الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بلاعة السويس تثير أزمة برلمانية.. وفاة طفلين تجبر البرلمانى طلعت خليل على إعلان الاستقالة.. ونواب: المحافظة تعاني منذ سنوات و محاكمة الجناة وإقالة المسئولين عن الواقعة ضرورة

البرلمان
البرلمان

نائب السويس: عجزت عن استخدام الأدوات الرقابية طوال الفترة الماضية
برلمانية: ذنب وفاة طفلتي البالوعة في رقبة محافظ السويس
برلماني يطالب بسرعة التحقيق في الواقعة من قبل الأجهزة الرقابية

شهد الوسط البرلمانى، خلال الساعات الماضية، أزمة بسبب وفاة طفلين بمحافظة السويس فى بلاعة صرف صحى، على إثرها أعلن النائب طلعت خليل، عضو مجلس النواب، استقالته من البرلمان، فيما تقدم آخرون من النواب بطلبات إحاطة ومذكرات عاجلة للحكومة بشأن هذه الأوضاع.

وتنص المادة 385 من لائحة البرلمان بأن تقدم الاستقالة من عضوية المجلس إلى رئيس المجلس مكتوبة وخالية من أى قيد أو شرط. ويعرض الرئيس الاستقالة خلال ثمان وأربعين ساعة من ورودها على مكتب المجلس لنظرها بحضور العضو، ما لم يمتنع عن الحضور رغم إخطاره كتابة بذلك دون عذر مقبول. ويجوز لمكتب المجلس إحالة الاستقالة وما يبديه العضو من أسباب لها على اللجنة العامة لنظرها وإعداد تقرير بشأنها للمجلس، وتعرض الاستقالة مع تقرير مكتب المجلس أو تقرير اللجنة العامة عنها بحسب الأحوال فى أول جلسة تالية لتقديمها، ويجوز بناء على اقتراح رئيس المجلس أو طلب العضو النظر فى استقالته فى جلسة سرية. ولا تعتبر الاستقالة نهائية إلا من وقت أن يقرر المجلس قبولها.

النائب طلعت خليل، عضو مجلس النواب، أكد  أنه عجز فى استخدام الأدوات الرقابية طوال الفترة الماضية نحو تحقيق الإصلاح والتطوير بدائرته الانتخابية، وقام باستخدام العديد من الأدوار الرقابية نحو الجهات التنفيذية، دون أى نتائج على أرض الواقع، ومن ثم الكوارث تحدث تباعا بالدائرة دون أى تحرك قائلا:" أنا كنائب معنتش قادر أقابل حد من الدائرة بسبب الكوارث دى".

وأضاف خليل: "عندما يتجاهل البرلمان الأدوات الرقابية التى تقدم ..تحدث هذه الكارثة بشكل سهل وسريع، دون أى محاسبة"، مشيرا إلى أن الأطفال يموتون دون أى إهتمام من الحكومة، قائلا:" أنا مش عارف أعمل أى حاجة ومش قادر أتعامل مع أهل دائرتى وعشان كدا هستقبل وأقدم استقالتلى لرئيس المجلس بحسب اللائحة".

من جانبه تقدمت النائبة نانسي نصير عضو لجنة المشروعات الصغيرة بمجلس النواب عن حزب المؤتمر بالسويس بطلب إحاطة ومُذكرة عاجلة للدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء بشأن تدهور حالة المرافق بالمحافظة والذي نتج عنه غرق طفلين بالأمس الأولى الطفلة ساندي محمد عبده الشعيري والتي تبلغ من العمر 4 سنوات والثاني الطفل عبد الرحمن محمد فوزي 6 سنوات في بالوعة مياه الصرف الصحي المكشوفة بمدينة ٢٤ اكتوبر حي فيصل.

وقالت نصير في بيان، إن السويس تعاني منذ سنوات من أزمات وعقبات طاحنة تخص المرافق بشكل عام، مُؤكدة أنها طرقت كل الأبواب لعدم تفاقم هذه المشاكل لإيجاد حلول جذرية وليست وقتية ولكن حتى الآن كان نصيب السويس من التنمية الحقيقية اقتصارتها الحكومة على مدينتي الإسماعيلية وبورسعيد فقط، مُطالبة الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب بالموافقة على استئناف عمل لجنة الإدارة المحلية بالبرلمان برئاسة المهندس أحمد السجيني خلال فترة العطلة البرلمانية للتحقيق في تلك الوقائع الكارثية من غرق المنازل والأحياء بالكامل من مياه المجاري بالإضافة إلى آخر واقعة بغرق الطفلين.

كما أكدت النائبة البرلمانية، أن قرار اللواء أ.ح أحمد محمد حامد محافظ السويس بتشكيل لجنة للتحقيق في الحادث الذي أؤدي بحياة الطفلين ليس كافيًا، مُتابعة:"أهالي المحافظة في حالة من غضب عارمة ولابد من احتواءها بمحاسبة كل من تسبب في تدهور المرافق بالمحافظة لتصل إلى هذا الحال المُتردي"، وأضافت:"أرجو ألا تنحصر المشكلة في أداء المحافظ فقط بل أن المشكلة الحقيقة في عدم رؤية المحافظة وإعطائها لما يستحقه من تاريخ.

بدوره تقدم النائب طارق متولي نائب محافظة السويس بطلب إحاطة الى مجلس الوزراء بعد غرق طفلين في بالوعة صرف بمنطقة 24 أكتوبر بمحافظة السويس خاصة أنها ليست الحادثة الأولى بل تكررت في الآونة الأخيرة، مما يؤكد أن هناك إهمالا وفسادا في المرافق والخدمات بالسويس، وأنها السبب في وقوع مثل هذه الحوادث خاصة في ظل تكرارها، حيث أدى انتشار بالوعات الصرف الصحي غير المغطاة في الشوارع بالسويس إلى تزايد حوادث الوفاة نتيجة سقوط المواطنين فيها، في ظل غياب المسئولين عن مواجهة هذه الكارثة التي تهدد حياه الأهالي خاصة الأطفال.

وأضاف أن الإهمال في القبض على لصوص سرقة أغطية بالوعات الصرف الصحي أدى إلى تكرار هذه الحوادث، حيث تتعرض شوارع السويس منذ فترة لسرقة أغطية غرف ومطابق الصرف الصحى ومياه الشرب، حيث إن تلك الأفعال تؤدى لتعرض سلامة المواطنين للخطر وخاصة الأطفال وتؤدى للوفاة مباشرة فى حال لم يكن هناك من يقوم بإنقاذ من يتعرض للسقوط فى غرف الصرف، إضافة إلى انتشار الأمراض والأوبئة بالإضافة لانتشار الباعوض والحشرات فى الأدوار الأرضية، كما يدفع ثمنها المواطنون الذين يفقدون فى بعض الحالات أطفالهم فى هذه البالوعات.

وشدد على ضرورة سرعة التحقيق في هذه الواقعة من قبل الأجهزة الرقابية ومحاكمة الجناة وإقالة المسئولين عن الواقعة وإحالة كافه المتسببين والمقصرين واتخاذ كافة الإجراءات القانونية ومحاسبة ، مشددا على أنه آن الآوان ألا يكون هناك مكان لمقصر أو متخاذل في عمله.

كان عدد كبير من النشطاء بموقع "فيسبوك"، ومسؤولي صفحات أخبار السويس تداولوا صورًا للطفلين ندى وعبد الرحمن وبالوعة الصرف التي خرجا منها متوفيين، مع تدوين منشورات تنم عن استيائهم من ذلك وتحميل المسؤولين بالشركة القابضة لمياه الشرف والصرف الصحي مسؤولية ذلك، واتهموهم بالاهمال، بينما اتهم آخرون اللصوص وجامعي الخردة بأنهم السبب في ذلك الحادث، نتيجة لسرقة الأغطية، في ظل ما وصفوه بالغياب الأمني وضعف المتابعة من حي الأربعين وشركة المياه والصرف الصحي.

يشار إلى أن هذه المرة ليست الأولى التى يعلن النائب طلعت خليل استقالته، حيث سبق له أن أعلانه إبان مناقشة أتفاقية تيران وصنافير، ونقل إدارتها للسعودية من الجانب المصرى، إلا أنه سرعان ما تراجع عنها، بالإضافة إلى نواب تكتل 25-30، فيما سبق النائب أيضا كل من النائب محمد فؤاد، عضو مجلس النواب عن حزب الوفد، والنائب أكمل قرطام، رئيس حزب المحافظين، بالتقديم باستقالتهم إعتراضا على إداره د. على عبد العال للجلسات ومناقشة اتفاقية تيران وصنافير إلا أنهم سرعان ما تراجعوا أيضا، فيما يعد النائب المستشار سرى صيام، عضو مجلس النواب المعين، هو الوحيد الذى استقال دون رجعه منذ انطلاق الدورة البرلمانية فى الأول من يناير 2016.