الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ملف خاص عن سيناء في العدد الجديد من "ذاكرة مصر" بمكتبة الإسكندرية

صدى البلد

أصدرت إدارة المشروعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية، اليوم، الثلاثاء، العدد الحادي والثلاثين من مجلة "ذاكرة مصر"، والذي يضم ملفًا خاصًا عن مدينة سيناء.

وأوضح ملف صادر عن المكتبة اليوم، أن العدد يتضمن موضوعًا بعنوان "معبد سرابيط الخادم- حتحور؛ سيدة الفيروز"، للدكتور هشام حسين. وتعد حتحور واحدة من أهم وأشهر المعبودات في مصر القديمة؛ المعبودة الأولى في منطقة مناجم الفيروز بجنوب سيناء، حات-حر اسمها الذي يعني "بيت حورس"، صورت منذ بداية الأسرات الفرعونية على هيئة البقرة (الرمز الحيواني المقدس)، وشيد لها العديد من المقاصير والمعابد في الوجهين البحري والقبلي في سيناء، وهي معبودة الحب والجمال والموسيقى، وسيدة الأعالي وربة الفيروز.

وتابع الملف أنه ومنذ بداية الأسرات اهتم الفراعنة بمناجم الفيروز والنحاس الموجودة في قلب سيناء، حيث أرسلت البعثات التعدينية لاستكشاف المناطق والأماكن المتميزة للتنقيب، وكانت منطقة سرابيط الخادم من أهم تلك المناطق التي اشتهرت قديمًا وحديثًا. خلال العصور الفرعونية المختلفة توجه اهتمام بعثات التعدين الفرعونية إلى سرابيط الخادم، وبلغ هذا الاهتمام ذروته خلال عصر الدولة الحديثة؛ حيث تم التوسع في استخراج الفيروز الحجر نصف الكريم، وتم بناء معبد حتحور الأثري الفريد والمتميز.

وسرابيط الخادم هي من أهم وأشهر المناطق الأثرية والسياحية بجنوب سيناء، ويتناول هذا الموضوع الطرق المؤدية للمعبد، وتاريخ إنشاءه، وعمارته، ولوحات المعبد، والأعمدة الحتحورية التي يتميز بها المعبد، والنقوش السينائية المكتشفة داخل المعبد، ومناجم الفيروز، وبعثات التعدين.

وفي موضوع بعنوان "ثلاثون عامًا من الحفائر في المدخل الشرقي لمصر: حفائر سيناء واكتشاف التاريخ المصري العسكري"، يقول الدكتور محمد عبد المقصود إن عملية الكشف عن آثار المدخل الشرقي لمصر ودراسة إقليم شرق الدلتا وقناة السويس بدأت خلال أواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر، بالتزامن مع مشروع حفر قناة السويس العالمية لبعثة آثار فرنسية برئاسة الأثري الفرنسي جان كليرا.

وكانت المحاولة الأولى للكشف عن معالم طريق حورس القديم بين مصر وفلسطين. وعلى هذا الأساس تم إنشاء متحف آثار الإسماعيلية كأول متحف إقليمي لعرض الآثار المكتشفة وقت حفر قناة السويس. وكان للظروف والأحداث السياسية والعمليات العسكرية التي مرت بها سيناء لعدة حروب بين الجيوش العربية وإسرائيل أثر كبير في توقف حفائر سيناء. وتعرضت آثار المدخل الشرقي لمصر بعد احتلال سيناء 1967 لسنوات من التنقيب غير الشرعي للبعثات الإسرائيلية، وكانت حرب أكتوبر 1973 نقطة فاصلة في تاريخ الكشف الأثري بسيناء. وبعودة سيناء للسيادة المصرية واستعادة آثار سيناء من إسرائيل كان لا بد من القيام بمشروع حفائر مصرية بسيناء لتعويض ما فات.

ويتناول الدكتور سامي صالح عبد المالك من خلال العدد موضوع قَلْعَة صلاح الدين بجزيرة فرعون في سَيْنَاء، والتي تتمتع بتاريخ حافل وموغل في القدم؛ فهي تتمتع بموقع متميز على فوهة خليج العَقَبَة، التي تطل على البحر الأحمر بخليجيه ومضايقه، وهي بذلك الموقع الثغري المتميز قد شدت الانتباه، فشيد عليها العسكريون في العصور الوسطى قَلْعَة حصينة قامت بدور الحارس الأمين على بوابة البحر الأحمر، وأصبحت ثغرًا بحريًّا لمِصْر وبلاد الحِجَاز والحَرَمين الشريفين خاصة في عهد صلاح الدين الأيوبي، حيث استعار نار حروب الفرنج ببلاد الشام، وامتداد حدود مملكتهم في بيت المقدس حتى مدينة أَيْلَة (العَقَبَة)، فلعبت هذه القَلْعَة دورًا بارزًا خلال العصر الأيوبي في صياغة تاريخ وأحداث هذه المنطقة