الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"المواطنة في التعليم" كتاب جديد عن المكتبة السياسية بهيئة الكتاب

صدى البلد

أصدرت سلسلة الدراسات السياسية والإستراتيجية للهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة د.هيثم الحاج على، كتاب جديدًا بعنوان "مكانة المواطنة في التعليم".. التربية على المواطنة في المناهج الدراسية. لمؤلفه د. شبل بدران، أستاذ علم الاجتماع وعميد كلية التربية بجامعة الإسكندرية الأسبق.

بدأت سلسلة الهيئة أعمالها في أبريل 2014، بهدف تقديم الثقافة السياسية للقارئ المصرى بأسلوب علمي مبسط، في لحظة مفصلية تشهد تغيرات جذرية لمصر ودول المنطقة.

يتناول الكتاب الصادر يونيو الماضي، قضية "المواطنة" كأحد أهم القضايا التي تنشغل بها المجتمعات الديمقراطية وغير الديمقراطية. المواطنة -بحسب المؤلف- تعني إقامة دولة العدل والقانون والمساواة وتكافؤ الفرص على فلسفة حقوق الإنسان. ينقسم الكتاب إلى أربعة فصول، الأول يتناول المواطنة والمواطنية، وتعود جذور نشوء "المواطنة" المفهوم والممارسة إلى ما قبل الميلاد فى "المدن- الدول" الإغريقية (Polis) وإلى القوانين المدنية التى اشتهرت بها الإمبراطورية الرومانية فيما بعد، وصولًا لأنماط الأمة أو الدولة الحديثة. والاهتمام بالمواطنة وكرامة الإنسان كان الشغل الشاغل للمفكرين أنذاك. وكافحت الشعوب على مر التاريخ من أجل تسييد المواطنة. خلال ثلاثة أطوار بعد الحرب العالمية الثانية؛ الطور الأول: تأكيد الحقوق المدنية القرن 18. والطور الثاني: اكتساب الحقوق السياسية القرن الـ19، والطور الثالث، تنظيم الحقوق الاجتماعية القرن الـ20.

وبالتالي فإن المواطنة فى جوهرها هى العلاقة بين الفرد والدولة، وتتحدد تلك العلاقة فى ضوء طبيعة الدولة ونظامها السياسى والاقتصادى والاجتماعي، وبالتالي دور المفكرين والفلاسفة هو إحداث التوازن بين حقوق وواجبات الفرد، وحقوق وواجبات الدولة، فى إطار من العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص وعدم التمييز لأى سبب. وتقوم المواطنة على أساسين جوهريين يتمثلان في المشاركة الفاعلة فى الحكم وإدارته. والمساواة بين جميع المواطنين.

وتظهر أهمية وضرورة المواطنة فى وطننا العربي، لما يعيشه من حروب وصراعات داخلية وخارجية تقوم على الإقصاء للآخر لانتشار النعرات الطائفية والجنسية والعرقية والطبقية، والتدخل الخارجى بالمنطقة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 واحتلال العراق وثورات ما سُمى بالربيع العربي، كل ذلك أكد أهمية وضرورة الاحتماء بالمواطنة بوصفها طوق النجاة للعرب من تلك الحروب والصراعات التى يعيشها عالمنا العربى بفعل تدخل قوى الرأسمالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها. ويأتي "التعليم" كأحد أهم أجهزة الدولة الأيديولوجية، فهو المعني بشكل أساسى بتكوين المواطن وبناء الشخصية الوطنية المرتبطة بالأرض.

والتعليم يُنظر إليه بوصفه القوة الدينامية القادرة على إكساب المواطنين قيم المواطنة وذلك من خلال المناهج الدراسية فى مراحل التعليم كافة، والأنشطة والتفاعل الاجتماعى التى تتم داخل جدران المدرسة بين الطلاب وبعضهم وبين معلميهم، وبينهما وبين الإدارة المدرسية والمجتمع. ولا يمكن للمواطنة أن تكون فصلًا فى كتاب أو درسًا في التاريخ والجغرافيا، فهي سلوك وفعل إيجابى على الأرض. ويعتبر كتاب "الطهطاوي" (مقدمة وطنية مصرية) هو أول كتاب من نوعه فى مصر والوطن العربى فى مفهوم الوطنية.

"العلاقة بين مفهوم المواطنة والمواطنية" وشروط التربية المواطنية وعلاقة ذلك بديمقراطية النظام التعليمي، وبديمقراطية النظام السياسي، وطرح تلك المفاهيم وإزالة اللبس بينها قبل مناقشة مكانة المواطنة والمواطنية فى مفاهيمنا الدراسية؛ وهو ما تحدث عنه المؤلف بالتفصيل في الفصل الثاني.

وفي الفصل الثالث "تحليل محتوى المناهج الدستورية" تحدث المؤلف عن تحليل مضمون ومحتوى الكتب الدراسية التى درسها طلاب المرحلة الثانوية- الصف الثالث الثانوي- للعام الدراسى 2013 / 2014 م، وهى مقررات: العلوم الاجتماعية والإنسانية وتحديدًا الفلسفة والمنطق، وعلم النفس، والاجتماع، والتاريخ والحضارة الإسلامية وتاريخ العرب الحديث، وهى كلها مواد حاملة لمفاهيم وقيم المواطنة ربما أكثر من غيرها من المواد الدراسية الأخرى.

ويختتم الكتاب بالحديث حول "مقاربات منهجية ووجهة نظر نقدية" مؤكداَ على ضرورة أن ينطوى أن التعليم والتعلم على تنمية معارف ومهارات وتصرفات سلوكية جيدة، فالمكون المعرفى عنصر مهم فى التربية على المواطنية، لكنه غير كافٍ. فالطلاب يحتاجون إلى أن ينموا مهارات المواطنة لديهم من خلال التدريبات العملية والأنشطة اللاصفية، والمشاركة فى صنع القرار فى المدرسة والانخراط فى نشاطات سياسية واجتماعية خارج جدران المدرسة، وهذا المكون مفقود وغائب تمامًا فى المقررات الدراسية فالأنشطة اللاصفية التى تهدف إلى تنمية المعارف والمهارات والقيم المرتبطة بالمواطنة إمَّا مفقودة إمَّا أنها تقتصر على الأنشطة غير السياسية والاجتماعية، وتظهر فقط فى الاحتفالات المدرسية والمناسبات الوطنية والإقليمية، وهى تتضمن فى كثير من الحالات استعراضات شعبية للولاء للدولة أو الحاكم.