الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الملك سلمان يزور موسكو لأول مرة في أكتوبر المقبل.. محللون: محطة مهمة في علاقات البلدين.. والزيارة تستهدف بحث الاستثمارات السعودية بروسيا.. وملفا قطر وسوريا يتصدران المباحثات الثنائية

العاهل السعودي الملك
العاهل السعودي الملك سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين

  • محللون عن زيارة "سلمان" لـ"موسكو"..
  • مسئول بمجلس الشورى السعودي :
  • زيارة الملك «سلمان» لروسيا «تاريخية» ..ومحطة مهمة في علاقات البلدين
  • نيكولاى سوخوف:
  • لقاء بوتين وسلمان هدفه بحث الاستثمارات السعودية بروسيا
  • طارق فهمى:
  • «قطر» و«سوريا» على رأس مباحثات سلمان وبوتين بموسكو
  • البرديسي:
  • زيارة سلمان لروسيا شارة دخول اتفاقيات العامين الماضيين حيز التنفيذ

يزور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، روسيا لأول مرة،مطلع الشهر المقبل،حسبما أفادت وكالة الإعلام الروسية، نقلا عن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، والزيارة المزمعة في الفترة من الرابع حتى السابع من أكتوبر.

وكان أول اتصال هاتفي بين الرئيس فلاديمير بوتين، والملك سلمان بن عبد العزيز، في 23 يناير 2015، عقب توليه مقاليد السلطة، ودعا بوتين العاهل السعودي لزيارة روسيا، وكان بوتين جدد دعوته أكثر من مرة خلال لقاءاتهما سويا في محافل دولية، ومع ولي ولي العهد السعودي، خلال زيارات الأخير لروسيا.

واللقاء الأول تم بينهما على هامش قمة "مجموعة العشرين" في أنطاليا، فى 16 نوفمبر 2015، أى بعد تولي الملك سلمان الحكم في يناير 2015، أي بعد قرابة 11 شهرا.

وأجمع المحللون السياسيون أن سبب الاهتمام الروسي بزيارة العاهل السعودي لموسكو يرجع إلى أن اهتمام روسيا بعلاقاتها الثنائية مع السعودية متعددة الجوانب، فالمصالح الروسية السعودية متشعبة ما بين مصالح اقتصادية واستراتيجية وسياسة خارجية.

وفيما يتعلق بالمصالح الاقتصادية، فإن مذكرات التفاهم المتعلقة بإنتاج وتصدير النفط الموقعة بين البلدين لها تأثير كبير على الأسواق العالمية للبترول، فضلا عن تأثيرها المباشر على الاقتصاد والميزانية الروسية التي لا تزال تعتمد بشكل كبير على العوائد النفطية رغم تدني أسعار الطاقة، فضلا عن أن روسيا تنظر إلى السعودية كمصدر ضروري للاستثمار في ظل عقوبات الغرب الموقعة ضد موسكو.

وفى هذا السياق ، أكد الدكتور زهير الحارثى، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى السعودي، أن الزيارة المرتقبة للعاهل السعودي الملك سلمان لروسيا أوائل أكتوبر المقبل تعد زيارة مهمة، وأنها تأتى لتتويج الزيارات السابقة لولى العهد الأمير محمد بن سلمان بهدف دفع العلاقات المشتركة إلى الأفضل.

وأوضح "الحارثى"، فى تصريحات خـاصة لـ"صدى البلد"، أن هناك حالة ترقب لزيارة خادم الحرمين لروسيا وما سينتج عنها من تداعيات، مشيرًا إلى أنه عندما زار الأمير محمد بن سلمان روسيا قبل بضعة أشهر كتبت صحيفة "كوميرسانت"، إن الزيارة "هدفها إزالة الجفوة والفجوة في العلاقات بين البلدين".، مضيفًا أن الأمير محمد بن سلمان استطاع إعادة الحيوية للعلاقة آنذاك بعد فترة عصيبة مرت على البلدين.

واستطرد "الحارثى"، أن السياسة السعودية الجديدة ترى أن اختلاف وجهات النظر إزاء قضية معينة مع أي دولة لا يعني القطيعة معها، فما بالك بروسيا التي تلعب أدوارا مؤثّرة في العديد من الملفات الملتهبة.

وأكد أن الزيارة ستدفع البلدين الى تنمية علاقاتهما في مجالات متعددة والمضي في مسار العلاقة بتعزيزها إستراتيجيا رغم التباين في بعض القضايا المهمة.

ونوه "الحارثى"، بأن هناك تحضيرات كبيرة قائمة الآن لزيارة خادم الحرمين لموسكو المقررة فى الرابع من اكتوبر وستكون تاريخية كونها اول زيارة لملك سعودي، فضلا عن تأسيسها لعلاقات إستراتيجية ستقود لتفاهمات صريحة وشفافة في ملفات المنطقة من محاربة الإرهاب إلى التدخلات الإيرانية السافرة.

وأشار رئيس لجنة الشئون الخارجية بالمجلس السعودي" إلى أن الروس يرحبون بالتقارب مع السعودية وهناك أيضا 23 مليون روسي مسلم يرتبطون روحانيا بالسعودية وهذا الملف مفصلي في الدفع باتجاه توطيد العلاقات ما بين البلدين، مضيفًا أن الروس حريصون ايضا على تطوير العلاقة مع الرياض.

ولفت إلى أن الروس" يسعون لتعزيز العلاقة مع السعودية ويرون أن هذه العلاقة يجب أن تصل إلى مستوى الشراكة وليست فقط علاقة تبادلية خصوصا ان المقومات لكلا البلدين لديه من الامكانيات ما يسمح له بالنمو والتطور، ويعتقدون أن تلك الإمكانات لم توظف كما يجب حتى الآن.

وأكد أن الشراكة مع الروس ضرورة وتعزيز العلاقات مطلب وعودتهم للساحة كسر للاحتكارية القطبية وتغيير مواقفهم السياسية يسير المنال إذا ما عُزز الحوار واللقاءات المباشرة .

وتابع ، رئيس لجنة الشئون الخارجية لمجلس الشوري السعودي، أن زيارة الملك سلمان ستدشن مرحلة متقدمة في التقارب السعودي الروسي فما يجمع الرياض وموسكو هو أكثر بكثير من نقاط الاختلاف.

من جهته، قال نيكولاى سوخوف، المحلل السياسى الروسي، ونائب رئيس مركز الدراسات الشرق الأوسطي، إن زيارة العاهل السعودى الملك سلمان المرتقبة لروسيا بمطلع أكتوبر المقبل تعد زيارة مهمة لكل من الجانب الروسي والسعودي ، لافتًا إلى أن الزيارة أتت بعد 3 مرات من تأجيلها.

وأوضح "سوخوف"، فى تصريحات خـاصة لـ"صدى البلد"،أن روسيا تربطها علاقات جيدة ثقيلة ومتزنة مع السعودية، مشيرًا إلى أن بوتين وسلمان سيتطرقان للأوضاع الإقليمية فى المنطقة كالوضع فى سوريا وبحث الملفات الساخنة فى الدول العربية ، إضافة إلى أن الرئيس الروسي سيبحث الملفات الاقتصادية مع الملك سلمان بهدف توسيع دائرة الاستثمار السعودى على أرض روسيا ودفع العلاقات لمزيد من الشراكة والاتفاقيات.

وفى سياق متصل ، قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن زيارة العاهل السعودى الملك سلمان المرتقبة لروسيا أوائل أكتوبر المقبل تعد زيارة مهمة سيتم خلالها بحث عدد كبير من الملفات الهامة بين الجانبين وسيعقبها زيارة مباشرة للولايات المتحدة الأمريكية.

وأوضح "فهمى"، فى تصريحات خاصة أن الملف السوري سيكون على رأس مباحثات الجانبين خصوصا أن روسيا لها موقف حاكم فى هذا الملف، والملك سلمان يريد أن يناقش الملف بنوع من التفاصيل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل مباشر.

وأضاف "أستاذ العلوم السياسية"، أن الملف الثانى سيتطرق لدور روسيا المحتمل فى الأزمة القطرية ، منوهًا بأن هناك مسعى خليجيا لتوسيع دائرة المقاطعة المباشرة على قطر لاسيما وأن وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف عرض دور الوساطة الروسية خلال زيارته الأخيرة لدول الخليج وأجرى اتصالات مباشرة، وخلال المباحثات المرتقبة سيستمع العاهل السعودى للتصور الروسي خصوصا أن روسيا لها تأثير مباشر على إيران وبالتالى التأثير على الجانب القطري.

وأضاف "المحلل السياسي"، أن هناك أيضا مجموعة من الملفات العسكرية والإستراتيجية فالجانب السعودى يريد أن يحصل على منظومة الدفاع "اس 400"، وهى أحدث منظومة دفاعية ، وسبق وأن طرح محمد بن سلمان هذه الفكرة كإشارة لتنويع مصادر السلاح السعودى وأنه لا يقتصر على الجانب الأمريكى فقط، مشيرًا إلى أنها رسالة مهمة فى هذا التوقيت .

واستطرد "فهمى"، أن الزيارة ستبحث ايضا ملف العلاقات الاقتصادية ، خاصة أن روسيا تري أن السعودية تمثل سوقا كبيرا ومدخلا لها لدول الخليج ومنه لمناطق الجنوب، فضلا عنه أنه سيتم بحث تطورات الأزمة اليمنية والدور الروسي فى محاولة العودة للمنطقة ولعب دور فى عملية السلام فى الشرق الأوسط.

وعلى جانب آخر ، قال الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن الزيارة المرتقبة للعاهل السعودى مهمة بالنسبة للبلدين وتعد بمثابة تتويجا للمحادثات والمشاورات التى أجراها ولى العهد السعودى محمد بن سلمان خلال العامين الماضيين وتهدف لتوثيق وتعميق العلاقات بين الجانبين.

وأوضح "البرديسي"، فى تصريحات لـ"صدى البلد"، أن زيارة الملك سلمان تمثل نقطة تحول تاريخية فى علاقات المملكة العربية السعودية بالتزامن مع العلاقات الإستراتيجية الأمريكية السعودية؛ مشيرًا إلى أنها تمثل منعطفا تاريخيا فى علاقات روسيا لاسيما بعد الاتفاق النووي الإيرانى المبرم فى فترة أوباما عام 2015، والذى دفع السعوديين لتقييم العلاقة مع الجانب الأمريكي واللجوء لتنويع علاقاتهم بالتقارب مع الروس مثلما تفعل التجربة المصرية مع علاقاتها الخارجية .

وأضاف خبير العلاقات الدولية ، أن زيارة ولى العهد محمد بن سلمان العام الماضى لروسيا الإتحادية كان بهدف التنسيق فى ملفات كثيرة وفقا لإستراتيجية 2030 فيما يتعلق بقطاع النقل والاستخبارات والنفط السعودي وللتحضير والاتفاق على العديد من الاستثمارات ما يقارب حوالى 30 مشروعا ضخما مع الجانب السعودي واستثمارات تقدر 20 بحوالى مليار دولار.

وتابع: وباعتبار السعودية وروسيا دولتين مهمتين فى منظمة الأوبك كدول بترولية كبيرة تنسق فى هذا الإطار بشكل مستمر.