الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كارثة.. المياه الجوفية ونباتات الحلفا تحاصران أثار منف فى ميت رهينة.. صور

صدى البلد

أول عاصمة لمصر والمسجلة ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي..هكذا تعرف "منف" التي كانت مدينة عظيمة بمعابدها وقصورها الرائعة..هي أيضا "ميت رهينة" التي أصبحت بتاريخها "رهينة" المياه الجوفية ونباتات الحلفا والحشائش التي حاصرتها وأثارها المتبقية وتغولت عليها وتهددها بأضرار كثيرة.

وزارة الآثار أعلنت سبتمبر الماضي انتهاء مشروع تطوير المنطقة الممول من خلال دعم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وجمعية أبحاث مصر القديمة بالتعاون مع جامعة يوركفيلندن، حيث بدأ المشروع أغسطس ٢٠١٥ في إطار إتفاقية تعاون مشترك موقعة بين مصر وأمريكا تحت عنوان "الاستثمار المستدام لقطاع السياحة في مصر" بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بمبلغ ٩ ملايين و٢٠٠ ألف جنيه مصري.

مشروع تطوير جبانة منف جاء بهدف إعادة إحيائها مرة أخري، وتضمن إنشاء مسار جديد للمواقع الأثرية بمنف، وتوثيق المواقع الأثرية بمنف وتوصيفها من خلال أرشيف مصور متكامل، وتوثيق الحالة الراهنة للمواقع مع تحليل مدى تأثير الظروف البيئية على الأثر كالمياه الجوفية، وتسجيل توصيات لحل هذه المشكلات على المدى القصير والبعيد لصيانة وحفظ هذه المواقع الأثرية الهامة.

وتضمن المشروع أيضًا تنظيف وتوثيق المواقع الأثرية وتحسين المرافق، حيث تم وضع مقاعد للراحة ووضع سِلال للمهملات،كما تم إصدار كُتيب إرشادي ودليل للزوار وإطلاق موقع إلكتروني علي شبكة الإنترنت، وتطوير شملت ٨ مواقع أثرية هي مقصورة رمسيس الثاني ومعبد سخمت ومعبد رمسيس الثاني ومعبد حتحور وبيت أبيس ومقابر كبار الكهنة ومقصورة سيتي الأول والبوابة الغربية لمعبد بتاح الكبير.

ورغم أن الوزارة إحتفلت في 24 سبتمبر الماضي بانتهاء المشروع، إلا أن المواقع الثمانية لم تفتح للزيارة حتي الآن، وذلك بسبب إنتشار المياه الجوفية ونباتات الحلفا بشكل كبير في تلك المواقع وحولها، وهي الأزمة التي تعاني منها المنطقة منذ سنوات طويلة، ورغم جهود بذلتها المنطقة للقضاء علي تلك المشكلة إلا أنها مستمرة حتي الآن.

وقد قامت كاميرا موقع صدي البلد بجولة في المنطقة لاستطلاع حالها الفعلي علي أرض الواقع، خاصة ال 8 مواقع التي تضمنها مشروع التطوير، وهي مقصورة رمسيس الثاني ومعبد سخمت ومعبد رمسيس الثاني ومعبد حتحور وبيت العجل أبيس ومقابر كبار الكهنة ومقصورة سيتي الأول والبوابة الغربية لمعبد بتاح الكبير،وقد وجدناها جميعها غارقة في نباتات الحلفا التي نمت بشكل مخيف حولها، والمياه الجوفية التي أصابتها في أجزاء كثيرة منها بأضرار أقلها الأملاح التي ترسبت عليها كثيرا، ومعبد حتحور تسببت المياه الجوفية في محو ملامح عدد من تيجان أعمدته علي شكل المعبودة حتحور.

توجهنا بالسؤال إلي إبراهيم رأفت مدير عام منطقة آثار ميت رهينة عن ما رأيناه، وقال لنا إنهم يقومون بعمليات تنظيف من وقت لآخر للحشائش ونباتات الحلفا كذلك البعثة الأمريكية التي نظفت المعابد تماما من الحشائش، لكنها عاودت النمو مرة أخري وهذا يحدث كلما نظفناها.

وتابع: سنخاطب قطاع المشروعات لبدء ترميم أحجار ومكونات المعابد التي تضررت من المياه الجوفية خاصة معبد حتحور ورمسيس، حيث أن المياه الجوفية تمثل المشكلة الأكبر التي تعيق تطوير المنطقة علي نطاق أوسع، كما أنها تعطل إفتتاح ما تم من أعمال تطوير للمعابد علي يد البعثة الأمريكية بالتعاون مع وزارة الأثار، حيث تسعي الوزارة جاهدة لإحتواء مشاكل المنطقة وحلها.

من جانبه قال عصام خميس مدير آثار ميت رهينة إن مشكلة معابد المنطقة أنها منخفضة عن مستوي سطح الأرض، مما جعلها تتأثر كثيرا بالمياه الجوفية خاصة من الأراضي الزراعية والمنازل المحيطة بها، وهذه المياه أثرت بالسلب والأضرار علي المعابد، وهناك مشروع صرف صحي سيبدأ قريبا في ميت رهينة ربما يحل المشكلة ولو بشكل جزئي البلد، خاصة أن لجنة حضرت للمنطقة لتفقدها وبحث مسارات خطوط الصرف الصحي.

وتابع: المياه الجوفية تؤخر افتتاح المنطقة رسميا وتؤثر علي الآثار، وقد كان هناك مصرف أنشأته الآثار قديما لصرف المياه فيه وتقليل أضرارها علي الأثار، لكن الأهالي يلقون فيه القمامة والمخلفات بشكل سيئ مما أدي لامتلائه بها "وإتسد وما بقاش يقوم بوظيفته"، ومعالجة مشكلة المياه الجوفية مكلفة وأقترح أن تتم دعوة اليونسكو للمساهمة في تطوير المنطقة بما فيها أزمة المياه الجوفية كما حدث في الهرم وأبو الهول.