الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

موائد الرحمن بإمبابة.. خلية نحل تعمل للفوز بإفطار صائم.. فيديو وصور

صدى البلد

ساعات قليلة تفصلنا عن مدفع رمضان، فتبدأ البيوت المصرية في التحضير لسفرة رمضان التي يضعون عليها مختلف الأطعمة التي تشتهيها الأنفس، فيما ينتظر آخرون، موائد خاصة، من أجل لقمة هنية، لا يمنعهم عن تناولها في منزلهم سوى عجزهم المادي.

"موائد الرحمن" أحد أهم هبات الشعب المصري للبسطاء في رمضان، يتسابق عليها العائلات لتقديم أفضل ما لديهم، يتزاحم الشباب في تحضير الكراسي والطاولات تجهيزا لها، ينادي أصحاب الموائد على من يعرفونه ولا يعرفونه من المحتاجين مائدة هذا العام.

وفي أحد شوارع إمبابة، وقبل ساعات من أذان المغرب، بمجرد دخولك الحارة، تشعر كأنك داخل خلية نحل، كل منهم يعرف دوره وما يجب أن يؤديه بسرعة قبل الأذان، رائحة الطعام تفوح من منازل المنطقة، تتنافس ربات البيوت على تقديم أفضل ما لديها، تشارك الفتيات في شراء الخضروات واحتياجات المطبخ.

شباب المنطقة يعملون بيد واحدة، يحضرون العصائر، قبل لحظات من رفع الأذان، الكراسي منظمة ومرتبة على أكمل وجه استعدادا لاستقبال روادها.

الحر والصيام لم يرهق أهالي إمبابة، تتساقط نقاط العرق من جبين أحد الرجال العواجيز، إلا أن الإصرار على إكمال مهمته تدفعه لمسح جبينه وإتمام عمله.

المارة بالمكان يرمقون إعداد المائدة في نظرات كلها فخر، يود كل منهم أن يساهم في هذه التحضيرات، كلا منهم يشعرك بمجهوده كأنه يقوم بتحضير مائدة منزله، استعدادا لاستقبال ضيوفه.

النشاط والهمة في تحضير مائدة الرحمن لا يقتصر على أول يوم فقط، بل تتقاسم العائلات والأسر أدوارها ومهامها طوال الثلاثين يوما من الشهر الكريم، يحرصون دوما على تنويع الأطباق، وبابتسامة يستقبلون ضيوفهم على المائدة، دون تباهي أو استياء.

تنوع الأطباق ووفرتها يشعرك أنك وسط أغنى الأسر والعائلات، حيث أن كرم ومودة الأسر البسيطة أضفى إلى المائدة غنى ورفاهية تضاهي غيرها من موائد الرحمن في أرقى الأماكن.