الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"واشنطن بوست": الجيش العراقي يواجه أول اختبار له بعد تحرير الموصل في "تلعفر"

صدى البلد

سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الضوء على بدء القوات البرية العراقية هجومها صباح اليوم الأحد، على مدينة "تلعفر" لتحريرها من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي، وهي واحدة من الأراضي الأخيرة في البلاد التي لاتزال تخضع تحت سيطرة التنظيم الإرهابي.

وذكرت الصحيفة - في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني، اليوم الأحد - أن معركة "تلعفر" ستشكل أول اختبار للجيش العراقي، لاسيما لجهاز مكافحة الإرهاب الذي تلقى تدريبات مكثفة من قبل الولايات المتحدة، وذلك بعدما تكبد خسائر كبيرة خلال معركة تحرير الموصل.

ومن المحتمل أن تحدد وتيرة المعركة متى سيطلق العراق حملات أخرى لطرد مسلحي "داعش" من مدينتين كبيرتين على الأقل لا تزالان تخضعان لسيطرة التنظيم الإرهابي.

وقالت الصحيفة، "إن تلعفر، على الرغم من صغر حجمها مقارنة بالموصل، قد تشهد معركة صعبة، حيث يقدر مسئولون عراقيون بأن نحو ألف مسلح تابع لتنظيم "داعش" لايزالون في المدينة ، وأنهم سوف يدافعون عنها حتى الموت، لاسيما مع وجود فرص قليلة للغاية لهروبهم مشيرة إلى كلمة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي - التى ألقاها صباح اليوم على التلفزيون الرسمي - "إنني أقول لمقاتلي داعش، إنكم لا تمتلكون أي فرص في تلعفر سوى الاستسلام أو الموت".

وأشارت الصحيفة إلى أن تلعفر - التي تبعد أيضا نحو 37 ميلا شرق الحدود السورية - تمثل أهمية استراتيجية وإدارية كبرى لمقاتلي "داعش"، حيث كانت المدينة واحدة من بين أولى المحطات التي تستقبل المقاتلين الأجانب عند وصولهم العراق قادمين من سوريا، وأصبحت فيما بعد مركزا هاما للإمدادات التي تأتي لأكبر مدينتين للتنظيم ؛ وهما الموصل في العراق والرقة في سوريا.

إلى جانب ذلك، تعد تلعفر موطنا لعدد كبير من كبار الشخصيات في "داعش"، فبعد فترة وجيزة من الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، كانت تلعفر من بين أولى المدن في البلاد التي تعاني من موجة طاحنة من عمليات القتل الطائفي بما مهد الأرض لنمو تمرد نشط من جانب تنظيم القاعدة الإرهابي.

كما رجحت "واشنطن بوست" بأن تحظى معركة تحرير تلعفر بمراقبة قوية من قبل القوى الإقليمية، نظرا للموقع الاستراتيجي للمدينة وقربها من الحدود مع كل من سوريا وتركيا، وقالت: "قبل بدء هجوم اليوم لاستعادة المدينة، كانت هناك عدة تساؤلات جوهرية تدور حول هوية القوات العراقية التي ستقود الهجوم، لاسيما مع حرص تركيا والولايات المتحدة على إقناع العبادي بضرورة تهميش الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، والتي ساهمت في حصار المدينة، في حين تدفع إيران من أجل أن تلعب هذه الميليشيات دورا رئيسيا في سير المعركة".

وأضافت الصحيفة الأمريكية: "أن العبادي رغم غموضه بشأن دور الميليشيات، التي تخضع لسلطة الدولة العراقية ، لكنه أكد في كلمته صباح اليوم بأن قوات مكافحة الإرهاب التابعة للجيش العراقي وقوات الشرطة العراقية هي من ستقود هذه المعركة بدعم من الميليشيات المختلفة".