الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمن دمياط كشف حيَلهم.. كيف يبدع المهربون في إخفاء الآثار في حاويات الأثاث.. صور

ضبطية آثار مهربة
ضبطية آثار مهربة داخل حاوية أثاث

ربما من الناحية الكتابية لا تختلف تجارة الأثاث عن الآثار، سوى بمقدار حرف واحد، لكن الاختلاف شاسع في شرعية التجارة وقيمة المكسب.

116 قطعة أثرية في حاويات الأثاث
على مدار الأعوام القليلة الماضية، باتت ظاهرة تهريب الآثار عن طريق ميناء دمياط هي الأكثر رواجا في تلك المنطقة، ولا يكاد يمر يوم واحد دون العثور على ضبطيات أثرية داخل شاحنات الميناء وحاويات الآثار.

الضبطية الأخيرة فقط، بلغت 116 قطعة أثرية تم تسليمها لوزارة الآثار من ميناء دمياط البحري، وكانت حاويات الأثاث أيضا هي الوسيلة المستخدمة في ذلك.



الميناء ثغرة المهربين
ميناء دمياط بموقعه المتميز عن باقي الموانئ كان بمثابة الثغرة للمهربين، وكثيرا ما نسمع عن ضبطيات رجال الجمارك والرقابة على الصادرات وغيرهم من الجهات المعنية للرقابة على الميناء والحد من عمليات التهريب.

ويعد ميناء دمياط هو كلمة السر وراء أغلب عمليات تهريب الآثار، خاصة داخل حاويات الأثاث الدمياطى المصدر للخارج، فمعظم الآثار المهربة تخرج من خلاله، وكذلك قليل من المخدرات كحبوب الترامادول وأشياء أخرى كثيرة من الممنوع تداولها، والتهريب يكون عبر الحاويات والبضائع والشاحنات.

بوابات بدون خدمات 
ويرجع السبب وراء ازدياد عمليات تهريب الآثار خلال الفترة الماضية بشكل ملفت من خلال ميناء دمياط، إلى استغلال تجار الآثار للميناء وتهريبها عن طريق شحنها داخل الاثاث على أساس أنها قطع أثاث وأنتيكات، وأن من أكبر الثغرات الأمنية بالميناء البوابات المغلقة الموجودة من دون خدمات، كما يتم التهريب أحيانًا عن طريق سور الميناء.



تهريب الأحياء المائية المحظور تصديرها
المهربون لم يكتفوا بالآثار فقط وهناك تهريب الأحياء المائية المحظور تصديرها أو بيعها، وآخرها إحباط محاولة تهريب لدولة العراق، حيث تمكنت مباحث ميناء دمياط، برئاسة العقيد أشرف لاشين، والرائد أحمد كيوان، وبالتنسيق مع جمارك ميناء دمياط، منذ أشهر، من إحباط محاولة تهريب الأحياء المائية المحظور تصديرها أو بيعها إلى دولة العراق، داخل حاويتين 40 قدمًا، بداخل شحنة أعشاب جافة، وزيوت طبيعية وترمس. 

وبتفتيش الشاحنة، تبين احتواؤها على كرتونة 20 كيلو من السحالي المجففة، و300 كيلو شعب مرجانية، و31 كرتونة 2900 كيلو من نجم البحر.



باحث مصريات: ميناء دمياط خادع للمهربين 
ومن جانبه، يقول أحمد سعيد، باحث مصريات، إن تهريب الآثار يتم بمختلف موانئ مصر، ولكن موقع ميناء دمياط خادع للمهربين الذين يظنون غفلة رجال الأمن عن إحكام السيطرة عليه. 

وأضاف سعيد أن من أشهر طرق التهريب لديهم استغلال شاحنات البضائع التى تضم سريرًا لراحة السائق، ويكون بداخله مخزن يسهل عن طريقه التهريب.

ومن أشهر القضايا التى تم ضبطها فى ميناء خلال العام الماضي؛ تهريب ما يقرب من 46 قطعة أثرية إلى أمريكا ودبي وقطر وإيطاليا، بعدة شحنات مختلفة على مدار العام، وتم إحباط تلك المحاولات.

600 مخطوطة أثرية 
وفى أكتوبر، من العام الماضى، تم ضبط حوالى 600 مخطوطة وكتاب أثريين، كانت مهربة إلى قطر، ونجح مركز الوحدات الأثرية بميناء دمياط في إحباط محاولة تهريب 11 قطعة أثرية نادرة بالتعاون مع وحدة جمارك الميناء، حيث تم ضبط هذه القطع داخل أربعة صناديق خشبية كانت ضمن إحدى الحاويات المصدرة إلى تايلاند وكانت مخبأة داخل شحنة للمناديل الورقية.



يقظة أمنية 
كما تمكنت الأجهزة الأمنية بدمياط من ضبط آثار مصرية قديمة تعود للعصر الفرعونى قبل تهريبها، حيث تم ضبط سيارة ربع نقل، بداخلها كرتونة بها 10 تماثيل فرعونية كبيرة الحجم أشكال مختلفة، و54 تمثالًا فرعونيًا صغير الحجم أشكال مختلفة، وكذلك 11 قطعة فخار و72 قطعة كسر تمثال و5 قطع فرعونية صغيرة مختلفة الشكل، بالإضافة إلى 550 قطعة خرز أثرى.

وأكد عالم المصريات أن عمليات التهريب الخاصة بالآثار لا تعد ولا تحصى ومن الصعب حصرها لأنه لا يمر شهر اإا ويتم ضبط كميات كبيرة من القطع الأثرية المهربة. 

أشكال مبتكرة لتهريب الآثار يكشفها الأمن 
ومن جانبه، صرح مصدر أمنى بأن أجهزة الأمن تكثف من الرقابة على الميناء للحد من عمليات التهريب المستمرة ليس بميناء دمياط فقط، وإنما بمختلف الموانئ المصرية، ولكن التهريب يتم بأشكال مختلفة ومبتكرة، فالخارجون عن القانون من المهربين يبدعون في فنون التهريب سواء عن طريق الأثاث الدمياطى المصدر أو الأنتيكات الزخرفية أو المواد المعدنية.

وأضاف أن ذلك يحدث نتيجة استغلال تجار الآثار لبعض من ضعاف النفوس ممن يعملون بالخدمات داخل الميناء لتسهيل عمليات التهريب وتهريب قطع أثرية داخل الأثاث، وأن من أكبر الثغرات الأمنية بالميناء البوابات المغلقة الموجودة من دون خدمات، كما يتم التهريب أحيانًا عن طريق سور الميناء.

الجمارك حذرة للغاية 
ومن جانبه، صرح المهندس رأفت سرحان، رئيس المنطقة الحرة وهيئة الاستثمار سابقا بميناء دمياط، بأن التهريب الذى يتم خلال الفترة الماضية يتم عن طريق نقل الشاحنات الخاصة بالأثاث نظرا لإتاحة المساحة للمهربين بزرع الىثار المهربة داخل قطع الأثاث نظرا لكبر حجم قطع الأثاث كغرف النوم وقطع الصالونات والأنتريهات وداخل التنجيد.

وأضاف أن رجال الجمارك والرقابة على الصادرات حذرون للغاية ويعلمون حيل المهربين، وفي الحقيقة هم يبدعون كل مرة في طرق التهريب المختلفة، وبالنسبة للمنطقة الحرة فعمليات التهريب بها لا تذكر على خلاف باقي الميناء نظرا لأن المصانع التى بها لا تحتاج للتهريب، فأغلبها مصانع لا تحتاج لأى مواد خام مهربة كمصنع الأسمدة ومصنع الغزل والنسيج، وأغلب عمليات التهريب تتم خارج المنطقة الحرة.

وأوضح حمدي همام، رئيس الإدارة المركزية للمنافذ، أن إدارة الجمارك بالميناء كانت قد اشتبهت في أثرية عدد من الحاويات التي تضم آلاف القطع من الأثاث المستعمل والأنتيكات، والتي بدورها قامت بعرضها على الوحدة الأثرية بميناء دمياط، حيث تم تشكيل لجان متخصصة لفحص جميع القطع، والتي أثبتت أثرية 116 قطعة فقط، أما باقي القطع فهي حديثة الصنع، وتمت مصادرة القطع الأثرية لصالح وزارة الآثار طبقا لقانون حماية الآثار رقم 117 لعام 1983 وتعديلاته.