الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«البديل» يقرع إنذار اليمين الشعبوي من جديد في أوروبا.. النازيون يعودون للسياسة الألمانية من بوابة الحزب.. الإسلاموفوبيا لحنه المفضل واليهود يرقبون صعوده بقلق

صدى البلد

حزب "البديل من أجل ألمانيا" يحل الثالث في استطلاعات الانتخابات
مرشحة الحزب تعتبر اللاجئين المسئول الأول عن تفشي الجريمة في البلاد
تخوفات لدى يهود ألمانيا من مد "الإسلاموفوبيا" على استقامتها لتطال اليهود


ذكرت شبكة "بي بي سي" اليوم أن بعض المراقبين وصف الانتخابات التشريعية الألمانية، المقرر إجراؤها غدًا الأحد بأنها "رتيبة ومملة"، حيث يتوقع أن تفوز المستشارة أنجيلا ميركل مجددًا، إلا إذا حصلت مفاجأة غير متوقعة.

فآخر استطلاعات الرأي تضع حزبها "الاتحاد المسيحي الديموقراطي" في المقدمة حيث يتوقع أن يفوز بنسبة 35.1 بالمائة من أصوات الناخبين.

وفي الوقت نفسه تتراجع حظوظ غريمها الرئيسي مارتن شولز، فالحزب الاشتراكي الديموقراطي، وهو الأعرق في تاريخ ألمانيا والشريك الأصغر في الائتلاف الحكومي، يتوقع أن يحصل على نسبة 22 فقط من الأصوات في انتخابات يوم الأحد.

وبحسب "بي بي سي"، فإن هذه المعطيات لا تعني أن المهمة ستكون سهلة أمام ميركل، فرغم أنها تخطت أزمة اللاجئين بنجاح، إلا أن شبح هذه الأزمة ما زال يطاردها على هيئة حزب "البديل من أجل ألمانيا".

ويشارك في هذه الانتخابات ستة أحزاب هي الاتحاد الديموقراطي المسيحي، والحزب الاشتراكي الديمقراطي، واليسار، والخضر، والحزب الديمقراطي الحر، وحزب البديل من أجل ألمانيا.

وأوضحت الشبكة أن "البديل" هو حزب يميني متشدد لا يزيد عمره عن أربع سنوات، نجح في استخدام أزمة اللاجئين لصالحه، فاستقطب الكثير من الأصوات المعارضة لوجود اللاجئين الذين رحبت بهم ميركل في ألمانيا، وكانت رسالته واضحة بأنه لا مكان للإسلام في ألمانيا.

وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، يعزف الحزب على نغمة السياسة المعادية للاجئين والمهاجرين والإسلام لاصطياد الناخبين، وبينما تعتبر مرشحة الحزب الأولى أليس فايدل اللاجئين المسئول الأول عن ارتفاع معدلات الجريمة في البلد، يكرر رفيقها ألكسندر جاولاند، أن الإسلام لا ينتمي إلى ألمانيا، وسبق لجاولاند أن احتل عناوين الصحف الألمانية بسبب امتداحه روح الجيش النازي القتالية في الحرب العالمية الثانية.

وتتفق كل استطلاعات الرأي حول الانتخابات الألمانية على أن هذا الحزب سيقلب معادلة التحالفات التقليدية باعتباره القوة السادسة في البرلمان الألماني، وبينما تمنح بعض استطلاعات الرأي هذا الحزب نسبة تتراوح بين 8 و9 في المائة، منح معهد استطلاعات الرأي «يوجوف» البريطاني هذا الحزب في آخر استطلاع للرأي نسبة 12 في المائة. ويكون حزب البديل لألمانيا وفق هذا التقدير ثالث أقوى كتلة سياسية بعد التحالف المسيحي والحزب الديمقراطي الاشتراكي.

وحذر قطاع واسع من المجتمع المدني الألماني من التصويت لحزب "البديل" اليميني الشعبوي. واتهم رئيس المجلس المركزي ليهود ألمانيا الحزب بخلق "مناخ مناوئ للأقليات والتركيز حاليا على الإسلام" متوقعا أن يتوجه ضد اليهود أيضا.

ونقلت شبكة "دويتشه فيله" عن كريستوف هوبنر نائب رئيس اللجنة الدولية للناجين من معسكر أوشفيتز النازي خشيته من صعود حزب البديل الذي وصفه بأنه يشكل "تجمعا للمعادين للسامية وأعداء الديمقراطية ودعاة الكراهية القومية" و"دفعا كبيرا للشعبويين والمتطرفين اليمينيين في أوروبا بأسرها".

كما أعرب جوزيف شوستر، رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، عن تخوفه من إمكانية أن يخلق حزب "البديل من أجل ألمانيا" في المستقبل مناخا مناوئا لليهود.

وفي تصريحات لصحيفة "تاجس شبيجل" الألمانية الصادرة غدا الأحد، قال شوستر إن حزب البديل "هو حزب يخلق مناخا مناوئا للأقليات"، ولفت إلى أن غالبية توجهات الحزب مسلطة في الوقت الراهن ضد المسلمين. في الوقت نفسه، توقع شوستر إمكانية أن يتوجه الحزب ضد أقليات أخرى "وأحسب أن اليهود من بين هؤلاء".

وعن نتائج الاستطلاعات التي تشير إلى أن حزب البديل يمكن أن يحصل على أكثر من 10% في الانتخابات البرلمانية غدا، قال شوستر " قبل أربعة أو خمسة أعوام، لم أكن أستطيع أن أتخيل أن يصبح من المتوقع أن يحصل حزب يميني شعبوي في ألمانيا على نسبة تأييد تتكون من رقمين"، في إشارة إلى إمكانية تجاوزه نسبة العشرة في المائة.

وتقول "دويتشه فيله" إن حزب البديل من أجل ألمانيا غير أولوياته في المرحلة الأخيرة من حملته الانتخابية من التركيز بشكل أساسي على اللاجئين إلى التأكيد على معدلات الجريمة التي يربطونها بشكل أو بآخر بما يعتبرونه عداء الإسلام نحو المجتمع الغربي والقيم الغربية.

ويرى حزب البديل من أجل ألمانيا فرصه جيدة في هذه الانتخابات مع ارتفاع عدد طالبي اللجوء وانتشار أزمة اللاجئين، فعمل على استغلال الإسلاموفوبيا لجذب المزيد من الأصوات، وتزداد لهجة الحزب في هذا الاتجاه عداء كل يوم.

ويطالب الحزب بمنع المآذن التي يعتبرها رمزا للهيمنة الإسلامية، كما يطالب بمنع الحجاب الذي يعتبره علامة دينية سياسية على خضوع النساء للرجال.

ونقلت "دويتشه فيله" عن أيمن ميزيك رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا قوله "منذ البداية وهم متشددون، فهو حزب يمين متطرف يضم نازيين جدد ومتطرفين آخرين".