الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مخاوف من فشل القمة المنتظرة بين ترامب وكيم جونج أون.. تصريحات بومبيو وبنس تثير جدلاً عالميًا وتشعل غضب كوريا الشمالية.. وكلمة السر "جون بولتون"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

  • مخاوف من فشل القمة المنتظرة بين ترامب وكيم جونج أون
  • جدل عالمي بعد تصريحات بومبيو وبنس الأخير حول القمة المنتظرة
  • الصحف الأمريكية تلقى باللوم على مستشار ترامب للأمن القومي 

شهدت الساحة الدولية في الآونة الأخيرة جدلًا شديدًا بعدما ألمح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ومستشاره للأمن القومي، جون بولتون، بأن القمة المرتقبة بين ترامب وزعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، في 12 يونيو المقبل، لن تنعقد مالم توافق بيونج يانج على نزع كامل للسلاح النووي، في حين خرج نائب ترامب، أمس الاثنين، ليؤكد أن بلاده لم تستبعد الخيار العسكري ضد كوريا الشمالية من أجندتها، لافتًا إلى أن الرئيس الأمريكي قد ينسحب من القمة لأن كوريا الشمالية شككت فيها.

هذه التصريحات أثارت غضبًا واسعًا داخل كوريا الشمالية بالتحديد، الأمر الذي جعلها تصدر بيانَا يوم الأربعاء الماضي للتعبير عن ذلك، ونُشر البيان عبر وكالة الأنباء الرسمية في البلاد، بينما اتهم نائب وزير الخارجية الكوري الشمالي، كيم كي جوان، الولايات المتحدة بإصدار بيانات متهورة، مشيرًا بأصابع الاتهام مباشرةً إلى بولتون، والذي قال عنه نائب وزير الخارجية الكوري الشمالي في بيانه: "نحن لا نخفي شعورنا بالاشمئزاز تجاهه".

وأضاف جوان: "حاصرتنا الولايات المتحدة، وطالبتنا من جانب واحد بنزع سلاحنا النووي، ولن تكون لدينا أي رغبة في التفاوض»، مشيرًا إلى أنه سيتعين على كوريا الشمالية إعادة النظر في المشاركة في القمة المرتقبة مع الرئيس الأمريكي الشهر المقبل، والمقرر انعقادها في سنغافورة".

تحت عنوان "لماذا تخرج قمة كوريا الشمالية وأمريكا عن المسار"، فندت مجلة "فوكس" الأمريكية في تقرير لها، أمس الاثنين، الأسباب التي تجعل هذه القمة في مأزق حقيقي، بيد أنها أشارت إلى أن هذا الأمر يعزوا في المقام الأول إلى الرئيس الكوري الجنوبي، مون جيه إن، حيث إنه بذل جهودًا مضنية لجلب ترامب وكيم جونج أون على طاولة المفاوضات من خلال تقديم وعودًا ضخمة وكبيرة للجانبين لدرجة أنه رأي أن ترامب مستحقًا لجائزة نوبل.

وقالت الشبكة إن المشكلة مون جيه إن لا يستطيع تغيير حقيقة أن أهداف الولايات المتحدة وكوريا الشمالية مختلفة تمامًا عما تبدو عليه، مشيرةً إلى أن محاولات الزعيم الكوري الجنوبي كانت مناورة لإقناع ترامب بعدم شن الحرب على كوريا الشمالية، وهي الحرب التي ستقشل بالتأكيد، لذلك سيجتمع ترامب مع مون جيه إن اليوم الثلاثاء للتباحث حول هذا الأمر وإصلاحه.

ونقلت مجلة "فانيتي فير" الأمريكية عن مصادر مسئولة بوزارة الخارجية الأمريكية قولها إن ترامب أخطأ في تقدير خصمه كيم جونج أون، وأن مطالب واشنطن بأن تتزع بيونج يانج السلاح النووي بشكل كامل لن تؤثر في الزعيم الكوري الشمالي بحيث لن يتمثل لها على الإطلاق.

وأشارت المجلة إلى أن ترامب فاشل للغاية في قراءة شخصية كيم جونج أون وفسر أهدافه بشكل خاطئ، وقد ساعده في ذلك مون جيه إن، الذي أوحى لترامب أن كيم جونج أون مستعد لنزع السلاح النووي، في حين أفادت مصادر مطلعة بأن ترامب شعر بالصدمة والغضب الأسبوع الماضي عندما أصدر كبير المفاوضين النوويين لكوريا الشمالية بيانًا قال فيه إن بلاده لن "تتخلص من قدراتها النووية مقابل المساعدات الاقتصادية".

هذا الأمر أكدته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية حينما نشرت تقريرًا، أمس، كشفت فيه أن ترامب يشعر بقلق بالغ إزاء القمة المرتقبه بينه وبين كيم جونج أون، وقد طلب مشوره مستشاريه يومي الخميس والجمعة الماضيين حول جدوى هذا اللقاء.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن القلق قد خيم على إدارة ترامب لأن الأخير بدا متحمسا جدا لعقد اجتماع القمة، كما يشعر المستشارون بالقلق من أن كيم قد يستفيد من هذا الحماس لتقديم وعود وضمانات يمكن خرقها في المستقبل.

وأكدت "نيويورك تايمز" أن بولتون، نصح ترامب باستخدام القمة المقبلة لمطالبة كوريا الشمالية بالتخلي عن برنامجها النووي بالكامل قبل رفع العقوبات الاقتصادية.

صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ألقت باللوم على فشل القمة على عاتق جون بولتن، مشيرةً إلى أن الجميع كان يشعر بالتفاؤل تجاهها، خاصةً بعد نجاح القمة التي عُقدت بين كوريا الشمالية والجنوبية، والتي حققت نجاحًا كبيرًا، وهو أمر مهم للغاية، ليس فقط بالنسبة للدولتين نفسيهما، أو لشبه الجزيرة الكورية فقط، وإنما أيضًا لاعتبارها مقدمة للقمة المرتقبة.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أنه في الوقت الذي أظهرت فيه كوريا الشمالية بادرة حسن نية من أجل قيام القمة، ومن أجل تسهيل إجراء القمة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية، أعلن زعيم كوريا الشمالية، كيم يونج أون، في أواخر الشهر الماضي، النهاية الرسمية للتجارب النووية التي أجرتها كوريا الشمالية، وذلك من أجل طموحه للحوار المثمر مع ترامب، ولكن خطر فشل الحوار بين بيونجيانج وواشنطن موجود دائمًا؛ حيث يرى وزير الخارجية الأمريكي الجديد، مايك بومبيو، بعد لقائه بالزعيم الكوري الشمالي، كيم جونج أون، أن أحد الأسباب التي قد تؤدي إلى فشل القمة المرتقبة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية هي عدم توافق الطرفين في توقعاتهما للقمة ونتائجها، خاصةً عندما يتعلَّق الأمر بنزع السلاح النووي، وتخفيف العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية.

ورأت الصحيفة أن ترامب حاول إصلاح ما أفسده مستشاره للأمن القومي، جون بولتون، بعد تصريحات الأخير حول تطبيق النموذج الليبي لنزع أسلحة الدمار الشامل من كوريا الشمالية؛ حيث قال ترامب: "إن الولايات المتحدة الأمريكية لا تسعى لاتباع ما يُعرف باسم نموذج ليبيا لنزع السلاح النووي مع كوريا الشمالية، معربًا عن أن اجتماعه المقرر مع كيم يونج أون ما زال ممكنًا".

واعتبرت شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية أن تصريحات ترامب جاءت مناقضة تمامًا لتصريحات بولتون، وهو ما قد يمثل عدم اتفاق في وجهات النظر حول أزمة كوريا الشمالية.