الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

باحث يكشف سر الأدعية الشيعية على التمائم السحرية الأثرية.. صور

صدى البلد

كشفت دراسة أجراها عبد الحميد عبد السلام أبو عليو مدير التدريب والنشر العلمي بالمتحف الإسلامي بعنوان"مجموعة التمائم والأحجبة المحفوظة في متحف الفن الإسلامي بالقاهرة-دراسة آثارية فنية"، عن علاقة الكتابات الشيعية بوظيفة التمائم والأحجبة.

وكانت الدراسة من القوة بحيث حصل بها علي الماجستير من كلية أداب عين شمس بدرجة ممتاز مع توصية بتبادلها مع الجامعات الأخري.

أبو عليو تناول في الفصل الخامس من دراسته الكتابات الشيعية وعلاقتها بوظيفة التمائم والأحجبة،مما كان له أكبر الأثر في جعل التحفة تميمة أو حجاب،وذلك من خلال ما ورد في المصادر والمراجع الشيعية عن تأثير هذه الكتابات ودورها في حياة الشيعة ونظرتهم واعتقادهم بمفعولها وتأثيرها،كما تلفت الدراسة النظر أن الأحاديث الواردة والمنسوبة للنبي"ص"هي أحاديث شيعية لإثبات مُعتقد ما أو فكرة لديهم وبتفسير يخدم هذه المُعتقدات،كما أن الأحاديث التي ثبُت صحتها للنبي"ص"أو الأحاديث الضعيفة والموضوعة،استخدمها الشيعة بتفسيرهم المتنافي تمامًا مع التفسير الصحيح للأحاديث عند أهل السنة.

وكشفت الدراسة أنه هناك الكثير من الكتابات التي ارتبطت بالشيعة لذا نُسبت إليهم،ومنها"يا علي"وهي من العبارات الشيعية الدُعائية التي تفيد النداء والنداء هنا للاستغاثة،وأشار علماء الشيعة أنها تعتبر حرزًا لنيل الغني وعلو المناصب ونيل المطالب وقضاء الحوائج وطلب النصر على الأعداء،حيث أورد الشيعة أن النبي - صلى الله عليه وسلم- في يوم خيبر أعطي الراية لعلي وقال له: خُذ الراية وأمض بها، فجبريل معك، والنصر أمامك والرعب مبثوث في صدور القوم، واعلم يا علي أنهم يجدون في كتابهم: أن الذي يدمر عليهم اسمه ( إيليا) فإذا لقيتهم فقل: أنا علي فإنهم يُخذلون إن شاء الله .

وقد نُفذت عبارة"يا علي"على عدد من مقتنيات المتحف،ومنها سيف يُنسب إلى إستانبول في القرن( 10هـ/ 16م) وهي مما كان يُستخدم كتميمةٍ لطلب النصر والأستغاثه بالله تعالى لنيل النصر لما عليه من زخارف تؤكد ذلك،وقميص من الكتان يُنسب إلى إيران ومؤرخ بسنة 1100هــ/ 1688م، وهي مما كان يُستخدم كتميمة لطلب النصر والعزة والهيبة.

وهناك أيضا أسماء أهل بيت النبي"ص"وأئمة الشيعة،وتعتبر من أكثر الكتابات التي تحتل مكانه كبري عند الشيعة،وبها يتوسلون لتُقضي حوائجهم،وروي الشيعة أن النبي"ص"قال:"أن الله تعالى حين خلق آدم، أراه أنوار محمد وعلوي وفاطمة والحسن والحسين، ثم أوحي إليه: "هؤلاء خمسه شققتُ لهم خمسة أسماء من أسمائي ... فإذا كان لك إلى حاجه فبهؤلاء توسل"،ومن الأدعية المُعتبرة عند الشيعة دُعاء التوسل والذي جمع أسماء أهل بيت النبي"ص"(علي وفاطمة والحسن والحسين) .

وبناء على ما سبق نجد صدي هذه الأحاديث الشيعية المنسوبة للنبي"ص"على المنتجات الفنية الشيعية، فنجد أن هذه العبارة نُفذت على تحف تنوعت ما بين طابع حِجاب من النحاس يُنسب إلى مصر في العصر الفاطمي القرن 5هـ/11م ،وكذلك دلاية من الفخار تُنسب إلى مصر في القرن 10- 11هـ/16- 17م،وعلى دلاية من الفضة بفص من العقيق تُنسب إلى إيران في القرن 12هـ/ 18م،وعلى حجاب من النحاس يُنسب إلى إيران وهو مؤرخ بسنة 1219هـ/ 1804م.

ومن العبارات التي تناولتها الدراسة"يا دليل المُتحيرين"،وهي من العبارات التي وردت بكثرة في كُتب الشيعة،وهو دعاء لنيل الخيرات وطلب معرفة الحق ولدفع البلايا والسوء،وردت هذه العبارة بقميص من الكتان يُنسب إلى إيران، مؤرخ بسنة 1100هــ/ 1688م،و"علي ولي الله"من العبارات الشيعية التي تُعبر عن المذهب الشيعي في فكرة الولاية للإمام علي -رضي الله عنه.

وقد ربط الشيعة بين عبارة"علي ولي الله"وبين الأرقام،فهي عشرة حروف مثل الموجودات العشرة والأفلاك والرواتب العشرة والعقول العشرة والحدود العشرة،وقالوا أيضًا لا يصح إقرار نبوة محمد"ص"إلا لمن أقر بولاية علي"رضي الله عنه"،وهي بالنسبة لهم ركنٌ من أركان الإيمان وتعبيرًا عن إيمانهم بحقهم في حكم المسلمين، لذا فإن هذه العبارة من أكثر العبارات التي سُجلت سواء على عمائرهم أو مسكوكاتهم أو حتى تحفهم الفنية،بغرض دعوي وبغرض تيمني - أي تيمنًا بسيدنا علي وتعويذه من التعاويذ الشيعية.

وقد نُفذت عبارة"علي ولي الله"على تحف عدة بالمتحف،وجاءت كجزء من شهادة التوحيد الشيعية"لا اله الا الله محمد رسول الله علي ولي الله"،ومنها مرآة من البرونز مما كان يُستخدم كتميمة للوقاية من السحر والحسد وطلب الشفاء من الأمراض وتُنسب إلى مصر في القرن 7هـ/ 13م.

وتعد عبارة"لا فتي إلا علي لا سيف إلا ذو الفقار"من الأدعية التي لها منزلة كبري عند الشيعة،فهي تُكتب للمدح لذي الفقار،والبراعة والشهادة بالقوة لسيدنا علي بن أبي طالب،وذكر العلماء والمفسرون أنها تستعمل عند الشيعة كالدرع الواقي وطلب المساعدة والحماية والنصر من الله تعالى.

وهي من العبارات التي انتشرت بكثرة على الفنون والعمائر الصفوية،ونُفذت هذه العبارة علي تحف تضمنتها الدراسة بصيغ مُختلفة،ومنها "لا سلح (هكذا)/ إلا على/ لا سيف /إلّا ذو الفقّار/"،وهي عبارة عن سُلطانية من الخزف تُنسب إلى إيران في القرن 12هـ/ 18م،كما جاءت بصيغة "ما سيف إلا ذو الفقار ولا فتي إلا علي"علي سيف نسبته الدراسة إلى تركيا في 926 - 974هـ/1520- 1566م.

ومن العبارات الدعائية الشيعية"نادِ عليًا مُظهر العجائب تجده عونًا لك في النوائب كل هم وغم سينجلي بنبوتك يا محمد وبولايتك يا علي"،وأتخذها الشيعة حرزًا لهم وكانوا يكتبوها لهلاك العدو والظالم ونيل المقاصد،وسعة الرزق وللعثور على الأشياء الضائعة وفك السحر والشفاء من السموم ونيل السُلطة والنصر على الأعداء.

و"يا جليل يا جليل يا جليل يا منان يا منان يا منان يا منان يا منان يا صلطان(هكذا) يا شكور يا شكور يا شكور يا شكور يا غفور يا غفور يا غفور يا كريم يا الله يا الله"من العبارات الدُعائية لله تعالى بأسمائه وصفاته طلبًا في استجابة الدعاء،وقد وردت مثل هذه الأدعية بكثرة في كُتب الشيعة ، وكانت من أدعية الأمام الحسن رضي الله عنه،وقد وردت هذه العبارة الدُعائية على قميص من الكتان يُنسب إلى إيران ومؤرخ بسنة 1100هــ/ 1688م.


-