الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في خطبة الجمعة.. وزير الأوقاف لأهالي مطروح: «حماية الحدود فرض عين عليكم جميعًا».. ويؤكد: لا يوجد «اعتداء» في الإسلام والحرب والقتال «استثناء».. ذبح الأضحية أولى من شراء الصكوك في المناطق العشوائية

صدى البلد

وزير الأوقاف:
لا يوجد «اعتداء» في الإسلام والحرب والقتال «استثناء»
حماية المناطق الحدودية «فرض عين» على أهلها جميعًا
لا يجوز لإنسان أو جماعة إعلان الجهاد في سبيل الله
الحرب ليست إعلانًا عن «فُسحة» إلى المنتزه
ذبح الأضحية أولى من الصكوك في مجتمع الفقراء الكثر
شراء صكوك الأضحية أولى من الذبح في المناطق الراقية


ألقى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، خطبة الجمعة اليوم، بعنوان: « فضائل العشر وفضل الأضحية وفقه المقاصد»، بحضور لفيف من علماء الأزهر والأوقاف وعدد من القيادات الشعبية والتنفيذية بالمحافظة، وذلك بالمسجد «الكبير»، بمرسى مطروح، في مناسبة العيد القومي للمحافظة.

وقال إن الإسلام كان يتفادى القتل والقتال ما أمكنه ذلك، ويدعو إلى حفظ الدماء والأنفس والأعراض والأموال بكل قوة ووضوح، منوهًا بأن القتال حُرم في الشهور الحُرم، وهي أربعة «ذي القعدة وذي الحجة، والمحرم ورجب»، والأصل في الإسلام هو السلم، مستشهدًا بقوله تعالى: «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً» الآية 208 من سورة البقرة.

وتابع: أما الحرب والقتال، فهو الاستثناء، حيث إنها في الإسلام تكون فقط لرد العدوان ودفع الاعتداء، مدللًا بقوله تعالى: «أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ» الآية 39 من سورة البقرة، فلا يوجد اعتداء في الإسلام، ولم تسع غزوة واحدة للإعتداء.

«الحكمة» في الأشهر الحُرم

وأوضح «جمعة» أن الحكمة في هذه الأشهر الحُرم، عدم الإسراف لا في الحروب ولا في القتل ولا القتال، فعندما حدد الإسلام هذه الأشهر الحُرم، وهي أربعة «ذي القعدة وذي الحجة، والمحرم ورجب»، التي حرم فيها القتال ما لم يكن ردًا لعدوان، أو دفعًا لاعتداء أو دفاعًا عن الوطن أو النفس، ذلك أن الإسلام دين الأصل فيه السلام وتفادي الحروب ما أمكن ذلك، لأنه دين سلام للبشرية كلها.

لا يجوز لجماعة إعلان الجهاد


وأكد «وزير الأوقاف» أنه لا يجوز لإنسان أو حزب أو جماعة أن يخرج لما يُسميه جهادًا بنفسه إلا في إطار دعوة عامة يُعلنها ولي الأمر، مشيرًا إلى أن بعض الشباب قد يفهم النصوص مجتزئة أو مقطوعة وغير متضامنة مع النصوص فيفهمها فهمًا خاطئًا قد يودي به إلى الهلاك أو إلى التصرفات الخاطئة.

وأضاف أنهم قد يستندون إلى ما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في شأن العشر الأوائل من ذي الحجة: «ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، فقالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء»، منوهًا بأنه لا يعني خروج شخص للجهاد بنفسه دون إعلان تعبئة عامة من الحاكم.

وأفاد: فمعنى قوله -صلى الله عليه وسلم- ليس أن يخرج شخص ولا من خلال جماعة أو مجموعة، وإنما أن يخرج الشخص خروجًا مشروعًا بناءً على إعلان تعبئة عامة من قبل رئيس الدولة أو المنوط به ذلك، فليس لشخص أن يخرج ويقول أنا ذاهب إلى الجهاد في سبيل الله بنفسه، وليس لجماعة أو حزب أن تُعلن الجهاد، وإلا تفتتت وتفسخت الدول، ومن خرج على ذلك يكون خارجًا على مقتضيات الدين والوطن.

الحرب ليست إعلانًا عن «فُسحة»

ونبه «جمعة» إلى أن الحرب ليست فُسحة ولا نُزهة يُعلنها كل إنسان فيفتح على دولته أبوابً لا تُسد، موضحًا أن الذي له سلطة إعلان الحرب والسلم في كل دولة ، هو من أناط به دستورها إعلان ذلك، فإن كان قد أناطه لرئيس الدولة أو مجلس نواب، فيكون هو الجهة الواحدة التي لها حق إعلان الحرب والسلم بما تقتضيه مصلحة الدول.

فضل «العشر الأوائل» من ذي الحجة

وأشار إلى أنه في ظل هذه الأشهر الحُرم تأتي خصوصية، ونحن على أعتاب العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، يُخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن فضلها، منوهًا بأن العمل الصالح خلال هذه الأيام، أحب إلى الله سبحانه وتعالى حتى من الجهاد في سبيله عز وجل.

واستشهد بما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في شأن العشر الأوائل من ذي الحجة: «ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، فقالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء».

ذبح الأضحية أولى من الصكوك

ونوه وزير الأوقاف، بأن الفتوى عند أهل العلم، في متغيرات الحياة تتغير، فما يكون مرجحًا في حال زمان ومكان ، قد لا يكون مرجحًا في مكان أو زمان آخر، مجيبًا عن سؤال : «أيهما أفضل ذبح الإنسان الأضحية بنفسه، أم شراء بثمنها صكوكًا للأضحية؟»، أنه إذا كان المُضحي رجلًا غنيًا، يعيش وسط بيئة فقيرة، أو قرية أو نجع أو منطقة شحبية فيها الفقراء كُثر والأغنياء قلة، فالأولى أن يقوم بذبح الأضحية ويُسرع بتوزيعها على الأقربين.

وأضاف أنها صدقة وبر وصلة طالما أن الفقراء المحتاجين أكثر من عدد المضحين، لأنه في هذه الحالة سيوصلها بيده وفي اليوم الأول أو الثاني على أبعد تقدير، لأن أعين الفقراء تتطلع إلى المحيطين بهم من الأغنياء، لكن بشرط ألا يدخر ما لذ وطاب لنفسه ولأصدقائه والأغنياء أمثاله، مع مراعاة الاشتراطات الصحية والبيئية، فالطاعة لا تتم إلا بالطاعة.

وتابع: أما بالنسبة لمن يعيشون في العواصم، وحيث الأغنياء في هذه المناطق أكثر من الفقراء، ولو ذبح الأضحية، لا يعرف كيف يوزعها، ولحوم الأضحية لن تصل إلى الفقراء، فإن شراء صكوك الأضحية أولى وأفضل، مشيرًا إلى أن الأفضل والأولى فليجمع بين الأمرين.

حماية الحدود «فرض عين»


واختتم وزير الأوقاف، خطبة الجمعة بتنبيه أهل مرسى مطروح، إلى أن حماية الحدود في كل منطقة حدودية أمانة، وفرض عين على أهلها جميعًا، لافتًا إلى أن الثغور في الإسلام لها مكانة عظيمة، وحماية حدود الدول سواء من القبل الجيش أو الشرطة أو المواطنين، منوهًا بأن حماية الحدود في كل منطقة حدودية أمانة، وفرض عين على أهلها جميعًا، وفي المقابل فإنما جعله الله عز وجل من الثواب والأجر لحماية الحدود والساكنين عليها، والمخلصين في الدفاع عنها، من أكبر أنواع الجهاد.

-