الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ترامب يستخدم خطة "فرق تسد" مع مثلث روسيا والصين وإيران..هل تخون موسكو طهران من أجل صفقة مع واشنطن.. وهل سيضم "الحزام الواحد" الصيني الولايات المتحدة

صدى البلد

*روسيا والصين وإيران هم اللاعبون الأساسيون في "القرن الأوراسي"
* هنري كيسنجر هو العقل المدبر الحقيقي للسياسة الخارجية الأمريكية
* "الدولة العميقة" هي العائق الأول أمام ترامب
* الصين ترد على تعريفة ترامب بتعريفه مضادة

أشار هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق إلى أن السياسة الخارجية الأمريكية سوف تستخدم استراتيجية "فرق تسد" مع بكين وموسكو وطهران، ولكن هذا ربما تكون له نتائج عكسية.

نشرت صحيفة "SCMP" الصينية تقريرا حول تلك السياسيات التي تحدث عنها كيسنجر، وبدأت هذا التقرير بأن الصين وروسيا وإيران هم اللاعبون الـ3 الأساسيين في ما يسمي بـ "القرن اليورو-آسيوي" أو "القرن الأوراسي"

وقالت الصحيفة إن دونالد ترامب قد يلعب دور "الجوكر" أو الأحمق أو المحتال، كل ذلك يمكن الاختلاف حوله، لكن يبقى السؤال كيف يستطيع ترامب أن يهدد ويقسم هذه الدول في سبيل جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى.

وأضافت إن استراتيجية هنري كيسنجر مستشار السياسية الخارجية غير الرسمي لترامب، هي مزيج بين "توازن القوى" و"التقسيم والحكم"، وذلك عن طريق إغواء روسيا بالابتعاد عن الصين كشريك استراتيجي، إبقاء الصين في حالة من الترقب، والاستمرار في مضايقة إيران.

ولكن هذا ربما تكون له نتائج عكسية، مع إعادة ضبط العلاقات الأمريكية الروسية، ما مدى احتمالية أن تؤدي حميمية العلاقة بين بوتين وترامب إلى حدوث معجزة في العلاقات الأمريكية الروسية؟.

وأوضحت الصحيفة أن ترامب بدأ بالفعل في مواجهة أجهزة المخابرات الأمريكية، لكن الدولة العميقة في الولايات المتحدة والمتمثلة في المجمع "العسكري-الصناعي" الذي يمتلك السلطة بغض النظر عن ماهية الحزب الحاكم، يتطلب دائما تهديدا وجوديا ليستمر في العمل، وهذا التهديد الوجود وفقا للبنتاجون هو روسيا.

لذا كل شيء سيتحدد وفقا لقدرة ترامب في التأثير على الدولة العميقة، حيث تنطوي إستراتيجية كيسنجر على وجود علاقات أوثق مع روسيا، بينما يبقى من غير المرجح أن تخون موسكو إيران، فضلا عن أن الاستمرار في هذه الاستراتيجية لن يؤدي إلا إلى تفاقم الصراع بين ترامب والدولة العميقة.

لكن لعبة ترامب المقاصية التي تقضي بعدم توقيع المزيد من العقوبات الأمريكية على روسيا في مقابل انضمام روسيا للحرب الأمريكية ضد إيران، لا تزال في الأفق.

هناك تفاؤل حذر في موسكو بأن ترامب سيتجه في نهاية المطاف إلى السير برفقة روسيا في مشروعها اليورو-آسيوي، حيث تربط بيكين الاقتصادات بشبكة تجارية تسمى "الحزام الواحد".

روسيا وإيران تعملان في سوريا جنبا إلى جنب، كما قامت روسيا بحملة نشطة لإدخال إيران في منظمة شنجهاي للتعاون، وهي مجموعة الأمن الإقليمية، كذلك التجارة الثنائية من الطاقة إلى السكك الحديدية إلى التعدين والزراعة، ومن المقرر أن تتخلص روسيا وإيران من الدولار الأمريكي وتستخدم الريال والروبل في التجارة، مما يعني تجاوز السلاح الأمريكي المعتاد وهو العقوبات، وبالتالي فإن خيانة طهران غير مطروحة بالنسبة لموسكو.

أكدت الصحيفة أن ترامب لا يستطيع، إعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي الذي وقعه أعضاء مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا في عام 2015، في ظل التزام طهران بكافة تعهداتها، كما لا يستطيع ترامب تحطيم إيران كما وعد في حملته الانتخابية، لذا كان من الأفضل لترامب ترك جنرالاته المصابين بالـ "إيرانوفوبيا"، والاستماع إلى المجلس الوطني الإيراني الأمريكي في واشنطن، الذي يفهم حقا رهان طهران في سوريا والعراق وأفغانستان، وكذلك الحرب الباردة المتقلبة بين إيران والسعودية.

وعلى الجانب الصيني سيصطدم ترامب بالقمة القادمة للاقتصادات الـ5 الرائدة في الأسواق الناشئة (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب أفريقيا)، في شيامن جنوبي الصين، وسيسعى المضيفون لمزيد من التكامل الاقتصادي.

كما يتعين على جنرالات ترامب أن يخبروه بأن الولايات المتحدة الأمريكية لا تستطيع تحمل الحرب في بحر الصين الجنوبي أو غرب المحيط الهادئ، وكما أخبره مستشاريه أن تايوان وبحر الصين الجنوبي هما أولويتان لبكين.

وفي الوقت نفسه قالت الخارجية الصينية "إن مبدأ الصين الواحدة، هو مبدأ غير قابل للتفاوض.

ومن الناحية الاقتصادية هناك تعريفة 45% قد يتم فرضها على المنتجات الصينية، وحصص الاستيراد المحتملة، كما استنتج علماء الاقتصاد الصينيين أن الولايات المتحدة الأمريكية ستكون هي الخاسر الأكبر في أي حرب اقتصادية.