الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رمضان فى الصين.. يسمى «باتشاي».. المسلمون يصلون أولا ويعودون للإفطار.. وأبرز الأكلات «لحم الضأن المشوي والبطيخ».. وطائفة «الإيغور» يخضعون لرقابة مشددة ويواجهون أزمة فى المنتجات الحلال

صدى البلد

  • رمضان فى الصين
  • يبلغ عدد المسلمين حوالي 20 مليونا يتركزون في شمال غرب البلاد
  • يأكلون أولا قليلا من التمر ويصلون المغرب ويعودون للإفطار
  • المطبخ الصيني يخلو من الكوليسترول فلا يستعملون الدهون في الأكل
  • مسلمو الأويغور في شمال الصين يخضعون لرقابة مشددة
  • أحد التحديات التي تُواجه مسلمي الصين هي "المنتجات الحلال"

للمسلمين فى شتى أنحاء العالم، طقوس فريدة، يتميزون بها خلال صيامهم شهر رمضان المبارك، ونسلط الضوء فى هذا التقرير على المسلمين فى الصين.

يسمى شهر رمضان في الصين باسم "باتشاي"، ويبلغ عدد المسلمين هناك حوالي 20 مليون مسلم يتركزون في شمال غرب البلاد.

تنتشر المساجد وتحيط بها المطاعم الإسلامية، التي تنشط في رمضان وتقدم الحلويات الرمضانية المشهورة في الدول العربية والإسلامية، بجانب أكلات وحلويات المطبخ الصيني الذي يخلو من الكوليسترول، نظرا لأنهم لا يستعملون الدهون في الأكل.

يشمل رمضان في المجتمع الإسلامي الصيني، المناطق ذات التجمع الانفرادي للمسلمين أو يشكلون أغلبية سكانية، وهذا يشمل منطقة نينغشيا ذاتية الحكم ذات الأغلبية السكانية من قوميه الهوى، إحدى الـ56 قومية التي تتكون منها الصين، وهي أكبر القوميات المسلمة العشر في الصين، إضافة إلى منطقة شينجيانغ ذات الأغلبية من قومية الويغورية المسلمة ذات الحكم الذاتي المستقل أيضا.

وحسب الإحصائيات الرسمية، يشكل المسلمون يشكلون حوالي 20 مليون مسلم مقارنة بالتعداد السكاني الهائل المكون لدولة الصين (ربع سكان العالم، مليار و300 مليون نسمة).

المسلمون الصينيون عند دخول وقت الافطار يأكلون أولا قليلا من التمر والحلوى ويشربون الشاي بالسكر والبطيخ، وعقب ذلك يتوجهون إلى المساجد القريبة لصلاة المغرب، وبعد الانتهاء يتناولون الفطور مع أفراد العائلة.

أما عن المسلمين أنفسهم فهم يتعايشون مع طائفة "الهان"، أكبر مجموعة عرقية في الصين، وفي المناسبات الدينية، يقدم هؤلاء المسلمون لجيرانهم من " الهان" أطعمتهم التقليدية وفي نفس الوقت يعطي "الهان" بدورهم الهدايا لجيرانهم من المسلمين.

ومن أقدم المساجد في بكين العاصمة، نجد مسجد "نيوجيه" الذي بني منذ ما يقرب من 1000 عام، ومسجد "دونغ سي" الذي يعود تاريخ بنائه إلى 500 عام، وقد تم تجديدهما عدة مرات خلال 50 عامًا.

وبحلول شهر رمضان، يبدأ الدعاة وأئمة المساجد في إلقاء دروس للمسلمين حول تعاليم القرآن وآداب السنة النبوية، خاصة تلك التي ترتبط بالصيام وأخلاق الصائمين.

ويوجد في الصين حوالي 1000 مطعم ومتجر للأطعمة الإسلامية، ومن أشهر الأطعمة التي تنتشر في رمضان بين المسلمين في رمضان لحم الضأن المشوي، ويحرص المسلمون أيضا على تبادل الحلوى والتمر والشاي.

أما فوانيس رمضان، فهي تعد من أشهر السلع التي تصدرها الصين للعالم العربي والإسلامي، فهي بدأت منذ القدم إذ استخدمها الناس في الانارة وكذلك لتزيين المنازل والأحياء السكنية ولكنها تحولت إلى عادة واستمر الناس عليها كل عام وبناء علية تحولت فوانيس رمضان إلى تجارة كبيرة.

تعرف الصين خمس ديانات رئيسية وهي "البوذية نسبة إلى بوذا، والداوية نسبه إلى داو، والطاوية، والإسلام، والمسيحية؛ وبالأخص المسيحية الكاثوليكية".

الأويغور في الصين
في منطقة شينجيانغ، شمال شرقي الصين، يخضع الأئمة، ودخول المساجد، وتعليم القرآن، وارتداء الحجاب من قِبَلِ النساء، وترك اللحية من قِبَلِ الرجال وحتى الحجاج إلى مكة، لرقابةٍ مشددة، ويعيش في هذه المنطقة المستقلة ذاتيًّا نحو 9 ملايين من الأويغور، الفئة المسلمة الناطقة بالتركية.

هذه الرقابة - المفروضة في صورةِ لوائحَ يصعب تلبية شروطها، ومتناقضة أحيانًا - والمخاوف المرتبطة بها، لم تتوقف عن الزيادة خلال العقود الماضية.

يَعتبر الأويغور أن أرضهم التاريخية، تركستان الشرقية، محتلة مِن قِبَل عِرْق الهان، الذي كان يُمثّل أفراده 6% عام 1949، والذين وصل عددهم اليوم إلى 41%، في حين أن الأويغوريين الذين يُمثّلون اليوم 45% من سكان المنطقة كانوا يُمثّلون 75% عام 1955.

المسلمون الصينيون ليسوا مهاجرين قُدامى أو وافدين جُدد إلى الصين -كما هو الحال في بعض المجتمعات الأخرى- إنما هم مواطنون صينيون أصليون في هذه الدولة.

والمُلاحظ في السنوات الأخيرة هو ظهور مشاكل وأزمات تُواجه المجتمع الإسلامي داخل الصين، حيثُ يسعى المسلم الصيني إلى الحفاظ على هويته الدينية، وفي نفس الوقت لا يُعارض الهوية الوطنية الصينية، والتي لا تزال تُثير القلق لدى السُلطات الصينية، وخاصة في غرب الصين التي تُثار فيها النزعات العِرقية والانفصالية، فمن بين 56 قومية تُكوّن طوائف الشعب الصيني، يوجد 10 قوميات تعتنق الدين الإسلامي، ويتمركز أغلبهم في غرب وشمال غرب الصين، وتحدث عِدة اضطرابات بين وقت وآخر؛ بسبب شعور المسلمين بالتمييز ضدهم.

أحد التحديات التي تُواجه مسلمي الصين هي "المنتجات الحلال"، حيث ظهر لدى السلطات الصينية اتجاه قوي لحظر الكثير من المنتجات الحلال في الأسواق، بالإضافة إلى التشديد على المطاعم الصينية.

كذلك إصدار السلطات الصينية العام الماضي مرسومًا بحظر الأسماء ذات المدلول الديني مثل: إسلام وقرآن ومكة والمدينة المنورة وحج.

وكانت عِدة منظمات دولية خاصة بحقوق الإنسان مثل منظمة "Human Rights Watch"، ووكالات أنباء قد نشرت تقارير حول رغبة السلطات الصينية في السيطرة والتحكم في الحياة الشخصية وعادات المسلمين الدينية مثل: رغبتها في تقييد صيام شهر رمضان، وارتداء الملابس الخاصة بالنساء مثل: النقاب والحجاب.