الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سبب نزول آية «فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ»

قصة آية
قصة آية

اهتم المفسرون بمعرفة أسباب نزول آيات القرآن الكريم، وألّفت كتب كثيرة في معرفة ذلك، ومن أبرزها وأقدمها ما كتبه علي بن المديني شيخ البخاري، وما كتبه الواحدي، وابن حجر، ثم ألف السيوطي صاحب الإتقان كتابا في الموضوع سماه «لباب النقول في أسباب النزول».

ويوضح «صدى البلد» سبب نزول قوله تعالى: «وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصْ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177)» الأعراف / 175-177.

المشهور في سبب نزول هذه الآيات أنَّ رجلًا من المتقدمين في زمن بني إسرائيل آتاه الله – سبحانه – عِلم الكتاب، فصار عالمًا كبيرًا، وحَبْرًَا نِحْريرًا، لكنه انسلخ من هذا العلم، ونبذ كتاب الله وراء ظهره، فتسلّط عليه الشيطان، ودفعه إلى المعاصي دفعًا، فأصبح من الغاوين، بعد أنْ كان من الراشدين المُرشدين، ففعل ما يقتضي الخذلان والهوان، فخذله الله – تعالى – وأوكله إلى نفسه، فاتَّبَع هواه، وترك طاعة مولاه، وباع دينه بدنياه، فمثله في شدة حرصه على الدنيا، وانصراف قلبه إليها كمثل الكلب لا يزال لاهثًا في كل حال إنْ حملتَ عليه، أو تركته.

وفي الآيات السابقة ترغيب في العمل بالعلم، وترهيب من تركه واتِّّباع الشيطان والهوى.