الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انيسة حسونة قاهرة السرطان.. الطبيب أخبرها بقرب وفاتها.. والنائبة ترفع شعار «لا تراجع ولا استسلام».. تقرير

صدى البلد

توقع أنيسة حسونة، عضو مجلس النواب، اليوم، السبت، كتابا عن رحلة إصابتها بمرض السرطان بعنوان "بدون سابق إنذار"، بأحد فنادق القاهرة بجاردن سيتي، تروى فيه حسونة جميع تفاصيل إصابتها ومقاومتها للمرض وكيفية التعايش معه حتى انتصرت عليه.
 
الكاتبة أنيسة حسونة، عضو مجلس النواب، كشفت عن مفاجأة حول إصابتها بمرض السرطان، موضحة في تدوينة عبر صفحتها الشخصية على موقع "فيس بوك"، إصابتها بالمرض منذ عام، وروت تفاصيل الواقعة ومعاناتها معه.


"حسونة" تصرخ: لماذا أصابنى أنا السرطان؟
وقالت "حسونة"، في منشورها: "في مثل هذا الوقت من العام الماضي جلست أستمع في ذهول للطبيب الذي نصحني بترتيب أموري المادية وغيرها قبل موعد مغادرتي المحتوم لهذه الحياة، لم أفهم كلماته حينها أو أستوعبها فانزلقت بوقعها القاسي على إدراكي، وكأنها قطرات ماء تنزلق على زجاج دون أن تترك به أثرا، بينما ظللت جالسة أمامه في سكون وزوجي والبنات مثلي، وعقلي يدور بسرعة 360 درجة في الثانية بين مختلف الاحتمالات، وأنا غير مصدقة أن ذلك يحدث لي في الواقع، وأنني قد أصبت بهذا المرض الخطير فعلا".

وأضافت النائبة: "استمريت في النظر إلى وجهه وهو ما زال يتحدث وأنا أتساءل في ذهني ماذا أفعل هنا؟ لا بد أن هذه الإشاعات وتقريرها يخصان مريضة أخرى، وأن خطأ ما حدث بتسليمها لي كما يحدث في الأفلام السينمائية، وأن شخصا سيفتح باب الغرفة فجأة ويعتذر عن هذا الخطأ الجسيم، ويخبرني أن نتائج الأشعة الخاصة بي سليمة وأنني على ما يرام، وبالتالي نتنفس الصعداء ونغادر جميعا المركز الطبي سعداء ونعود لحياتنا العادية، ويمكنني بعد ذلك أن أضيف هذه القصة إلى محصول القصص الكوميدية التي نحكيها عما يحدث لنا".

وتابعت: "عندما خرجت جزئيا من حالة الذهول التي أصابتني بدأ ذهني يتساءل لماذا أصابني أنا السرطان؟ وكيف؟ ولماذا أنا بالذات؟ فأنا لم أتسبب في إيذاء أحد طوال حياتي وعاملت الناس دائما بالحسنى كما أحب أن يعاملوني وكنت دائما ودودة لأن الابتسامه صدقة، فهل الإصابة بهذا المرض عقاب على ذنب ارتكبته؟ أم أن معاناتي المتوقعة ستكون في ميزان حسناتي وتقلل من ذنوبي في الآخرة؟ أيا كان الأمر فأنا لا أرغب أن أكون مصابة بالسرطان، وبينما أدرك أنني يمكن أن أغادر الحياة في أي لحظة ولأهون سبب، ولكني لا أريد أن أعرف أن مصيري قد أصبح محتوما قريبا بسبب المرض".

وطرحت "حسونة" مجموعة من التساؤلات: "هل معنى ذلك أنني لن أعيش لأشاهد أحفادي يكبرون وأفرح بنجاحهم؟ وماذا سيجرى لي نتيجة العلاج شديد الوطأة والذي أسمع أنه يهاجم الخلايا السليمة مثلما يهاجم الخلايا الخبيثة؟ وهل سأحتمل نظرات الشفقة ممن يحيطون بي؟ وهل ذهبت أحلامي بشأن خططي المستقبلية مع عائلتي أدراج الرياح؟ وهل سأستطيع مواجهة الناس بحقيقة مرضي أم سأخشى مثل الكثيرات الخروج علنا للحديث عن مرضي ومعاناتي خوفا من استهجانهم أو دهشتهم؟".

وأكملت: "بعد صمت طويل وتردد أطول لشهور طويلة قررت أن أتصرف بطبيعتي وأواجه مخاوفي من احتمال عدم تقبل الآخرين لمظهري الجديد بعد خضوعي للعلاج من مرضي المفاجئ، فالكثير ممن حولنا يتوقعون منا أن نظل دائما في أحسن صحة وحال رافضين قبول أي علامات ضعف أو مرض علينا، وكأنه من قدر النساء في عالمنا أن يتحملن آلامهن في صمت حتى يستطيع الآخرون أن يستمروا في الاعتماد عليهن باطمئنان كالعادة، ولذلك فإنه اعتمادا على الدعم المستمر من عائلتي استجمعت شجاعتي بعد أن سئمت التظاهر بأن كل شيء على ما يرام، وقررت أن أشارككم تجربتي الواقعية مع مرض السرطان الخطير، والذي فتح صفحة جديدة غامضة في حياتي وحياة عائلتي وغير من مظهري وجوهري بتأثير العقاقير والجراحة وجلسات العلاج الكيمياوي".

وأشارت "حسونة" إلى أنها جاهدت نفسها طويلا للتظاهر بأن كل شيء يسير كالمعتاد: "أؤمن الآن أن الوقت حان لكي أخرج إلى العلن وأفتح لكم قلبي بشأن قصتي مع السرطان، وماذا حدث فيها وما هو مصيري المنتظر وفقا لما يظنه الأطباء، وأعتقد أن هذه المصارحة الشخصية التي تستلزم قدرا كبيرا من الشفافية تساعدني على مواجهة الحياة بشكل أفضل، فأنيسة ستظل كما هي في نظر من يحبونها، فإصابتها المرضية لن تغير فيما ترغب فيه من هذه الحياة بل ربما ستعيد ترتيب أولوياتها بشكل أفضل وأكثر واقعية، وتفتح آفاقا جديدة للاستمتاع بنعم الحياة الكثيرة في فترة أقصر بينما تدق ساعة العمر".

النائبة تتحدى المرض اللعين
وقالت "حسونة": "أملي أن تسهم تجربتي الخاصة في إعلام الآخرين بالمزيد عن هذا المرض الخبيث وزيادة الوعي حوله، وربما تلهم البعض الآخر من المصابين به بضرورة الاستمرار في مكافحته مهما كانت الظروف، وفي جميع الأحوال فأنا لن أستسلم، ولن أرفع الراية البيضاء أمام هذا المرض مهما كانت خطورته؛ فأنا لم أشبع من أحفادي بعد، ولم أحتضن وأُقبل بنتيَّ بما فيه الكفاية، وأحزن على ما سيفوتني من مُتع صغيرة كثيرة كنت أدخرها لرحلاتنا المُقبلة معًا، ولا أرغب في أن أختفي من حياتهم بعد، فحياتي هي حياتهم، والعمر ليس له قيمة بدون وجودهم حولي ومعي".

محطات فى حياتها
أنيسة عصام حسونة، كاتبة وباحثة سياسية ونائبة بمجلس النواب المصري، من مواليد القاهرة عام 1953، تخرجت في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.

بدأت عملها كملحق دبلوماسي بوزارة الخارجية المصرية، ثم عملت لمدة أربعة عشر عامًا في مجلس الوحدة الاقتصادية العربية - جامعة الدول العربية، ثم شغلت منصب مدير عام "منتدى مصر الاقتصادي الدولي"، ثم ببنك مصر إيران للتنمية كمساعد المدير العام، لتعمل بعد ذلك كمدير عام لمنتدى مصر الاقتصادي الدولي. وهي محاضرة أيضًا في المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية المصرية والمعهد المصرفي التابع للبنك المركزي المصري.

شغلت العديد من المناصب، منها منصب أمين صندوق المجلس الاستشاري لمؤسسة “IDEA ” الدولية لمنطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا حول التحول الديمقراطي، كما تشغل أيضا منصب عضو مجلس الإدارة وأمين صندوق "جمعية الباجواش المصري للعلوم والشئون الدولية"، وهي المنظمة الحاصلة على جائزة نوبل لعام 1995، وعضو في العديد من الهيئات الاستشارية للفكر والحريات والمرأة في مصر والوطن العربي والعالم، فهي مؤسسه لـ"نساء من أجل السلام عبر العالم" في سويسرا.

كما عملت كعضو للهيئة الاستشارية لمؤسسة "الفكر العربي" ببيروت، وعضو المجلس الاستشاري "لمنتدى البدائل"، وعضو الغرفة التجارية الأمريكية بالقاهرة، ورئيس مجلس أمناء "مؤسسة مصر المتنورة" التي تعمل على دعم قيم المواطنة وحرية التعبير وحقوق المرأة وهي عضو مؤسس في "Think Tank for Arab Women"، وعضو مؤسس في المنتدى العربي للمواطنة في المرحلة الانتقالية.

وتدرجت فى المناصب حتى وصلت لمنصب المدير التنفيذى لمؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب، كما أنها أول امرأة تُنتخب لمنصب نائب رئيس المجلس المصري، وقد تم اختيارها من مجلة "أرابيان بيزنس" عام 2014 في قائمة أقوى 100 امرأة عربية على مستوى العالم.

صدر قرار جمهورى من الرئيس السيسى بتعيينها فى البرلمان ضمن القمة الـتى تضم 28 عضو بمجلس النواب، وذلك يوم 31 ديسمبر عام 2015.