الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«بوتين» ينهي التواجد الروسي بزيارة أولى وخاطفة لسوريا.. و«حميميم وطرطوس» خارج الحسابات

صدى البلد

أعلن الرئيس الروسى " فلاديمير بوتين" اليوم عن سحب قواته من سوريا فى إشارة إلى انتهاء دورها فى سوريا من محاربة داعش؛ على ان تظل القاعدتان الروسيتان (حميميم وطرطوس) تعملان وفق الاتفاقيات موقعة مع الحكومة السورية.

(الزيارات المتبادلة بين بوتين والأسد)
وزيارة " بوتين " الى سوريا هى الزيارة الاولى التى يقوم بها الرئيس الروسي " فلاديمر بوتين " الى سوريا ؛ فيما قام الرئيس السورى " بشار الاسد " بزيارة روسيا مرتين منذ اندلاع الازمة فى سوريا ؛ اولهما كانت فى الــــ15 من اكتوبر 2015 ؛ وكانت هى الاولى له منذ 11 عاما حيث ذهب الى موسكو فى زيارة عمل والتقى نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

اما الزيارة الثانية للاسد فكانت فى الــ20 من نوفمبر 2017 الماضي فى سوتشي روسيا ؛ وحينها أكد بوتين أن إنشاء مناطق خفض التصعيد في سوريا سمح ببدء حوار حقيقي مع المعارضة، مضيفًا "بفضل أستانة تمكّنا من إنشاء مناطق خفض التصعيد ما سمح عمليًا ببدء حوار حقيقي مع المعارضة.

وأكد الرئيس الروسي أنّ موسكو على اتصال دائم مع العراق وأمريكا ومصر والسعودية والأردن حول التسوية السورية، مشيرًا إلى أنّ "الأهم هو الانتقال إلى العملية السياسية.. وواثقون من استعداد الأسد للعمل مع من يريد السلام ؛ لافتا الى ان المهمة الرئيسية أصبحت قريبة من الانتهاء وسيكون من الممكن القول بأقرب وقت إننا نفّذناها"، آملًا وضع نقطة النهاية في مكافحة الإرهاب في سوريا بأقرب وقت ممكن ؛ خاصة وان أكثر من 98 % من الأراضي السورية أصبحت تحت سيطرة الحكومة .

(بدايات التدخل الروسي فى الأراضي السورية)

بدا سلاح الجو الروسي بتوجيه أولى الضربات الجوية في سوريا بتاريخ 30 سبتمبر 2015، وهذا بعد أن طلب الرئيس السوري بشار الأسد دعمًا عسكريًا من موسكو من أجل كبح الثورة السورية ووافق مجلس الاتحاد الروسي على تفويض الرئيس فلاديمير بوتين استخدام القوات المسلحة الروسية خارج البلاد.

جاءت هذه الضربات بعد تزايد الدعم العسكري المعلن لنظام الأسد من قبل موسكو، والإعلان عن تشكيل مركز معلوماتي في بغداد تشارك فيه" روسيا وإيران والعراق وسوريا" لمحاربة تنظيم داعش ؛ لتأتى أولى الضربات الروسية في 30 سبتمبر على مواقع تابعة لتنظيم داعش وفقًا لوزارة الدفاع الروسية.

(الأسلحة والطائرات)
وابتداءً من سبتمبر 2015، عززت روسيا حضورها العسكري في سوريا، إذ نشرت 21 طائرة هجوم أرضي من نوع سوخوي-25، و12 مقاتلة اعتراضية من نوع سوخوي-24، و6 قاذفات متوسطة من نوع سوخوي-34، و4سوخوي-30 متعددة الأدوار بالإضافة إلى 15 مروحية (متضمنة مي-24 هايند الهجومية) في مطار باسل الأسد الدوليقرب اللاذقية.

تحمي هذه الطائرات 2 أو ثلاثة على الأقل من أنظمة الدفاع الجوي إس إيه-22، وطائرات من دون طيار مثيلة لطائرة إم كيو بردتور الأمريكية تستخدم لتنفيذ طلعات استطلاعية.

و تضمنت القوات الروسية أيضًا 6 دبابات من طراز تي-90 و15 قطعة مدفعية و35 عربة جند مدرعة و200 من مشاة البحرية (مع منشآت إسكان تسع 1,500 فرد) كذلك رصدت قاذفات بي إم-30 سمرش قرب اللاذقية.

(تعليق بوتين)
صرح فلاديمير بوتين قائلا – عقب نشر قواته : اولا سندعم الجيش السوري فقط في كفاحه الشرعي ضد التنظيمات الإرهابية تحديدًا...وثانيًا سيكون هذا الدعم جويًا فقط دون مشاركة في العمليات البرية".

و أشار الرئيس الروسي أيضًا إلى أن هناك الآلاف من المنضمين للتنظيمات الإرهابية من مواطني الدول الأوروبية وروسيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق، مشيرًا أن المرء ليس بحاجة لأن يكون خبيرًا في الشؤون الأمنية ليعلم أنه إذا انتصر هؤلاء في سوريا فسيعودون إلى بلادهم ويعودن إلى روسيا أيضًا.

(العمليات المنفذة)

وزارة الدفاع الروسية صرحت بتنفيذ 20 غارة جوية على 8 مواقع تابعة للتنظيم، لم تُحدد أمكانها في البر السوري؛ فيما صرح المتحدث باسم الوزارة أن الضربات جاءت بعد عملية استطلاع جوي ومعلومات تلقتها القوات الروسية من هيئة الأركان العامة السورية.

أما القائد العام لجبهة الشام التابعة للجيش السوري الحر فذكر أن "الطائرات الروسية قصفت مقرًا لتجمع العز التابع للجيش الحر في بلدة اللطمانة بريف حلب الشمالي، بالرغم من أن راية الجيش الحر كانت مرفوعة فوق المقر فيما قتل نحو 30 شخصًا في الغارات التي وقعت بريف حمص وحماة.

في 7 أكتوبر ووفقًا لوزارة الدفاع الروسية، قامت سفن أسطول بحر قزوين بإطلاق 26 صاروخ كاليبر إن كا على 11 موقعًا لداعش في ريف الرقة وحلب وإدلب.

وذكر رئيس إدارة العمليات العامة في رئاسة الأركان الروسية أن المعلومات حول المواقع المستهدفة جمعتها المخابرات الروسية.

(التنسيق الروسي مع اسرائيل )
أخطرت روسيا السلطات الإسرائيلية مسبقًا بنيتها القيام بتوجيه ضربات جوية في الأراضي السورية وعُقدت اجتماعات بين رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية ياري جولان ونظيره الروسي نيكولاي باجدانوفسكي كان موضوعها إيجاد آلية تنسيق أمني في المنطقة بين الجيش الروسي والاسرائيلي.

(الاعلان عن تخفيف القوات)
في 14 مارس 2016 أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسحب بعض القوات من الأراضي السورية.


بعد أن كانت موسكو تسيطر على جزء صغير من الميناء ومن خلال قواعد (مطار حميميم بريف اللاذقية، وميناء طرطوس) حيث انطلق التمدد العسكري الروسي في سوريا، وذلك على عكس ماصرح به بوتين سابقا أن الوجود العسكري الروسي يقتصر على الوجود الجوي في إطار سلسلة من العمليات الجوية تقوم بها الطائرات الحربية الروسية دعما لنظام الاسد لمحاربة "الإرهاب والتطرف".

وخلال تواجدها بمطار حميميم استقدمت موسكو قوات برية من الجيش الرابع الروسي، ويتمثل في فرقتين مدرعتين بريتين بالإضافة إلى لوائي مدفعية ومدفعية صاروخية، وكانت مهمة هذه القوات بداية ضرب طوق أمني بعمق 10كم حول القاعدة من أجل تأمين حمايتها من أي هجوم أو تسلل بري باتجاه القاعدة.

بعد ذلك، امتد الطوق الأمني بعمق 70كم إنطلاقًا من الشمال ويمينًا حتى اتجاه طرطوس وذلك من أجل حماية القاعدة الجوية من أي هجوم صاروخي يمكن أن يقوم به الثوار في المشارف القريبة على ذلك القوس.

وبالرغم من الضربات الجوية الكثيفة والتي فاقت 20 ألف طلعة جوية أن قوات النظام لم تستفد من الغطاء الجوي الروسي، الأمر الذي دعا قائد القوات الروسية في قاعدة حميميم في فبراير 2016 إلى اجتماع عسكري يضم كبار القادة العسكريين لدى النظام، واتهمهم بالجبن والتقاعس عن أداء مهامهم العسكرية وعدم القدرة على الاستفادة من الضربات الجوية الروسية، رغم عدم امتلاك الطرف الآخر لأي غطاء جوي، وبناء عليه قد أبلغهم أن الأركان الروسية، ونتيجة عدم قدرة قادة النظام على الاستفادة من الغطاء الجوي الروسي سوف تقوم بالإشراف على كافة القوات البرية التي تدعمها جوًا، وذلك بزيادة وتمدد التواجد العسكري الروسي في سوريا برًا وجوًا.

(الانتشار العسكري الروسي في سوريا)
من المؤكد أن هناك 4500 عسكري روسي في سوريا، وهذا مصرح به من قبل وزارة الدفاع الروسية حتى تاريخ 1/10/2016، ولكن هناك تقارير استخباراتية غربية تشير إلى أن العدد الحقيقي للوجود الروسي في سوريا تزايد عن 20 ألف مقاتل للقوى الثلاث البرية والجوية والبحرية، وذلك استنادًا إلى النقاط التالية :

- الانتشار العسكري الروسي في منطقة الساحل السوري بريًا وبحريًا وجويًا، بعد توسيع السيطرة على ميناء طرطوس، حتى بات الميناء تحت السيطرة الروسية بالكامل، وجعل المياه الاقليمية السورية مسرحًا لقطع الأسطول الروسي، بالإضافة إلى المياه الدولية المقابلة لها، ومن خلال مطار حميميم الذي تتمركز فيه أربع أسراب من أحدث أنواع الطائرات الروسية/سوخوي 24+سوخوي 30+سوخوي 34+سوخوي35/ ما يقارب من 50 طائرة بشكل دائم، إلى جانب طائرات الاستطلاع والتأمين والقيادة الجوية والطائرات المسيرة

- السيطرة البرية على مسافة 10 كم حول مطار حميميم وإخلائها من أي تواجد مدني أو عسكري سوري، وانشاء ثكنات برية روسية في دائرة بعمق 70 كم حول حميميم، وأكبرها تلك التي أنشأت في منطقة سلمى وجبلي التركمان والأكراد.

- السيطرة على قاعدة "اسطامو" الجوية الصغيرة شمال حميميم ونشر مروحيات عسكرية من طرازات مختلفة/مي 8+مي24+مي35+مي28+كاموف52/ بعد إجلاء مروحيات النظام منها.

- إنشاء منطقة إقامة دائمة لفرقة مدرعة روسية في منطقة "جورين" ونشر فوج مدفعية فيها
- إنشاء ثكنة عسكرية في جبل "زين العابدين" بريف حماة تضم قوات حرب إلكترونية وسطع وتشويش وتنصت، بالإضافة إلى نصب عدة راجمات صاروخية متطورة من طراز "سميرتش واوراغان 27 " تستطيع أن تغطي ناريًا عمق 90كم.

- نشر مجموعات صغيرة قوامها ضباط قيادة وسيطرة بكل قوات النظام، ومن مستوى قائد كتيبة وما فوق وخاصة في المناطق الساخنة في كل أنحاء سوريا.

- الانتشار الكبير للقوات الروسية في مطار "كويرس" بعد أن ساهمت الضربات الجوية الروسية إلى حد كبير بفك الطوق عنه، ويعتبر الآن مطار "كويرس" ثالث أكبر قاعدة عسكرية روسية في سوريا، حيث يضم قوات برية قوامها كتيبة قوات خاصة وكتيبة مشاة وثلاث كتائب دفاع جوي من ثلاث طرازات مختلفة/س200+بوك2+بانتسير س1/ ، إلى جانب محطات رادار متطورة لكشف الأهداف الجوية على مسافات كبيرة جدًا، بالإضافة إلى اعتبار مطار "كويرس" مهبط احتياطي للطائرات الروسية العائدة من شرق سوريا.

- انتشار مخابراتي كبير في شمال سوريا انطلاقًا من مطار القامشلي، بالإضافة إلى نصب محطات تنصت وكشف جوي ضمن المطار من أجل التمويه على وجودها.

- السيطرة وسط مطار "الشعيرات" وتمركز مروحيات قتالية من عدة طرازات، إلى جانب سرية قوات خاصة روسية تمركزت مؤخرًا، بهدف العمل كمجموعات إنزال.

- السيطرة على بعض اجزاء مطار "التيفور العسكري"، وتمركز عدد من المروحيات القتالية فضلًا عن تمركز وحدات خاصة من القوات البرية هناك.

- انشاء قاعدة عسكرية كبيرة ضمن مدينة تدمر، وتعتبر من خلال حجمها رابع أكبر قاعدة روسية في سوريا حيث تضم قوات هندسية وقوات خاصة ويوجد ضمن القاعدة نقاط انطلاق للمروحيات العسكرية، بالإضافة إلى مفارز ونقاط عسكرية منبثقة من هذه القاعدة حول تدمر.

- نشر وحدات وقطعات مدفعية متطورة في الغوطة الشرقية شرق منطقة البحارية، مؤخرًا لزيادة الفعالية النارية أثناء التمهيد الناري لقوات النظام باتجاه حوش "نصري دوما".

- نشر مجموعات قيادة برية من ضباط رفيعي المستوى في كل الفرق البرية السورية مؤخرًا أكبرها في الفرقة التاسعة في الصنمين بريف درعا،و تمتلك هذه المجموعات القرار العسكري بالكامل.

- استقدام المزيد من الطائرات الضاربة سوخوي 24 وسوخوي34 إلى مطار حميميم، بالتزامن مع نصب منظومة دفاع جوي جديدة في طرطوس من طراز س300 لتأمين القوات الروسية وقطع الأسطول من أي هجوم جوي على مسافة 250كم.

- الاعلان عن إرسال الحاملة "كوزينتسوف" و6 مدمرات بحرية أخرى وزوارق مرافقة سريعة لها إلى شرق البحر الأبيض المتوسط "المياه الاقليمية السورية"، فضلًا عن القطع البحرية الموجودة أصلًا أهمها الطراد المدمر "موسكفا" وغواصات نووية وأخرى تقليدية.