الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"مينا مات".. جريمة تحت عجلات ميكروباص: صيدلى الزيتون دفع حياته ثمنا لسائق بلطجى سحله 250 مترا.. صور

المجنى عليه
المجنى عليه

انطلق الدكتور مينا بسيارته من منطقة الزيتون متوجها إلى عمله بإحدى الصيدليات بمنطقة عين شمس كعادته اليومية إلا أن القدر كتب نهاية حياته على يد سائق متهور يتعاطى مخدرات سحله ودهسه أسفل عجلات سيارته تفاصيل تلك الجريمة البشعة ترويها أسرة المجنى عليه.

مينا مجدى شاب فى العقد الثانى من العمر فى السنة الأخيرة بكلية الصيدلة جامعة عين شمس الكل يشهد باخلاقه دائما ما كان يحلم بيوم التخرج من الجامعة حتى يصبح طبيبا صيدليا مثل والده الذي توفى هو ووالدته لينتقل للإقامة لدى عمته بصحبة أشقائه ليعيشوا فى أحضانها وتقدم للمجتمع ثلاث اطباء صيادلة.

تفاصيل تلك الجريمة البشعة ترويها منى شكرى عمة القتيل الذي تم سحله ما يقرب من 250 مترا فى منطقة جسر السويس لم يكتف سائق الميكروباص بسحله وقام بدهسه بسيارته تحت عجلات القيادة .

قالت عمة الصيدلي لـ" صدى البلد"، إن المجنى عليه كان فى يوم الواقعة ذاهب إلى الصيدلية الذى يعمل بها بمنطقة عين شمس فى تمام الساعة السادسة ونصف ليلا، لم تمر دقائق على خروجه تلقيت اتصالًا من شخص يخبرها أن أبن شقيقها عمل حادث، حاولت خلال المكالمة معرفة حالته الصحية وانقطع الاتصال.

وأضافت ": أعتقد فى تلك اللحظة أن المتصل كان يوهمنى بالواقعة، لكي يستولى علي متعلقاتى أو خطفى، وبعد لحظات دق هاتف الجوال الخاص بشقيقته الدكتورة ماريان وفوجئنا خلالها بأحد الاصدقاء يخبرنا بالحادث، وهنا لم استطع التصرف وتلعثمت الكلمات على لسانى وشعرت بأن قدمي لم يحمل جسدى من ثقله.

تتابع: توجهت انا والدكتورة ماريان مسرعين الى مكان الحادث لنجد « مينا» غارقًا فى دمائه ومسحول على الاسفلت لم اتحمل المشهد، ولم أشعر بنفسي بعدها الا وانا داخل قسم شرطة الزيتون، لإجراء التحريات اللازمة ، و استعنت خلالها بأصدقاء « مينا» الذين كانوا متواجدين فى الحادث.

سحل 250 مترا
تصمت عمة الصيدلي برهة من الوقت والدموع تنهمر من عينها لتروي تفاصيل الحادث المأساوي": اثناء وصولنا الى منطقة جسر السويس اخبرني خلالها الشهود بالواقعة قائلين: ان المجنى عليه كان يقود السيارة بهدوء واثناء القيادة احتكت سيارته مع سائق الميكروباص، وبعدها فوجئنا بالمتهم يترك السيارة ويقوم بتوجيه لكمات الصيدلي، حتى انهمر الدماء من وجهه، فى تلك الوقت لم يقم الطبيب الصيدلي بتوجيه ضربات للسائق وكل ماقاله": انا مش هكلمك علشان انا مش بلطجي وهنروح قسم الشرطة وكل واحد هياخد حقه بالقانون.

تكمل عمة القتيل حديثها : قام المتهم مسرعًا الى سيارته واستل قطعة حديدية و ضرب المجنى عليه حتى انهمرت الدماء من رأسه وأثناء تدخل المارة مكث المتهم يوجه السباب والشتائم لهم، وبعدها توجه السائق الى السيارة ليترك مكان الواقعة ويهرب، فى تلك اللحظه وقف المجنى عليه امام السيارة قائلًا له": مش رايح اسيبك تمشي غير لما تيجي الشرطة وكل واحد ياخد حقه احنا هنا فى دولة قانون مش بالبلطجة" وبعدها قام المتهم بدهس المجنى عليه بعجلات سيارته وفر مسرعًا من مكان الواقعة .

تسطرد عمة المجنى عليه ": بعد قيام المتهم بدهس « مينا» تعلقت ملابسه فى السيارة وسحله ما يقرب من 250 مترا، وهنا كان يتواجد الركاب داخل السيارة ومكثوا يقولوا له اقف انت دهسته بالعربية ولم يستطيعوا ايقافه حتى اصطدم بسيارة اخرى وتوقف ليتمكن الأهالي من ضبطه .

تسكت عمة القتيل لحظات ويمر شريط الذكريات امامها وتتذكر ابن شقيقها وتقول : كان حلم حياته أن يكون صيدليا و دائمًا يردد انا هطلع زي بابا لكي يكمل مسيرته وبالفعل اجتهد وحقق حلمه حتى أصبح طبيبا صيدليا.

قصة كفاح
ترجع عمة الصيدلي المسحول بذاكرتها الى الوراء وتقول": توفى شقيقي منذ عدة أعوام وترك ثلاث 3 ابناء «مينا و ماريان ، مكثت فى تربيتهم وبطبيعة عملي كمدير مدرسة علمتهم وكانوا دائما بيطلعوا من الاوئل ومكثت معهم طيلة تلك الفترة فى تربيتهم حتى حصلوا على كلية الصيدلة تخرجت ماريان وشقيقتها منها وأصبحوا اطباء صيادلة ومينا كان فى أخر سنه دراسية.

حلم الصغر
الابناء الثلاثة كان حلم حياتهم انهم يصبحوا مثل والدهم ليكملوا مسيرته فى الصيدلة ، وبالفعل تحقق تلك الحلم أمام عيني ، حتى تخرجوا وشقيقتهم الكبرى سافرت الى الخارج ومكث معي هنا « مينا وماريان» ليكملا مسيرة والدهم.

اخر كلمات الصيدلي المسحول
منذ عدة أسابيع فوجئت بـ « مينا» يقول انا هبدا اجهز فى نفسي واستقر علشان عايز اتجوز يا عمتى انا مش هنسي وقفتك جنبي انا وخواتى بعد أن توفى والدي وتحملتى المسؤولية ولم تتركينا.

وفى نفس السياق تلتقط الدكتورة ماريان شقيقة الصيدلي اطراف الحديث قائلة": انا عايزة حق اخويا ومن المفترض اننا فى دولة قانون وانا واثقة من العدالة انها هتجيب حقه .. وحقه مش هيضيع.. وهو حاليًا فى الامجاد السماوية.

ابتسامة الحزن
وسط حالة من الحزن تبتسم الدكتورة ماريان شقيقة الصيدلي وتقول": انا لو كنت مسؤلة فى مصلحة السجون هعمل قسم خاص لمعالجة المتهمين وبالاخص تلك الظاهرة التى انتشرت فى المجتمع بعد علمي بأن المتهم يتعاطى المخدرات.

انهت شقيقة المجنى عليه كلامها لصدى البلد قائلة : انا بشكر النائب العام وفريق التحقيق على سرعة تحقيقاتهم فى القضية واحالة المتهم للجنايات ولكن بطالب سرعة انهاء القضية داخل اروقة المحاكم.


تقرير الطب الشرعى
تسلمت نيابة حوادث غرب القاهرة الكلية، تقرير الطب الشرعى لطالب كلية الصيدلة ، والذى أكد أن الإصابات الموجودة به جائزة الحدوث وفقا لاعترافات المتهم وتبين وجود 21 إصابة فى جثة المجنى عليه وكسر فى 8 اضلع بالقفص الصدرى.

واظهر تقرير المعمل الكميائى وجود آثار تعاطى مخدرات للمتهم انه يتعاطى جوهر الحشيش وأمر المستشار عبد الرحمن شتلة المحامى العام بإحالة المتهم لمحكمة الجنايات بتهمة القتل العمد مقترنة بتعاطى المخدرات.

وفى أقل من 24 ساعة قررت نيابة حوادث غرب القاهرة الكلية، إحالة المتهم الى محكمة الجنايات و نسبت النيابة للمتهم تهمتى القتل العمد وتعاطى المخدرات.

وكشفت تحقيقات النيابة ، أن الواقعة بدأت بمشادة كلامية بين سائق الميكروباص المتهم "س ع"، والمجنى عليه "م ج"، بسبب الخلاف على أولوية المرور مما تسبب فى اصطدام السيارتين ووقوع تلفيات بسيارة المجنى عليه.

وأكدت التحقيقات أن المشادة الكلامية تطورت وقام المتهم بتوجيه لكمات فى وجه المجنى عليه أدت إلى إصابته بكدمات متفرقة مما دفع القتيل إلى الوقوف أمام سيارة المتهم لمنعه من الهروب حتى تحضر الشرطة لتحرير محضر بالواقعة إلا أن المتهم سحل القتيل لمسافة 250 مترا حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.

واسمتعت النيابة خلالها إلى أقوال الشهود من مستقلى السيارة الذين أكدوا صحة الواقعة وقيام المتهم بسحل المجنى عليه لتلك المسافة بالإضافة إلى الاستعانة بكاميرات مراقبة شركة المصرية للاتصالات التى أظهرت ارتكاب الجريمة.

واعترف المتهم فى التحقيقات، بانه أثناء ارتكاب الواقعة كان تحت تأثير مخدر "الحشيش" وأن الواقعة بدأت بمشادة كلامية مما دفعنى للانتقام منه.

وتلقت الأجهزة الأمنية بالقاهرة، بلاغًا من أهالي منطقة جسر السويس، يفيد بضبط سائقًا، دهس طالبًا، إثر وقوف الضحية أمامه، عندما اعترض على محاولة السائق الهرب بعد احتكاك سيارتهما على الطريق، أمام سنترال مصر الجديدة.

وانتقلت الأجهزة الأمنية، وكشف فحص رجال المباحث والمعمل الجنائي، عن أن مشادة كلامية وقعت بين المجني عليه والسائق المتهم بسبب اصطدام سيارة السائق بسيارة المجني عليه من الخلف.