الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تأسيس مركز الفكر الأشعرى و6 أسباب دفعت الأزهر لاختيار المذهب منهجا له فى التدريس والإفتاء و«جعفر»: مركز الإمام الأشعري بموريتانيا يكافح التطرف ويتبع نفس المنهج

مشيخة الأزهر
مشيخة الأزهر

الأعلى للأزهر يوافق على إنشاء وتأسيس مركز الفكر الأشعرى
الأزهر يجوب المحافظات للتعريف بالفكر الأشعري
6 أسباب دفعت الأزهر الشريف لاختيار المذهب الأشعري
«جعفر»: مركز الإمام الأشعري بموريتانيا يكافح التطرف



وافق المجلس الأعلى للأزهر، على إنشاء مركز الفكر الأشعري بالجامع الأزهر، ليكون منارة للمنهج الوسطى.

ومن المنتظر أن يقوم هذا المركز بجهود محاربة الفكر المتطرف ونشر صحيح الدين من خلال المنهج الأشعرى الذى يقوم على الأزهر فى التدريس والتنوير بصفته وسطيا لا يكفر الغير.

وأكد الدكتور يسري جعفر، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر بالقاهرة، ونائب رئيس مركز الفكر الأشعري، أن هناك أسباب متعددة لاتخاذ المنهج الأشعرى منهجا للدراسة بالأزهر، أهمها اتساع المذهب ليشمل الجميع دون تكفير أو إقصاء لأحد حتى المخالفين، وهو ما جعل الأزهر الشريف يختار المذهب الأشعري والطريقة الماتوردية اللذان يشكلان مذهب أهل السنة والجماعة.

وعدد "جعفر"، خلال المحاضرة الأولى ضمن سلسلة المحاضرات التي ينظمها مركز الفكر الأشعري التابع للأزهر الشريف، للطلبة الوافدين بمدينة البعوث الإسلامية، بحضور كثيف من جانب الطلاب والطالبات، الذين أبدوا إعجابهم بالمحاضرة، مطالبين بتكرارها مرة أخرى، الأسباب التي دفعت الأزهر الشريف لاختيار المذهب الأشعري والماتوردي، لمناهجه المختلفة، بالمعاهد الأزهرية، ولكليات العقيدة وأصول الدين.

وقال إن السبب الأول لاختيار المنهج الأشعري: أن أبو الحسن الأشعري تربي في كنف المعتزلة لمدة ثلاثين عاما، وبعدها ترك المعتزلة وانضم لأهل السنة والجماعة، ليضع قواعد جديدة تحمي مذهبه، مشيرًا إلى أن الله صنع هذا المذهب على عينه لخدمة لهذه الأمة.

وتابع: هذا الرجل دخل المعتزلة ليتعلم منهم العقيدة، ثم علم أن العقل وحده لا يفيد، فتركهم، واخذ ينظر وتعلم على يد أبو محمد، عبدالله بن كُلّاب، ونظم المذهب على منهاج هذا الرجل، حيث أكد أن العقائد تُبنى على النص والعقل، ولكن العقل يخدم النص، فالأدلة من النص يخدمها العقل، فالأشعري اتبع منهج السلف ولم يحدّث كما أدعى البعض، ولم يبتدع أمرًا جديدًا،ولكنه جمع أقوال الصحابة والتابعين وأصّل لها بالأدلة النقدية والعقلية.

أما السبب الثاني: فهو أن الإمام الاشعري لم يكفر أحدًا حتى من خالفوه في الرأي، حتى أنه قال في بداية أشهر كتبه "مقالات الإسلامين واختلاف المصلين"، لا نكفر أحد من أهل القبلة، على عكس الخوارج والشيعة والمعتزلة، وهو ما أثنى عليه علماء الأمة، منوها أن الأزهر بدوره يعلم أبناءه ألا يكفروا أحدا، فهو يغلق باب التكفير حتى لا تنفتح أبواب الجحيم وتراق الدماء، وهو ما لا يعلمه البعض الذين يطالبون الأزهر بتكفير داعش.

أما السبب الثالث: أن هذا المذهب تتسع دائرته، فالشافعية والحنفية وفضائل الحنابلة، على مذهب الأشاعرة والماتوردية وفقهاء الأمة وعلمائها؛ مثل فخر الدين الرازي وفي عصر المتأخرين مثل جلال الدين السيوطي، وأبو بكر الباقلاني، وإمام الحرمين أبو المعالي الجويني وغيرهم، كلهم من الأشاعرة، الذين كتبوا في مختلف العلوم، مثل علم النفس والتربية والحديث والصوفية والحب الإلهي.

والسبب الرابع: أن هذا المذهب استمر على مر العصور مع مراعاة الظروف والمتغيرات، مثل المذهب الشافعي الذي غير مذهبه بين العراق ومصر، فتغير المذهب بين أبو بكر الباقلاني قديما وأبو حامد الغزالي حديثا، ولكنهم في مختلف الأحوال خدموا القرآن والسنة، والسبب الخامس: أن العقيدة الأشعرية، تبدو بسيطة للعوام، وتوافق الفطرة السليمة، فهي تتحدث بلغة بسيطة يفهمها الجميع، والسبب السادس: أن المذهب الأشعري يجمع بين النقل والعقل، فلا يطغي أحدهما على الآخر، وهو النهج العام لأهل السنة والجماعة.

وأكد جعفر في محاضرته أنه لا فارق كبير بين مذهبي الماتوردية والأشعرية، والاثنان يمثلان مذهب أهل السنة والجماعة ويعبران عن وسطية الإسلام وسماحته، مشيرًا إلى أن الجميع أدرك الآن قيمة الأزهر ووسطيته، وجاءوا إليه باعتباره قبلة العلماء، وكعبة العلم.

يقوم المركز الأشعري على محورين؛ الأول علمي يعتمد على الدراسات، والثاني للتعريف بالمذهب للوعاظ وللمتخصصين، ويضم بين أجنحته؛ قسم للتواصل، وقسم للدعوة، وقسم لمتابعة المناهج، وقسم متخصص في الأبحاث، يسعى لانشاء مكتبة بديلة عن المكتبة الوقفية التي حذفت كتب المُتكلمين، مقابل كتب معينة، وهو ما يعتبر خيانة للعلم والعلماء.

كما أطلق مركز الفكر الأشعري بالأزهر الشريف سلسلة ندوات في المحافظات للتعريف بالمنهج الأشعري، والرد على الاستفسارات والأسئلة الخاصة به، وستناقش الندوات أيضا الفكر الماتريدي، ومنهج علماء الحديث الملتزمين بالمنهج الأزهري.

ومن جهته، قال الدكتور يسرى جعفر، أستاذ العقيدة والفلسفة، ومدير مركز الفكر الأشعرى، أن المركز يستهدف خلال الفترة المقبلة تدشين العديد من الندوات فى شتئ محافظات الجمهورية، وذلك من أجل التعريف بالفكر الأشعرى، وتوضيحه لعموم الناس.

وأضاف: أن الندوات ستتضمن تعريف جمهور المواطنين بطبيعة الفكر الأشعرى والذى يقوم على إعمال العقل واحترام الأحكام الثابتة فى الشريعة والسنة، وكذلك للرد على الاستفسارات حول ..لماذ أختار الأزهر الفكر الأشعرى منهج له طوال مسيرته؟.

وتابع: أن الندوات لن تقتصر على مختلف المحافظات، بل ستتطرق إلى الجامعات وفى مقدمتهم جامعة الأزهر والفروع التابعة لها، ومدينة البعوث الإسلامية ، ومدرسي المواد الشرعية، من أجل رسم الصورة الكاملة حول الفكر الأشعري لطلاب الأزهر المصريين وغير المصريين من الطلاب الوافدين.

وأوضح ، أن ندوات المركز تستهدف إلى جانب التعريف بطبيعة الفكر الأشعرى، ايضا التأكيد على براءة حقيقية وتعاليم الإسلام والشريعة الإسلامية من الأفكار المتطرفة والأعمال الإرهابية، التى تستخدمها الجماعات المتطرفة تحت شعار الإسلام، والدين منها براءة، وذلك من خلال تجنيد الشباب بأفكار ومفاهيم مغلوطة لتنفيذ تلك المخططات الخبيثة التي تهدد سلامة واستقرار المجتمعات مستغلين جهل البعض منهم بصحيح الإسلام، وذلك من خلال الرد على أسئلة المواطنين.

وثمن الدكتور يسرى جعفر، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، مدير مركز الفكر الأشعري بمصر، جهود الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، على عمله الدؤوب وإخلاصه لإنشاء مركز في موريتانيا، وذلك من أجل التصدي لكافة الأفكار المختلفة لمنهج الأزهر ومعالمه سواء كانت متشددة باسم الإسلام أو متحللة منه كالتيارات العلمانية والحدثية وغيرها.

وقال "جعفر" فى بيان له: إن مركز الإمام الأشعري المزمع تدشينه فى موريتانيا ينتهج نفس فكر المركز الذى أمر شيخ الأزهر بإنشائه كإحدى الهيئات التابعة بمشيخة الأزهر الشريف.

أوضح "جعفر"، أن المركز في مصر سيعمل بالإضافة إلى مكافحة الأفكار المتطرفة على نشر الفكر المعتدل ويعتبر الفكر الأشعري منهجًا متميزًا في قضية تجديد الخطاب الديني، وذلك من خلال المحافظة على أصول الدين وثوابته والأصول الشرعية.

وتابع : تجديد الخطاب الديني، يتبلور فى إنشاء خطاب وسطي معاصر يعبر عن صحيح الإسلام ويتصدى لدعاة تجديد الخطاب الديني على غير أسس تراعى الأصول من ثوابت الدين وأصوله.