزراعة المصرية على تدريب الكوادر الزراعية التنزانية من خلال المزرعة النموذجية المشتركة مع زنزبار عبر مهندسين مصريين مقيمين بصفة دائمة في المزرعة والتي تعمل على تدريب الكوادر التنزانية على أحدث التقنيات الزراعية التي تناسب التربة المحلية.

وفي إطار اهتمام مصر بالتعاون الفني مع تنزانيا، تقدم الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية العديد من الدورات التدريبية في أهم مجالات التدريب منها الزراعة والقضاء والإعلام والدبلوماسية والدفاع. ودعمًا للدبلوماسية البرلمانية، جار في الوقت الراهن إنشاء جمعية صداقة برلمانية مشتركة بين مجلسي النواب المصري والجمعية الوطنية التنزانية (مجلس النواب التنزاني ).

وتشهد الزيارات المتبادلة بين البلدين علي سعيهما لتقوية وتعزيز علاقاتهما في شتي المجالات، ففي نوفمبر من عام 2016، قام وزير الري والموارد المائية المصري بزيارة تنزانيا لافتتاح المرحلة الثانية من الآبار الجوفية في شمال تنزانيا، حيث شملت 30 بئرًا قامت مصر بتمويلها بالكامل، ليصل إجمالي عدد الآبار التي قامت مصر بحفرها في تنزانيا إلي 60 بئرًا في إطار مشروع يشمل 100 بئر في المناطق الأكثر احتياجًا بتنزانيا، كما قام وزير الزراعة واستصلاح الأراضي المصري بزيارة لتنزانيا في نوفمبر 2015 لحضور حفل تنصيب الرئيس التنزاني جون ماجوفولي، حيث نقل الوزير المصري للرئيس التنزاني تمنيات الرئيس السيسي وشعب وحكومة مصر بالتوفيق والنجاح في مهامه لقيادة شعبه نحو التقدم والازدهار، وفي يونيو من عام 2014، قام وزير الخارجية التنزاني برنارد ميمبي بزيارة مصر للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسًا لمصر.

وعلي صعيد التعاون في القطاع الصحي، ذكر تقرير هيئة الاستعلامات أن مؤسسة "نيل الأمل" المصرية قامت في يوليو 2017 بإطلاق قافلة الأمل لجراحات الأطفال والتشوهات الخلقية التخصصية الرابعة بمدينة زينزيبار بدولة تنزانيا لعلاج الأطفال المصابين بتشوهات خلقية بالمجان، حيث أجرت القافلة أكثر من 50 عملية جراحية وقامت بتوقيع الكشف الطبي علي أكثر من 200 طفل.

وسبق ذلك فى أغسطس من عام 2016، قيام وفد مكون من 7 أطباء من جامعة الإسكندرية بزيارة لتنزانيا وجزيرة زنزبار، فى إطار الاتفاق الموقع بين جامعة الإسكندرية وجامعة موهمبيلى التنزانية بهدف دعم التعاون الصحي والعلمى بين الجامعتين لإجراء عمليات جراحية للأطفال، وتُعد هذه الزيارة الثالثة للعام الثالث على التوالي لوفد طبي من جامعة الإسكندرية، حيث قام وفد طبي مماثل في العامين السابقين بزيارة تنزانيا لإجراء عمليات جراحية وعلاج بعض الأطفال الذين يحتاجون رعاية طبية عاجلة.