الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الجيش الليبي يطلق عملية «الاجتياح المقدس» لتحرير الهلال النفطي.. حفتر يعلن ساعة الصفر.. واتهامات لتركيا وقطر بدعم الميليشيات المسلحة

الجيش الليبي يحرر
الجيش الليبي يحرر الهلال النفطي

  •  استعادة ميناءي رأس لانوف والسدر من ميليشيات الجصران بعد تدخل الجيش الليبي
  • رئيس المؤسسة الوطنية الليبية للنفط: عودة العمل في الهلال النفطي خلال يومين
  • أمريكا تطالب بسيطرة مؤسسة النفط الليبية والحكومة المؤقتة على الموارد الليبية الحيوية
  • محللون غربيون: الاشتباكات في الهلال النفطي الليبي يقوض اتفاق باريس والعملية السياسية


أطلق الجيش الليبي، اليوم، الخميس، عملية «الاجتياح المقدس» لتحرير منطقة الهلال النفطي، بناء على تعليمات المشير خليفة حفتر، القائد العام القوات المسلحة الليبية.

وسارع العميد أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الليبي، إلى إعلان السيطرة على ميناءي رأس لانوف والسدر بالهلال النفطي بعد قليل من إطلاق العملية.

وقالت مصادر عسكرية إن الجيش الوطني الليبي نجح في استعادة الميناءين بعد وقت وجيز على بدء عملية تحريرهما.

ونقلت وكالة الأنباء الليبية «البيضاء» عن مصدر ليبي قوله إن هذه العملية ستكون دقيقة للغاية لتجنيب المنشآت النفطية خطر الدمار والمزيد من الخراب.

وفي وقت سابق، أعلن حفتر، فجر اليوم، الخميس، انطلاق ساعة الصفر لتحرير الهلال النفطي من قبضة الجماعات الإرهابية وتطهيره منها، مصدرا أوامره لوحدات الجيش بـ «الاجتياح المقدس» لتلك المنطقة.

وجاءت أوامر حفتر بالاجتياح المقدس خلال كلمة وجهها لوحدات الجيش عبر أجهزة اللاسلكي أثناء تواجده في غرفة العمليات الرئيسية.

وقال حفتر: «الآن تدق الساعة ليتوج لها في كل الآفاق معلنة انطلاق الاجتياح المقدس لتطهير الأرض واسترداد الحق، وتقدما ماحقا لا يذر على الأرض من المعتدين ديارا».

وكانت ميليشيات إبراهيم الجضران شنت هجوما في منطقة الهلال النفطي، حث سيطرت على ميناءي رأس لانوف والسدرة النفطيين الأسبوع الماضي.

واستهدف سلاح الجو الليبي عبر ضربات جوية دقيقة 4 محاور بالقرب من البريقة، فيما أكدت مصادر انسحاب إبراهيم الجضران والمجموعات الموالية له إلى السدرة في ظل تقدم قوات الجيش الوطني الليبي، وسيطرته على راس لانوف المنطقة السكنية.

وبسطت القوات المسلحة سيطرتها على المنطقة الممتدة من راس لانوف شرقًا حتي بن جواد غربا، كما تتقدم باتجاه النوفلية بعد طرد المجموعات الإرهابية والميليشيات التي يقودها إبراهيم الجضران، كما أوقف سلاح الجو الليبي رتلا للمجموعات الإرهابية في منطقة الـ90 شرق هراوة.

ومن جانبه، قال مصطفى صنع الله، رئيس المؤسسة الوطنية للنفط للصحفيين في فيينا، في وقت سابق الخميس، إن العملية العسكرية للجيش لاستعادة الميناءين بدأت صباحا، مضيفا: «بعد يومين سوف نعاود العمل، من المأمول أن نبدأ عملياتنا».

وفي الوقت ذاته، عاد عبد الله عبد الرحمن الثني، رئيس مجلس وزراء الحكومة الليبية المؤقتة، إلى ليبيا أمس، الأربعاء، قاطعا جولته الخارجية التي كان يجريها للخارج ليقف على مجريات الأحداث في درنة والهلال النفطي.

وقال حاتم العريبي، المتحدث الرسمي باسم الحكومة، إن الثني قرر قطع جولته الخارجية ليقف عن كثب على الأحداث الجارية في درنة والهلال النفطي.

وأكد العريبي أن عودة الثني لتأكيد وضع جميع إمكانيات الحكومة المؤقتة وتذليل جميع الصعاب لصالح القوات المسلحة العربية الليبية التي تقاتل الإرهابيين في درنة والهلال النفطي الذين يعملون على تدمير المصدر الوحيد لقوت الليبية.

وأضاف أن الجولة التي كان يجريها دولة رئيس مجلس الوزراء للخارج اتسمت بالنجاح، حيث التقى خلالها العديد من المسئولين رفيعي المستوى والمهتمين بالشأن الليبي.

وفي واشنطن، قالت هيذر نويرت، المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، إن الولايات المتحدة تدين الهجمات الأخيرة التي شنتها قوات تابعة لإبراهيم الجضران على الموانئ النفطية في راس لانوف والسدرة.

وأضافت، في تغريدة لها على "تويتر": "ندعو جميع الجهات المسلحة إلى وقف الأعمال العدائية والانسحاب الفوري من المنشآت النفطية قبل حدوث المزيد من الأضرار".

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أدانت الهجوم الإرهابي من قبل جماعة «الجضران» تحت قيادة إبراهيم الجضران على موانئ النفط في رأس لانوف والسدرة، والعنف المتواصل الذي أضر بالبنية التحتية الحيوية للنفط الليبي وتعطيل صادرات النفط، ما أسفر عن خسائر بشرية ومادية.

وأكدت الولايات المتحدة أن هذه الموارد الليبية الحيوية يجب أن تبقى تحت السيطرة الحصرية لمؤسسة النفط الوطنية والإشراف المنفرد لحكومة الوفاق الوطني، على النحو المبين في قرارات مجلس الأمن الدولي رقم 2259 و2278 و2362.

وفي محاولة منه للتملص من خسائر هجومه على منطقة الهلال النفطي، أصدرت ميليشيات إبراهيم الجضران، التي يطلق عليها اسم حرس المنشآت النفطية فرع الوسطى، بيانًا تزعم فيه الدعوة لإنهاء الأزمة السياسية فى ليبيا.

وطالبت المجتمع الدولي وجميع الدول الساعية لتحقيق آمال الشعب الليبي فى الأمن والاستقرار والتنمية أن تعمل على توفير الحماية اللازمة للمواطنيين والمرشحين من محاولات إفساد العملية السياسية في ليبيا.

وأكد دعمه وبقوة إجراء انتخابات حرة ونزيهة فى أقرب فرصة ممكنة حتى تنتهي حالة الصراع.

وفي إطار متصل، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن محللين سياسيين قولهم إن الاشتباكات الجديدة في الهلال النفطي الليبي، القلب الاقتصادي لليبيا، تقوض جهود المجتمع الدولي لدفع العملية السياسية، ويمكن أن تعقد الجهود الرامية إلى سد الانقسامات العميقة.

وأضاف التقرير أنه هذا التصعيد يأتي بعد أسابيع فقط من إطلاق زعماء ليبيين متنافسين أملًا في إحراز تقدم في بلدهم الذي مزقته الصراعات بالاتفاق خلال قمة فرنسية في باريس على إجراء انتخابات على مستوى البلاد في ديسمبر القادم.

وتابع التقرير: "والاتفاق الذي أبرم مع أربعة من الأطراف الرئيسية من بينهم المشير خليفة حفتر ورئيس الحكومة المدعومة دوليًا في طرابلس، تماشى مع خطة للأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في البلاد، لكن الشكك كان عاليًا منذ البداية، ويقول خبراء أن الاشتباكات الأخيرة تؤكد ضعف التأثير السياسي على الوضع على الأرض".

وبحسب التقرير، قالت فيديريكا سايني فاسانوتي، من معهد بروكينجز في واشنطن، إن «هناك حقيقتين مختلفتين عندما يتعلق الأمر بليبيا، إحداهما هو اتفاق دولي ومؤتمرات، والعديد من الكلمات الكثيرة في السماء، والأخرى تتعلق بحقائق بسيطة على الأرض».

وفي فيديو نشر الأسبوع الماضي على وسائل التواصل الاجتماعي، قال الجضران، البالغ من العمر 35 عامًا، وهو من قبيلة المغاربة، التي تقطن بصورة كبيرة في منطقة الهلال النفطي، إنه شكل تحالفا جديدا للتحكم في ممر النفط الخام.

وفي هذا الصدد، قالت مصادر قريبة من الجيش الوطني الليبي إن تحالفًا قد تشكل بين الجضران وسرايا الدفاع عن بنغازي، الذين تم طردهم من مدينة بنغازي إلى الشرق من الهلال النفطي على يد قوات المشير خليفة حفتر الصيف الماضي.

واتهم الجيش الوطني الليبي خصومه بشن هجمات على مواقع النفط «لتخفيف الضغط على الإرهابيين في درنة»، حيث تقاتل قوات المشير حفتر ميليشيات إرهابية للسيطرة على المدينة منذ الشهر الماضي.

وازدادت الشكوك حول أحداث العنف الأخيرة أكثر، حيث قال طارق الجروشي، العضو بالبرلمان الليبي، مشيرًا إلى إيطاليا وتركيا وقطر: «تم التخطيط للهجوم من قبل أجهزة المخابرات في الدول التي لا تريد عودة الاستقرار في ليبيا».

وأضاف الجروشي: «بعض الدول لم ترحب بنتائج اجتماع باريس، خاصة قرار وضع جدول زمني لإنتخابات رئاسية وبرلمانية يمكن أن يخرج ليبيا من أزمتها الحالية».