الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جميل راتب.. حكاية صعيدية وفرنسية في حياة الراحل

الفنان الراحل جميل
الفنان الراحل جميل راتب

عبقري السينما العربية بابتسامته العريضة، التي دائمًا ما نجح في إخفائها وراء أقنعة «الشر» التي تعوّد أن يرتديها في أعماله السينمائية، سواء كانت عربية الهوى، أم فرنسية اللغة ظل يعانى المرض وفقد صوته نهائيًا نتيجة فقدان القدرة على الكلام بصوت مرتفع؛ بسبب آلام الحنجرة، فضلًا عن معاناته من أمراض الشيخوخة، ورفع رايته البيضاء استسلاما للمرض فى عقده التاسع إلى أن رحل عن عالمنا اليوم فى صمت عن عمر يناهز الـ 92 عاما بعد تدهور حالته الصحية بسبب التقدم في السن.

حياة الفنان الراحل

ولد الفنان جميل راتب لأب وأم صعيدية وابنة أخ الناشطة المصرية هدى شعراوى، ونشأ “راتب” في أسرة ميسورة الحال ، وانتقل  لفرنسا فى أول واجهة خارجية له بعد إتمام دراسته الثانوية فى سن التاسعة عشر من عمره.

أسرته قطعت مصروفه بسبب موهبته      .

ومع لحظة وصوله للعاصمة الفرنسية باريس مع نهاية الحرب العالمية الثانية، قرَّر الدخول فى عالم الفن واهتم بالأدب والثقافة ..

وينتمي الفنان الراحل جميل راتب لعائلة محافظة تعلق طموحها في دراسته للحقوق والسياسة، فيما اكتفى هو بالذهاب ليوم واحد فقط لكلية السياسة، ورفضت دخوله مجال التمثيل وقطعت عنه مصروفه عندما علمت دخوله معهد التمثيل لاعتبارهم الأمر "عار"
اضطر الراحل للعمل ككومبارس، ومترجم، ونادل في المقاهي، و”شيال” في أسواق الخضار، كي يؤمّن مصاريفه الدراسية والشخصية بعد ما قطعت اسرته عنه المصروف 

 

وصفته فرنسا بصاحب العينين الحادتين 

"الوريث"..كانت أول أعمالة على المسرح الفرنسي  وخطف اداؤه القوى انظار الجماهير الفرنسية حتى اطلقت عليه إحدى المجلات الفرنسية بصاحب الأداء القوى والعينين الحادتين  وبدأت رحلته الفنية فى فرنسا إلى أن عاد لمصر بعد 28 عاما من اعماله هناك.

وشارك في باريس في بضع مسرحيات عالمية، منها 5 أعمال لشكسبير، وعن تلك اللحظات قال: “عندما شاهدت اسمي للمرة الأولى على “أفيش” في فرنسا كان يومًا كبيرًا بالنسبة لي


مشواره الفنى فى مصر 

شارك الفنان الراحل فى عام 1946 في الفيلم المصري “أنا الشرق”، الذي شاركته البطولة فيه الممثلة الفرنسية كلود جودار.

ومع بداية الخمسينيات كان سليمان بك نجيب مديرًا لدار الأوبرا المصرية، ويطلب حضور الفرق المسرحية من فرنسا وإيطاليا وبريطانيا لتقديم عروض في مصر، حينها سأل عن جميل واستفسر عن مستواه الفني، وبعد أن سمع رد فعل إيجابية عنه تمنى أن يأتي ضمن المجموعة القادمة.

وبالفعل أتى جميل راتب إلى مصر عام 1952 مع إحدى الفرق الفرنسية لتقديم عرض مسرحي، وكان يؤدي دورًا أساسيًّا كذلك.

وفي عام 1974 عاد جميل مجددًا لمصر لإنهاء بعض الأمور العائلية، وحصل على عطلة 6 أشهر من عمله في باريس، ومع وصوله كان الراحل كرم مطاوع سببًا في دخوله العالم الفني المصري: “كرم مطاوع عرض عليّ دور رئيس في مسرحية دنيا البيانولا”. كما دفعته عودته للمشاركة في الأجزاء الشهيرة لمسلسل “يوميات ونيس” إلى جانب الفنان محمد صبحي، والذي دفع بشهرته العربية إلى ذروتها.

وجذبت سمعة الفنان جميل راتب إليه مشاركات في عديد من الأفلام العربية والعالمية، حيث شارك في أفلام لصالح تونس والمغرب والجزائر، كما شارك في التمثيل في الولايات المتحدة. وتم تكريمه من قبل “معهد العالم العربي” في باريس و”مهرجان القاهرة السينمائي” عن رحلته الفنية الثرية

 لم يعشق الراحل سوى الفرنسية

تزوج جميل راتب من فرنسية وهى مونيكا مونتيفير، والتي كانت تعمل بالتمثيل والانتاج المسرحى لمسرح الشانزلزيه . .

دام زواج جميل ومونيكا 15 عامًا، قبل أن ينفصلا، حيث ظلت مونيكا تقيم في باريس، واستمر “راتب” فى الوصال مع مونيكا ودامت  صداقتهما بزيارته له .

 

وفى تصريحات سابقة له أكد الراحل أنه لم يتزوج بامرأة أخرى بسبب حبه الذي ظل يحتفظ به لزوجته مونيكا، قائلاً: “قلبي لم يعشق سوى السيدة مونيكا مونتيفير، التى عشت معها 15 عاماً، ثم انفصلنا فى سلام تام، ولكننا ما زلنا أصدقاء، وبعدها لم أفكر فى الزواج وعشت من أجل الفن

زواج لم يتوج بإنجاب

ورغم علاقة الزواج الطويلة والحب، لم ينجب جميل راتب، وبرر ذلك بسبب هواجسه في ظل تنقله المستمر وعمله المتواصل، مبينًا: “لم أستطيع الإنجاب خوفًا من عدم استطاعتي تأدية الواجب تجاه ابني أو ابنتي، ورغم ذلك فأنا لم أفكر فى تبني طفل، وهاني التهامي مدير أعمالي من أقرب الأشخاص لي، وأعتبر أبناؤه أحفادي”.