الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من عزبة البرج إلى أثينا.. قصة إنقاذ الدمايطة لـ 70 يونانيا من الموت حرقا

صيادون مصريون شاركوا
صيادون مصريون شاركوا بإنقاذ اليونانيين

فيما كانت الحرائق تستعر بمحيط العاصمة اليونانية أثينا، لم يجد مواطنوها سوى اللجوء إلى البحر هربًا من الموت إلا أن الأمر لم يكن كافيًا لإنقاذهم من الموت في ظل اتساع الحرائق فاضطروا إلى النزول في مياه البحر ووصل بعضهم إلى أكثر من ميل ونصف داخل المياه بعيدًا عن الشاطئ.

أثناء ذلك كانت تمر بالقرب من الساحل 3 مراكب مصرية تحمل نحو 30 صيادًا من محافظة دمياط وتحديدًا عزبة البرج وقرية الشيخ ضرغام، فما كان منهم إلا الاستجابة لنداءات المساعدة في إنقاذ الغرقى، لتستمر طواقم المراكب الثلاثة في العمل طيلة 5 ساعات كاملة تمكنوا خلالها من إنقاذ نحو 300 شخص –بحسب ما رواه أقارب الصيادين- أو 70 شخصًا بحسب البيانات الرسمية الصادرة عن الجانب اليوناني.

الصيادون المصريون جميعهم من عزبة البرج وقرية الشيخ ضرغام –محافظة دمياط- ويعملون في مهنة الصيد بالسواحل اليونانية من خلال إقامات شرعية ويظلون في البحر لأكثر من 6 أشهر ويعودون بعدها إلى دمياط ويتكرر الأمر في إطار حياتهم العملية.

وبحسب ما توافر لـ"صدى البلد" من أسماء الصيادين هم الحاج محمود موسي وحسن الخميسي وهاني الخميسي ومحمد الزرقاوي وحسين الشربيني والحاج حسن طبنجات وأشرف البرلسي ومحمد البرلسي.

وروى أهالي قرية عزبة البرج بدمياط تفاصيل عملية الإنقاذ كما رواها لهم أبطالها: " يوم الحريق كان شغلنا بالقرب من موقع الحريق ودخلنا ميناء بينها وبين المكان نص ساعة بحرى واشتد الحريق واتقفلت الطرق كلها علي الناس ومبقاش قدامهم اختيار للنجاة إلا أنهم ينزلوا البحر ويسبحوا بعيدا عن الشط قدر المستطاع ولأن اليوم ده كان الطقس سيئ والرياح شديدة والموج مرتفع سحب التيار النازحين لمسافة ميل ونص من الشط".

وأضاف الأهالي بحسب ما نقلوه على لسان الصيادين: " قبل المغرب بساعة جاء مندوب من البوليس البحرى وتحدث مع قبطان المراكب الثلاثة وطلب منه الخروج للمساعدة في عمليات الإنقاذ وانتشال ضحايا الحريق من البحر، واستجاب القبطان علي الفور وتحركت المراكب في منطقة البحث ومكناش عارفين إن الموضوع كبير لما وصلنا منطقة البحث ودخل علينا الليل وانعدمت الرؤية".

وتابع الأهالي بحسب ما رواه لهم أبطال العملية:" سمعنا صرخة بنت أثناء البحث علي ناجين، بسرعة غيرنا هدومنا ونزلنا بنفسنا البحر ولأن الطقس كان سيئ وفيه احتمال إن اللي ينزل البحر ميطلعش، قسمنا نفسنا مجموعات ومحمد الزرقاوي وهانى الخميسي كانا في اللنش بجوار المركب لتوسيع دائرة  البحث ولسهولة التعامل مع الحالات والحاج إبراهيم موسي والحاج حسن طبنجات وحسن الخميسي وأشرف البرلسي بدأنا البحث عن الأشخاص باستخدام الكشافات والنداء لمن يسمع من الناجين وكنا نتجمع كلنا مع بعض لانتشال من نجده وإسعافه وبالفعل قدرنا ننقذ العشرات منهم".

في أعقاب عملية الإنقاذ تلقى وزير القوى العاملة، محمد سعفان، تقريرًا عبر مكتب التمثيل العمالي التابع للوزارة بالسفارة المصرية باليونان، أشار فيه المستشار العمالي أشرف فؤاد، إلى أنه بالرغم من الظروف القاسية في البحر، وأثناء عودة مراكب الصيد من عملها والبعض كان متواجدا في الميناء، قام مجموعة من الصيادين المصريين بالدخول بمنتهى الجسارة إلى أقرب مكان بالقرب من المدينة المحترقة، وتمكنوا من إنقاذ الأشخاص الهاربين من الحريق.

من جانبها احتفت اليونان بالصيادين المصريين وأجرى التليفزيون اليوناني حوارات معهم لشرح ما قاموا به من بطولات في إنقاذ المواطنين اليونانيين.