EN 
لحظات تتوقف فيها القلوب وأدعية لا تنتهى إلا بذكر اسم "أريج" بعد أن تحولت البهجة من على ملامح الطالبة إلى وجه متصلب بجسد فقد الإدارك يرقد على سرير داخل إحدى غرف مستشفى الحسين بعد الإصابة بضمور كلى بالمخ، لتقضي ابنة الـ 16 عام ما تبقى من عمرها في سبات عميق.
أحمد أبو العينين والد الطالبة أريج قال لـ"صدى البلد" إن ابنته كانت تمارس حياة طبيعية كغيرها من الفتيات وكانت تستعد للمرحلة التعليمية الجديدة للالتحاق بالصف الثاني الثانوي بعد نجاحها بالصف الأول.
وأضاف الرجل الذي يعمل محاسبا بإحدى الشركات السعودية، في أحد الأيام شعرت ابنته ببعض التعب والإعياء وفقدت الوعي وتم نقلها إلى مستشفى الحمادي بالرياض وبعد أسبوعين من الفحوصات تم إعلامنا بأنها أصيبت بضمور كامل فى المخ.
وتابع: فقدنا الأمل في عودة أريج إلى حياتها الطبيعية واسودت الدنيا فى وجهنا وشعرت بالعجز عن فعل شىء، بعد أن ظلت لأسابيع تتنفس صناعيا داخل العناية المركزة وهي فى غيبوبة تامة وانتهينا إلى عمل شق حنجري لها، وتم إعلامنا بأن حالتها لايوجد لها علاج مما يعني أنها ستظل في حالة الغيبوبة.
لم يتبق أمام الأب العاجز عن إنقاذ ابنته الكبرى سوى العمل على نقلها من السعودية إلى مصر استجابة لرغبة الأسرة، إلا أن هناك معضلة كبيرة واجهته وهي تكلفة النقل التي لا يستطيعون تغطية تكاليفها، كما يقول والدها، وهو ما جعلهم في معاناة لمدة شهر داخل المستشفى، بعدما فشلوا في وجود مساعدة.
وأوضح والد أريج، إنه بعد أن انقطع الأمل في عودة ابنته لحياتها الطبيعية، فقد أمل آخر وهو نقلها إلى مصر، مضيفا مر شهر ولا زالت الأبواب مغلقة أمام نقل أريج إلى مصر، الا أننا فوجئنا باتصال من وزارة الدفاع السعودية طلبوا خلاله أوراق ابنته الرسمية وحالتها، ولم يمر سوى فترة قصيرة حتى تلقى اتصال بالاستعداد لنقل أريج من المستشفى إلى المطار للعودة إلى مصر.
واستكمل : كان لوزيرة الهجرة دور لا أستطيع أن أصفه في تقديم المساعدة في نقل ابنتي بعد أن تواصلت مع المسئولين في السعودية للمساعدة في نقل أريج، مضيفا أن الوزيرة جاءت إلى زيارة اريج بعد أن وصلنا إلى مستشفى الحسين الجامعي، ويواصل، سنقوم ببعض الفحوصات الطبية غدا الثلاثاء ولدينا أمل في الله أن تفيق من الغيبوبة.
وكانت السفيرة نبيلة مكرم، قد تواصلت مع أحمد بن عبد العزيز قطان سفير السعودية لدى مصر، والذي قام بدوره بالتنسيق المباشر مع الجهات المسئولة بالمملكة، التي سارعت لإنهاء موقف الفتاة، وبالفعل استقبل والد أريج مكالمة من وزارة الدفاع السعودية، لإخباره بأنه يستعد للسفر مع أسرته صباح "الاثنين"، وقام فريق طبي بنقل الفتاة وأسرتها من مستشفى الحمادي بالرياض إلى أقرب قاعدة جوية، وتم نقلهم بطائرة إخلاء طبي خاصة متجهة إلى القاهرة.
من جانبها، قامت وزيرة الهجرة بجهود مكثفة لاستقبال الفتاة لعلاجها، بالتنسيق مع وزارة الصحة والسكان، حيث تم استقبالها بعربة إسعاف مجهزة لنقلها، وتم توفير سرير بوحدة الرعاية المركزة بمستشفى الحسين الجامعي.
والتقت الوزيرة الفريق الطبي المشرف على الحالة على رأسهم مدير المستشفى؛ للاطمئنان على حالة "أريج"، حيث أكدوا أنه رغم صعوبة الحالة ألا أنها تتلقى علاجا مكثفا، وطالبوا وزيرة الهجرة بضرورة توفير رعاية من نوع خاص للفتاة، وذلك من خلال التعاون مع جهات أخري.
ومن جانبها أكدت وزيرة الهجرة أنها لن تدخر جهدا فى التواصل مع الجهات الأخري المعنية لتوفير اللازم لها.
