الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عدنان أوكتار الداعية الراقص.. عراب المصالحة بين أردوغان ونتنياهو

صدى البلد

شهدت تركيا، الخميس، قرارا بحبس شخصية أثارت الجدل لسنوات ألا وهي عدنان أوكتار، الذي يعرف بـ"الداعية الراقص" بينما يصف نفسه بأنه "مفكر إسلامي عصري"، وأصدرت محكمة إسطنبول قرارا بحبسه و115 من أتباعه، على ذمة التحقيقات التي تجريها النيابة العامة حول تنظيمه الذي يوصف بالإجرامي، ويواجه أوكتار وأتباعه مجموعة مختلفة من التهم من بينها "تأسيس تنظيم لارتكاب جرائم، واستغلال الأطفال جنسيا، والاعتداء الجنسي، واحتجاز الأطفال، والابتزاز، والتجسس السياسي والعسكري".

وكانت الشرطة التركية ألقت القبض على أوكتار و187 شخصا من أتباعه الأسبوع الماضى فى مداهمات بخمسة أقاليم، وذكرت وسائل إعلام أن الشرطة ألقت القبض عليه فى سيارته بعد لحظات من فراره من فيلته، ووصف مكتب مدعى اسطنبول جماعة أوكتار بأنها عصابة إجرامية تستهدف ارتكاب جرائم منها استغلال الأطفال جنسيا والاعتداء الجنسى وغسل الأموال وحرمان الناس من حرياتهم والاحتيال والرشوة والتعذيب.

وأثار أوكتار، الذي يعرف أيضا باسم هارون يحيى، الجدل منذ تسعينات القرن الماضي، حيث يقدم برامج دينية عبر قناة يملكها تدعى A9TV يقع مقرها في إسطنبول، إلا أن أسلوبه في الدعوة يعد مختلفا عن الشائع حيث يظهر دائما في برنامجه ليشرح الشريعة وقيم التسامح في الإسلام، وبجانبه راقصات وفنانات إغراء، بالإضافة إلى احتسائهم المشروبات الروحية.

وفي فبراير الماضي، فرضت الهيئة العليا للإعلام في تركيا غرامات على قناة أوكتار وأوقفت بث برامجه النقاشية التي يقدمها بصحبة "القطط".

ولأوكتار مؤلفات كثيرة فى قصة الخلق، ويملك قناة تلفزيونية يقدم من خلالها برامج حوارية عن القيم الدينية وتظهر فيها مجموعة من النساء يرتدين ملابس ضيقة يفرطن فى التزين بمساحيق التجميل ويصفهن "بالقطط الصغيرة، وشوهد أحيانا وهو يرقص مع النساء ويغنى مع شبان يطلق عليهم "أسوده"، وحاول أوكتار الترويج لنظرية وحدة الديانات السماوية، لكنه تعرض للنقد من جانب رجال الدين الأتراك الذين شككوا في قدرته على قراءة النصوص القرآنية والعربية، ورد أوكتار بأنه يستعين بمن يجيد اللغة العربية خلال تفسيره للنصوص الدينية، ووصف رئيس الشؤون الدينية التركية علي أرباش، أوكتار، في وقت سابق بأنه مختل عقليا.

وكان أوكتار قد وضع في المصحة النفسية في عام 1980 عندما دعا إلى ثورة دينية وحكم عليه بالسجن 19 شهرا قضى 10 منها في مصحة نفسية حيث شخص هناك بمرض الشيزوفرينيا، وأعيد اعتقال أوكتار مرة أخرى في عام 1991، عندما تبين أن دمه يحتوي على مستوى عالٍ من الكوكايين، حسب ما ادعت السلطات، لكن سرعان ما أفرج عنه بعدما ادعى أن هذه محاولة ابتزاز من أجل إيقاف نشاطه الفكري.

ويحظي أوكتار بعلاقات جيدة بإسرائيل، ففي عام 2013، نشرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية تقريرا بأن أوكتار بابونا ممثل الداعية التركي الشخصي ذهب إلى إسرائيل وقضى هناك أياما لتحسين العلاقات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقالت تقارير إن بابونا التقى مسؤولين إسرائيليين بارزين، من بينهم أعضاء الكنيست وممثلو حركات وأحزاب إسرائيلية.

وفي عام 2014، كتب أوكتار مقالًا في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن العلاقات التركية اليهودية، قال فيها إن إسرائيل وتركيا تجمع بينهما علاقات حب وتعاون متبادلين، وذكرت الصحيفة إن الناشطين اليهود ذهبوا إلى إسطنبول وكانوا ضيوفًا في برنامجه، واعتبروا تصرفات وتصريحات أوكتار حركة من شأنها جلب الإسلام للقرن الحادي والعشرين، ووصفت الصحيفة "جيروزاليم بوست" إلقاء القبض على أوكتار بأنه قد يؤثر على العلاقات بين البلدين وأنه لعب دورا كبيرا في تحسين العلاقات الثنائية، خاصة أنه استضاف شخصيات شهيرة منها عضو الكنيست يهودا جليك ووزير الاتصالات أيوب كارا، والكثير من الحاخامات وأعضاء الكنيست.