الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المفتي ووزير الأوقاف يُصليان الجمعة خلف «الأبيدي»..وخطيب الأوقاف :النبي محمد ضرب أروع الأمثلة لمكارم الأخلاق وهجرته لم تكن انتقالًا «مكانيًا».. بها نشر الحب في ربوع العالم ووضع أسس فقه التعايش السلمي

صدى البلد

  • خطيب الأوقاف:
  • • الهجرة النبوية كانت فرقانًا بين الحق والباطل
  • • «الأخذ بالأسباب وحده لا يكفي» أهم دروس للهجرة النبوية
  • • النبي محمد ضرب أروع الأمثلة في مكارم الأخلاق بأمانته
  • • النبي هاجر من مكة إلى المدينة لينثر الحب في ربوع العالم
  • • الهجرة النبوية تُعد تحول إيجابي لبناء الدولة المدنية على أسس لفقه التعايش السلمي
  • • الهجرة النبوية كانت انتقالًا من ظلمات الجهل إلى النور وليست من مكان لآخر

ألقى الشيخ محمود الأبيدي، خطيب بوزارة الأوقاف، خطبة الجمعة اليوم بعنوان: «دروس من الهجرة النبوية »، بحضور كل من الدكتور شوقي علام مُفتي الجمهورية، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، والمهندس عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة، ولفيف من القيادات الشعبية والتنفيذية بالمحافظة، بالمسجد «الكبير»، بحي الأسمرات، بمدينة القاهرة.

وقال «الأبيدي» إن هجرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى المدينة المنورة، حدث تاريخي عظيم غير مجرى التاريخ البشري، موضحًا أن الهجرة النبوية كانت فرقانًا بين الحق والباطل، كما إنها تُعد تحولًا إيجابيًا نحو بناء الدولة المدنية على أسس راسخة من العدالة والمساواة، وحفظ الكرامة الإنسانية وحرية الاعتقاد، وعلى أسس راسخة لفقه التعايش السلمي، منوهًا بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- انتقل من مكة إلى المدينة لينثر الحب في ربوع العالم.

وأضاف أن الصحابة اتفقوا في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن يكون العام الذي هاجر فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو بداية التاريخ الهجري.

دروس وعبر من الهجرة النبوية

وأوضح «خطيب وزارة الأوقاف»، أن من أهم الدروس المستفادة من هجرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، التوازن بين الأخذ بالأسباب وحُسن التوكل على الله والاعتماد عليه.

وأفاد بأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علمنا أن الأخذ بالأسباب وحده لا يكفي ليؤدي المهمة التي يسعى إليها الإنسان، وإنما يجب أن يكون مصحوبًا بحُسن التوكل على الله، لذا اختار النبي -صلى الله عليه وسلم- الصاحب وجهز الراحلتين، واختار طريقًا غير مألوف للمشركين، واختار دليلًا واعيًا من غير المسلمين، ليرسخ مفهوم أنه يجب أن يكون الاختيار على حسب الكفاءة والأمانة وليس الولاء.

وتابع: واستطاع النبي -صلى الله عليه وسلم- بعبقرية فذة، أن يستكمل المشهد، باستدعاء عامر بن فهيرة ليسير خلفهم بالأغنام ليطمس على آثار الأقدام، وكأنه أخذ -صلى الله عليه وسلم-ب الأسباب والحيطة، وخطط التخطيط البشري، ثم تجلى بعد ذلك في موقف التوكل على الله واليقين في أن الله تعالى لن يخذله أبدا، عندما دخلا الغار قال له صاحبه أبو بكر -رضي الله عنه-: «يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدميه لأبصرنا، ولو مد يده لأمسك بنا» ، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم- بلسان الواثق بربه: «يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما.. لا تحزن إن الله معنا».

أروع الأمثلة لمكارم الأخلاق

وأشار الشيخ محمود الأبيدي ، إلى أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ضرب أروع الأمثلة فى مكارم الأخلاق بأمانته عندما أمر علي بن أبي طالب كرم الله وجه أن ينام فى فراشه ليؤدي الأمانات الى أهلها من المشركين وفى نفس الوقت ليظن المشركين أنه –صلى الله عليه وسلم- مازال نائمًا فى فراشه.

ونبه إلى أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أرسى قواعد ثابتة من القيم الإنسانية والأخلاقية بأداء الأمانة حيث قال –صلى الله عليه وسلم- «أَدِّ الأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ ، وَلا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ»، وفى حمل رسول الله الأمانة ليردها الى أهلها قال المولى عز وجل «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ»، وقال تعالى أيضًا « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ».

الهجرة النبوية لم تكن «انتقالًا مكانيًا»

ولفت إلى أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بعد هجرته من مكة الى المدينة المنورة وجه المجتمع بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، فكان الأخاء نموذج للحب ولإرساء قواعده، فقد علم النبي –صلى الله عليه وسلم- أتباعه أن لا يتعاملوا مع بعضهم بطريقة الصراع وإنما يتعاملون بالفاعليه الرحيمة فوجه الأنصار للمؤاخاة.

واستطرد: فكان النموذج الآروع ما بين سعد أبن الربيع من الأنصار وبين عبد الرحمن إبن عوف من المهاجرين حيث أراد سعد ابن الربيع ان يقدم الى أخيه مالا وبيتا وتجارة بل وزوجة فقدم الإثار لأن الله تبارك وتعالى وصفهم وقال { وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} وهذه من صفات الأنصار ولكنه عندما قال له ذلك أبى عبدالرحمن إبن عوف و قال له هل من سوقًا أذهب اليه فتاجر فيه فدله على سوقًا فضرب هو الأخر مثلًا رائع فى العفة وكبرياء النفس ولم يرضى ان يكون ممن يأخذون بل رضى بأن يكون من المتاجرين الذين يعطون ولا يأخذون.

ونوه بأنه لم تكن العفة والكرم فى سعد أبن الربيع وعبد الرحمن أبن عوف وحدهم فقط وإنما كان هذه نموذجًا متداولًا فى مجتمع المهاجرين والأنصار لإثبات قول النبي ((إنما بعثت لإتمم مكارم الأخلاق ))، فتخلق الانصار والمهاجرين بأخلاق رسول الله فكانوا أمناء ومتحابين ويقدمون الإثار وكانوا يعملون بالعفة وعلو النفس والارتقاء والسمو وفروسية الروح.

وتابع قائلًا " هكذا علم رسول الله مجتمعه كيف يكونوا رجال وكيف يصدقون فى عهدهم حتى وإن هاجروا فلم تكن هجرتهم مجرد إنتقال من مكانًا الى مكان وإنما كان هجرة من ظلمة الجهل الى انوار العلم وكان هجرة من الكسل والخمول الى الجد والإتقان والعمل.

نصيحة للشباب من واقع الهجرة النبوية

ووجه «الأبيدي» نصيحة للشباب من واقع الهجرة اتلنبوية الشريفة، حيث إن النبي –صلى الله عليه وسلم- عندما أقام فكرة بناء الدولة المدنية الحديثة أراد أن ينقل الصحابة الى بناء العقول وإرساء لقواعد العمل والجد والإجتهاد وهذا ما نحتاج اليه فى الأمة العربية والإسلامية فيجب أن نهجر الكسل وأن نرتقى الى العمل.

وأكد أن من الأخذ بالأسباب الذي أخذه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أنه خطط ودبر وقرر ثم توكل على الله، ناصحًا شباب الأمة أن يقوم بالتخطيط والتدبير والقرار وأن يفعلوا ما فعله رسول الله –صلى الله عليه وسلم- مع الأخذ بالأسباب وحسن التوكل على الله.

وأكمل قائلًا: " يجب علينا جميعًا أن نهجر المعاصى والكسل ونكثر من فعل الطاعات والبناء والتعمير الذي خلقنا المولى عز وجل من أجله، فضلًا عن أن هلا يجب أن يكون المسلمين تخاصم وإنما يجب أن نكون متحابين متقاربين فى الله فاننا نحتاج الى مجتمع قوي يبني ولا يهدم يعمر ولا يخرب".