الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مؤتمر ميونخ للأمن.. إذا ذكر الإرهاب ذكرت الدوحة وطهران.. وتميم يدافع عن الإرهاب داخل المؤتمر.. وخلافات موسكو وواشنطن تطغى على الاجتماعات

مؤتمر ميونخ
مؤتمر ميونخ

  • مظاهرات في ألمانيا تطالب بطرد تميم
  • تميم يدافع عن الإرهاب في مؤتمر لمكافحة الإرهاب
  • حرب التصريحات بين روسيا والولايات المتحدة وتبادل الاتهامات
  • مكماستر: إيران تقود شبكة متنامية للإرهاب في المنطقة
  • قضايا المناخ والهجرة غير الشرعية تغذي الإرهاب

تواصل مدينة ميونخ الألمانية استضافة الدورة الـ54 لمؤتمر الأمن من 16 إلى 18 فبراير الجاري، بحضور رؤساء 21 دولة وحكومة، وأكثر من ثمانين وزير خارجية ودفاع، وحوالي ستمائة مدعو من المديرين في شركات عالمية والأكاديميين وممثلي منظمات المجتمع المدني، وبمشاركة سامح شكري، وزير الخارجية.

وجاءت الأزمات التي تشهدها المنطقة وانتشار الجماعات الإرهابية في قمة أولويات المؤتمر، لتشير بأصابع الاتهام إلى نظام قطر ودوره في مد الجماعات الإرهابية بالتمويل، لينعكس هذا على الشارع الألماني.

واعترضت مظاهرة ألمانية حاشدة، الثلاثاء موكب أمير قطر تميم بن حمد أثناء دخوله إلى فندق "بايرشير هوف"، مقر انعقاد جلسات مؤتمر ميونخ للأمن، مطالبين بعدم مشاركته في جلسات المؤتمر.

وهتف المتظاهرون ضد نظام قطر ووصفوه بالإرهابي، وطالبوا مسئولي المؤتمر باتخاذ إجراءات رادعة ضد أمير قطر وحكومته وضرورة التصدي لدعم وتمويل قطر للإرهاب.

وردد المتظاهرون عبارات شجب واستنكار ضد حكومات أوروبا بسبب تسترهم على جرائم قطر وعدم اتخاذ إجراءات حازمة ضد سياسة قطر في نشر الإرهاب في العالم، كما رددوا عبارات تتضمن رفض استغلال الاستثمارات القطرية كذريعة للصمت على جرائم قطر.

تصدر المظاهرة عدد من المحامين الألمان وبعض الشباب الألماني وعدد من ممثلي المنظمات الحقوقية يتزعمهم المحامي ميشيل مولر الذي أكد تواصل المظاهرات ضد مؤتمر ميونخ للأمن بسبب السماح بحضور أمير الإرهاب واستضافته ضمن فعاليات المؤتمر.

وذلك بعدما تجرأ بن حمد آل ثانى ودافع عن الأيديولوجيات المتطرفة وبرأها من المسئولية عن الإرهاب.

وبحسب قناة "سكاي نيوز"، اعتبر أمير قطر خلال كلمة ألقاها على هامش الدورة 54 لمؤتمر "ميونخ" للأمن أن الشعوب بدأت تفقد إيمانها بحكوماتها ولا تجد وسيلة للتغيير سلميا.

كما استضافت ميونخ، الخميس، مؤتمرا تحت شعار أوقفوا دعم وتمويل قطر للإرهاب، وشارك في هذا اللقاء خبراء قانون ألمان وعدد من الباحثين في قضايا الإرهاب، بهدف الضغط على الرأي العام الأوروبي، للضغط على البرلمانات الأوروبية، لتضغط بدورها على حكوماتها، لاتخاذ إجراءات محددة للتعامل مع قطر الداعمة للإرهاب في المنطقة العربية والعالم.

وتم خلال المؤتمر عرض مجموعة من الصور واللقطات التي قال المنظمون إنها تشكل إدانة لقطر وتورطها في تمويل جهات تعتبر إرهابية من قبل مجموعة من الدول، وطلب بعض المشاركين فرض عقوبات مالية على شخصيات قطرية، فيما طالب آخرون بإلغاء تنظيم قطر لنهائيات كأس العالم عام 2022.

وناقش المؤتمر اتخاذ إجراءات قانونية ضد قطر، إذ سيتم تقديم أدلة للمحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة قطر ومسئوليها على دعم الإرهاب، وأيضا على قضايا الفساد التي أوصلت الدوحة لاستضافة كأس العالم، بالإضافة إلى مقاطعة الغاز القطري في أوروبا، الذي من شأنه إيقاف قطر عن دعم الإرهاب.

فيما أشارت أصابع الإتهام أيضا إلى إيران، وذلك لدورها في تأجيج النزاعات الإقليمية وتدعيمها المستمر للجماعات الإرهابية في المنطقة، بالسلاح والعتاد، فضلا عن قيام الحرس الثوري الإيراني بالعديد من العمليات في سوريا والعراق واليمن.

قال هربرت رايموند ماكماستر، مستشار الأمن القومي الأمريكي، اليوم، السبت، إن إيران تبني وتسلح شبكة قوية على نحو متزايد من الوكلاء في دول مثل سوريا واليمن والعراق.

وأضاف خلال المؤتمر: "ما يثير القلق بشكل خاص هي شبكة الوكلاء هذه التي تكتسب المزيد والمزيد من القدرة فيما تزرع إيران المزيد والمزيد، من الأسلحة المدمرة في هذه الشبكات".

وتابع ماكماستر: "ومن ثم حان الوقت الآن في اعتقادي للتصرف ضد إيران".

حمل مستشار الأمن القومي الأمريكي، هربرت ماكماستر، إيران المسئولية عن انتشار الإرهاب والفتنة في الشرق الأوسط، معتبرا أن الوقت الآن هو للعمل ضد طهران.

وشدد ماكماستر على أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يزال عند موقفه القاضي بأن الصفقة النووية التي وقعتها طهران مع الدول الكبرى، معطلة - في إشارة إلى الاتفاق النووي الإيراني.

كما ألقت الأزمة الأخيرة المثارة بين روسيا والولايات المتحدة بظلالها على المؤتمر، والتي جاءت بعد توجيه الاتهامات إلى 13 مواطنا روسيا وثلاث شركات بالتآمر لتزوير انتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة لصالح ترامب، واتهم ثلاثة منهم أيضا بالاحتيال المصرفي وخمسة آخرين بسرقة هويات، يشار إلى وجود يفجينى بريجوجين، وهو صديق مقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بين المتهمين.

الاتهامات التي وصفها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بأنها ثرثرة، ورفض الرد عليها، لأن تصريحات السلطة الأمريكية كانت متناقضة، وقال لافروف إن نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس وإحدى المسئولات في وزارة الأمن الداخلي الأمريكية أكدا أنه لم تؤثر أي دولة على نتيجة الانتخابات الأمريكية.

من جهته، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي هربرت ريموند ماكماستر في ميونخ أن الأدلة ضد روسيا،لا يمكن دحضها، وأضاف: "ينبغي على روسيا إعادة تقييم ما تقوم به لأنه بكل بساطة غير مجد"، مشيرا إلى أن الجمهوريين والديمقراطيين متحدون عندما يتعلق الأمر بفرض عقوبات على الروس.

ونقلا عن وكالة "نوفوستي" الروسية"، أعرب دان كوتس، مدير المخابرات الوطنية الأمريكية، خلال المؤتمر، عن اندهاشه من إنكار روسيا ما وصفه بالحقائق الموثقة.

وبخصوص الأزمة الأمريكية مع كوريا الشمالية وإيران، تحدث وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل عن ضرورة كبح جماح كوريا الشمالية ووقف مشاريعها النووية، في حين دعا المجتمع الدولي إلى الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران، وطالب الولايات المتحدة بألا تتنصل منه، وحث الولايات المتحدة أيضا على التعاون مع المجتمع الدولي حتى لا تكون لإيران الهيمنة في المنطقة ولا تزعزع الاستقرار، داعيا في السياق نفسه إلى إيجاد حل سياسي في سوريا واليمن.

وعلى صعيد آخر، ناقش المؤتمر القضايا المتعلقة بمشاكل المناخ والهجرة والنزاعات، وشغلت حيزا مهما من جدول أعمال المؤتمر، وهاجم التقرير صراحة انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من اتفاق باريس بشأن المناخ وعدم اعتبار تغير المناخ خطرا أمنيا ضمن استراتيجية الأمن القومي الأخيرة.

ويذكر التقرير بأن الأعوام 2017 و2015، و2016 تعد الأعوام الثلاث، التي سجلت خلالها أعلى درجات الحرارة منذ بدء تسجيل درجات الحرارة، وأنها أيضا أكثر الأعوام التي شهدت مجموعة من الكوارث الطبيعة، وأشار التقرير إلى العلاقة الموجودة بين تغير المناخ والصراعات، حيث ذكر أن ظاهرة تغير المناخ تعد بمثابة عنصر يسبب إثارة المزيد من الصراعات، وجاء في الفصل الخاص بالقارة الإفريقية والهجرة من تقرير الأمن بأن الاستمرار في العديد من الصراعات المسلحة طويلة الأمد، كان سببًا رئيسيًا للهجرة والتهجير والجوع.

كما أضاف رئيس مؤتمر ميونخ الدولي للأمن، فولفجانج ايشنجر، أن أفريقيا وأوروبا تتشاركان تحديات أمنية كبيرة، ويجب على الجميع التعاون من أجل إيجاد حلول فعالة خاصة بشأن أزمة الهجرة إلى أوروبا والإرهاب العابر للقارات.