الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب الحرم المكي يكشف عن صيام يوم يكفر ذنوب سنة كاملة

صدى البلد

قال الدكتور ماهر المعيقلي، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن من أعظم النوافل أجرًا صيام التطوع، حيث حَكَى - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ، بَاعَدَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا" رواه البخاري ومسلم.

وخصّ - صلى الله عليه وسلم - بذلك شــــــهر الله المحرم، فالصوم فيه من أبهــى القربات, وأجل الطاعات، فقد أخرج مسلم في صحيحه، أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، سُئِلَ: أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ؟ وَأَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ؟ فَقَالَ: "أَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ، الصَّلَاةُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ، صِيَامُ شَهْرِ اللهِ الْمُحَرَّمِ).

وأكّد إمام وخطيب المسجد الحرام أن لليوم العاشر من شــــــهر الله المحرم فضلًا عظيمًا، وحرمةٌ قديمةٌ، حيث نجى الله تعالى فيه موسى - عليه السلام -، من فرعون وقومه، فكان نبي الله موسى - عليه السلام -، يصوم عاشوراء، شكرًا لله تعالى، ففي صحيح مسلم، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا -، أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟" فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ، أَنْجَى اللهُ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ، وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ، فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا، فَنَحْنُ نَصُومُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ، فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ" قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: "مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ، إِلَّا هَذَا اليَوْمَ، يَوْمَ عَاشُورَاءَ".

وتابع: من السُّنَّة أن يُصامَ يومٌ قبلَه فقد أخرجَ مُسلمٌ في صحيحه، عن ابن عباس- رضي الله عنهما -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حَكَى: "لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ، لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ".

وأردف: لما سُئل - صلى الله عليه وسلم -، عن فضل صيام يوم عاشوراء، حَكَى: "أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ، أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ" رواه مسلم، وهذا من فضل الله علينا أن جعل بصيام يوم واحد، تكفير ذنوب سنة كاملة، والله ذو الفضل العظيم.

وحثّ "المعيقلي"؛ على اغتنام المواسم المباركة التي يتنافس فيها المتنافسون ويقبل فيها المجدون، فالْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ، وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى.