الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد هزيمة مصر من روسيا.. المشجع المتعصب يدمر أسرته ويتسبب في خراب بيته.. مجلة علمية: الأسباب نفسية.. وهذه روشتة للمرأة للتعامل مع زوجها أثناء مشاهدة المباريات

أشرف إبراهيم
أشرف إبراهيم

الحالة النفسية سبب التعصب الكروي
طارق.. مشجع متعصب: 
ضربت زوجتي بسبب عصبيتي خلال المباراة
استشارية نفسية: 
ممنوع سؤال "أنا أهم ولا الماتش"

حالة من الهوس، والشعور المبالغ فيه، يصاب به المشجع الرياضي بسبب حبه لفريق أو لاعب معين، فـ «التعصب الرياضي» مشكلة يتعرض لها الكثير داخل الوسط الرياضي، سواء أكان الفريق الذي يشجعه فائزا أم خاسرا.

ويصاب الكثير من مشجعي الكرة خاصة الرجال بنوبات تعصب، وإنفعال زائد، قد يظهر في الصوت المرتفع، والهتاف بألفاظ غير لائقة، والمشاكل والمناوشات التي عادة ما تكبر بين الجمهور، ولا تقتصر أضرارها على التجمعات فقط، فعادة ما يتسبب التعصب الكروي في مشاكل أسرية.

التعصب الكروي وتفكك الأسرة

التشجيع بحماس خلال مباريات كرة القدم، لا يعني بالضرورة الرغبة في ممارسة هذه الرياضة، كانت هذه القاعدة الأكبر بين أكثر المشجعين تعصبا خلال المباريات، فمحمد أحمد (24 عامًأ) لا يفوت مشاهدة أي مباراة بها المنتخب أو النادي الذي يشجعه، ورغم عدم ممارسته لرياضة كرة القدم إلا أنه يعتقد أن ما يشاهده كافيا لاكتساب خبرة عن هذه الرياضة.

ويعاني محمد من العصبية والانفعال خلال مشاهدة المباريات، حيث لا يشاهد مباراة إلا ويفقد خلالها أعصابه "المشكلة وأنا بشجع إني عصبي جدا وبفضل طول الماتش على أعصابي وضغطي بيعلى في الآخر، وممكن لو الفريق اللي بشجعه خسر أفضل متعصب أكتر من يوم بعدها"، حسبما قال لـ"صدى البلد".

وأثرت عصبية محمد وانفعاله على علاقته بأسرته، والتي تزداد سوءا خلال المباريات، الأمر الذي لم يختلف كثيرًا عن طارق جمال (28 عامًا) والذي تسبب في ضرب زوجته خلال انفعاله في مباراة مصر وروسيا أمس، ""كنت متعصب جدا وضربتها جامد بالغلط، وهي كانت فاكراني قاصد"، وكان هذا الخطأ غير المقصود قد تسبب في نشوب خلاف بين طارق وزوجته، ورغم عدم إكمالهما لأول عام زواج إلا أن السؤال الذي يلازمها دائمًأ "أنا أهم ولا الماتش".

هذا السؤال العابر أكثر ما يثير غضب طارق، فعندما تقارن زوجته بينها وبين المباراة يصاب بالغضب، "مبعرفش أرد على سؤال زي ده يعني ازاي يبقى في مقارنة بينها وبين الماتش، بتعصب وصوتي بيعلى ونتخانق في الآخر" كما أوضح لـ"صدى البلد".

"لما بشوف ماتش يا أكون ف استاد يا لوحدي" هكذا اعتاد أشرف إبراهيم (19 عامًأ) مشاهدة كل المباريات الذي يشجع بها فريقه المفضل، أو مباريات النوادي الأوروبية الذي يصفها بالقوية، إلا أنه يظل مشدود الأعصاب طوال التسعين دقيقة "مدة المباراة" وما قد يزيدهم من وقت إضافي، "بتعصب وأنا بتفرج على الماتشات وممكن لساني يفلت وأشتم"، كانت هذه الأخطاء التي تصدر دون عمد بسبب تعصبه الكروي السبب في عدم مشاهدته لمباريات في تجمعات أسرية، "وأنا بتفرج بتحمس وأوقات صوتي بيكون عالي"، ولكن ما يرتكبه من أخطاء كلامية وانفعال أثناء المشاهدة كان السبب في إعادة تفكيره لكيفية التحكم في العصبية.

التعامل مع المشجع المتعصب

الانفعال الزائد والتعصب، أمور لا تجيد النساء التعامل معها وتتسبب في حدوث مشاكل، "سيبيه يعمل الحاجة اللي بيحبها علشان بيحبك" كان هذا تعليق الدكتورة هالة حماد الاستشارية النفسية، عن كيفية التعامل مع الزوج العصبي، موضحة أن المرأة تجد متنفسا عن همومها في الحديث مع المقربين منها، والمزاح، والتسوق، أو حتى مشاهدة التلفزيون، فضلًا عن البكاء والذي يخفف الكثير مما تعانيه، أما الرجال فبعضهم يميل إلى الالتزام بالصمت، ووفقًا لعاداتهم الشرقية فإن الرجال لا يبكون، فيجد المتنفس الوحيد في مشاهدة المباريات.

وحددت حماد بعض الخطوات للتعامل مع الرجل المتعصب كرويا خلال مشاهداته لمبارياته المفضلة قائلة لـ"صدى البلد": "عند علمك بموعد مباراته المفضلة عليكِ تهيئة الجو المناسب، فإذا فضل مشاهدته في المنزل عليكِ ضبط القناة وتنظيف المكان وعدم دعوة أقاربك أو أصدقائك".

ونصحت حماد، بعدم الجلوس معه لمشاهدة المباراة إلا إذا طلب منك ذلك، فقد ينفعل أو يفقد أعصابه وأنتِ بجواره، أما عن الحديث فيجب عدم مقاطعة انتباهه خلال المباراة أو تشتيت انتباهه، إلا إذا كان الأمر ضروريا جدًا ويتطلب تدخله، "لا تتدللي عليه خلال المباراة، فرغم أنك الأهم سواء زوجة أو أم، ولكن وقت المباراة قد لا يكون مهما بالنسبة له أي من أحاديثك، فتصابي بالإحباط".

والنصيحة الأخيرة لـ حماد هي عدم افتعال المشاكل معه خلال مشاهدته للمباراة، خاصة سؤال "أنا أهم ولا الماتش !"، والذي سيصيبه بالتشتيت وسيعجز عن إرضائك بسبب اهتمامه بالمباراة.

أسباب التعصب الكروي

أجرى موقع "Scientific Report"، استطلاعا لمعرفة الأسباب للتعصب الرياضي واتضح أن معظمها نفسي، قائلا إن التعصب الرياضي سلوك خاطئ، يتسبب في حدوثه العديد من الأسباب، منها أن هذا التعصب يكون شحنة نفسية متراكمة، حيث يصاب المشجع بحالة نفسية سيئة بسبب قلة الوعي الرياضي، أو شعوره بأن اللعبة غير شريفة بسبب عدم ثقته في الحكام والمشرفين، أو بسبب مشاكل نفسية كـ حب الذات، وهذا النوع من الأشخاص يرفض أي رأي مخالف لرأيه.