الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العبادي يحمل رؤية بغداد لمستقبل المنطقة في جولته الإقليمية.. رئيس الوزراء العراقي يبدأ بالرياض ويصل القاهرة غدا.. والإرهاب والتعاون الاقتصادي أبرز ملفات البحث

صدى البلد

بغداد والرياض تعقدان أول اجتماع للمجلس التنسيقي بحضور تيلرسون
العبادي يكشف عن رؤية عراقية تقوم على التنمية وبسط الأمن بدلًا من الخلافات والحروب
رئيس الوزراء العراقي:
الصراعات الدائرة في المنطقة لم ولن تجلب لشعوبنا سوى الدمار والتخلف
يجب أن نعطي بارقة أمل كبيرة للشباب وألا يتركوا نهبا للإرهاب والفكر المنحرف
انشغال دول المنطقة بالصراعات فيما بينها همش دورها محليًا وعالميًا


يبدأ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اليوم السبت جولة إقليمية تتضمن السعودية ومصر والأردن وإيران وتركيا لبحث أوضاع العراق وعدد من الملفات المهمة.

وقال مصدر حكومي عراقي في تصريح نقلته وكالة أنباء الاعلام العراقي "واع" أن العبادي سيناقش في الرياض ملفات الإرهاب والحرب ضد تنظيم داعش الارهابى والتعاون الاقتصادى والأوضاع السياسية الأخيرة في العراق.

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، قد وجه في وقت سابق دعوة لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لحضور الاجتماع التنسيقي الأول بين البلدين الذي يعقد في السعودية، وتوقيع الاتفاقية التنسيقية بين البلدين.

وقالت قناة "العربية" إن العبادي كان قد زار السعودية منتصف العام الجاري وتمت خلالها مناقشة الأسس الرئيسية لهذه الاتفاقيات التي تصب في مصلحة العراق اقتصاديا وأمنيا.

وأوضحت القناة أن رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول الركن عثمان الغانمي توجه الأربعاء الماضي على رأس وفد عسكري رفيع المستوى، إلى المملكة العربية السعودية، للقاء نظيره رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية الفريق أول الركن عبد الرحمن بن صالح الذي وجه له الدعوة خلال زيارته السابقة إلى العراق في شهر تموز من هذا العام.

وأفادت قناة "الحرة" نقلًا عن وزارة الخارجية الأمريكية أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، الذي وصل إلى السعودية اليوم أيضًا، سيشارك في أول اجتماع للمجلس التنسيقي السعودي-العراقي الذي اتفقت الرياض وبغداد على تأسيسه في يونيو الماضي.

وبحسب قناة "سي إن إن"، أعلن العبادي، قبيل توجهه إلى السعودية، عن مشروع ورؤية عراقية لمستقبل المنطقة تقوم على أساس "التنمية وبسط الأمن بدلًا من الخلافات والحروب".

وقال العبادي في بيان إن "العراق ومن تجربته الصعبة والناجحة في تجاوز خطر الإرهاب والتقسيم ونهوضه منتصرا وقويا وموحدا دولة وشعبا يرى ومن دافع الشعور بالمسئولية أن دول وشعوب المنطقة لها تحديات وأهداف مشتركة كثيرة، وضرورة أن نطرح مبادرة شاملة بأبعاد تنموية واقتصادية بالدرجة الأساس من شأنها إعادة صياغة العلاقات السياسية بين دولنا وشعوبنا على أسس سليمة ودائمة".

وأكد العبادي أن "الصراعات الدائرة في المنطقة لم ولن تجلب لشعوبنا سوى الدمار والتخلف، وقد تسببت بنزيف هائل للطاقات البشرية والطبيعية وضياع لفرص التنمية والتقدم. وإطفاء هذه النزاعات المدمرة وحقن الدماء ووقف سياسات التدخل لإذكاء الصراعات هي القاعدة الصحيحة والبديل الوحيد للانطلاق لعهد جديد من التعاون والبناء".

وأضاف العبادي "من الخطأ أن تنظر دول المنطقة لمصالحها بشكل منعزل عن مصالح الآخرين، ورؤيتنا تتمثل في أن نعمل بشكل مشترك لبناء مصالحنا واقتصادياتنا بشكل تكاملي دون معزل عن بعضنا البعض، فكما أثبتت الظروف أن الأمن لا يتجزأ، فكذلك الاقتصاد والتنمية والرفاهية لا يمكن أن تتحقق في دولة دون أخرى، ودون أن ننهض معا ستتعثر كل مشاريع التنمية والاستقرار".

ودعا العبادي إلى تأسيس "علاقات دائمة وعميقة وراسخة بين شعوبنا وألا نقصرها على العلاقة بين الحكومات لأن العلاقة بين الشعوب تضمن استقرار العلاقات أمام التحولات السياسية".

وقال: "يجب أن نعطي بارقة أمل كبيرة للشباب وألا يتركوا نهبا للإرهاب والفكر المنحرف والدخيل الذي يستغل طاقاتهم بالاتجاه السلبي وينقلهم من خندق البناء إلى خندق القتل والهدم". وأضاف أن "إعطاء الأمل بدل اليأس، عبر برامج توفر فرص عمل للشباب من خلال التأهيل والمشاريع المنتجة، يعطي قوة وزخما هائلين باتجاه إصلاح المجتمعات".

وأكد رئيس الوزراء العراقي أن "الاتفاق على برنامج تنمية شاملة والاستخدام الأمثل للطاقات هو البديل الصحيح في ظل سياسات عادلة على أساس المواطنة والمساواة بالحقوق والواجبات دون تمييز".

وتابع العبادي "بالإضافة إلى مشاريع التنمية على المستويات الوطنية، لا بد من العمل والتنسيق لنهوض المنطقة ككل حيث لا يمكن تحقيق الأمن والسلام في المنطقة إذا بقيت الهوة كبيرة بين شعوب غنية وأخرى فقيرة".

ورأى العبادي أن "انشغال دول المنطقة بالصراعات فيما بينها وعدم استثمارها لمواردها بالشكل الأمثل همش دورها محليا وعلى المستوى العالمي". وقال: "إننا نرى وجوب أن نعمل جديا على أن يكون لدول منطقتنا صوت مسموع ومؤثر في صناعة القرار على كل المستويات العالمية والمحلية من أجل أن يصبح العالم أكثر أمنا وعدالة".

وأوضحت وكالة "سبوتنيك" أن العبادي سيصل القاهرة الأحد، في زيارة رسمية تستغرق عدة ساعات، يبحث خلالها عدة قضايا عربية من بينها الانتصارات التي حققها الجيش العراقي ضد تنظيم داعش الإرهابي.

وأضافت الوكالة أن العبادي سيبحث مع المسئولين في مصر العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في كافة المجالات إلى جانب عدد من القضايا العربية وتطورات الأوضاع في العراق، في ضوء النجاحات التي حققها الجيش العراقي ضد تنظيم داعش.

وكان سفير العراق لدى القاهرة حبيب الصدر أكد في فبراير الماضي، أن هناك مسعى من البلدين لتطوير العلاقات في الفترة المقبلة، معلنًا عن قيام وفد من رجال الأعمال والمستثمرين العراقيين بزيارة للقاهرة خلال هذه الفترة، وذلك لبحث تأسيس مجلس أعمال مصري عراقي والتعرف على الفرص الاستثمارية والإمكانات المتاحة لدخول السوق المصرية.

وبيّن السفير أن هناك تفاهمات بين الوزيرين المعنيين بالتجارة لدى البلدين لتوريد بعض السلع لمصر لتدخل في الحصة التموينية، كما أن هناك مجالات واسعة ستتاح للعمالة والشركات المصرية في عمليات إعادة إعمار العراق بعد انتهاء الحرب على تنظيم داعش الإرهابي.