الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ترامب يكرر نفسه على منصة الأمم المتحدة.. الرئيس الأمريكي دافع عن قرارات الانسحاب من الاتفاق النووي ونقل سفارة بلاده إلى القدس.. وطالب حلفاء واشنطن بتحمل نصيب أكبر من نفقات الدفاع

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

ترامب:
  • سنعمل مع مصر والخليج والأردن على استقرار الأوضاع في الإقليم
  • لن نلتقى بالمسئولين الإيرانيين قبل أن تتغير طريقتهم
  • الصواريخ الباليستية الكورية الشمالية لم تعد تحلق في أي اتجاه
  • بلادنا فقدت وظائف ومصانع بعد انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية
  • سنمنح الدعم الخارجي إلى من يحترموننا
  • أوبك تسرق باقي العالم ولا يروق لي لهذا

لم يطرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جديدًا في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 73، التي انطلقت اليوم الثلاثاء، حيث عمد إلى تكرار مبادئ سياساته الخارجية والداخلية، والتي هي في حقيقة الأمر قناعاته الشخصية، التي يجاهد لفرضها كسياسات رسمية لبلاده.

فمن الإصرار على أن سياساته تجاه كوريا الشمالية نجحت في إزالة الخطر النووي لبيونج يانج، إلى الدفاع عن قراره بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، وقراره نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس، إلى مطالبة حلفاء الولايات المتحدة بتحمل نصيب أكبر من نفقات الدفاع عن بلادهم وتخفيف هذا العبء عن بلاده، لم يسمع حضور الخطاب ما يمكن اعتباره نقطة تحول أو إضافة لما يصدّره الرئيس الأمريكي منذ توليه منصبه وحتى من قبل ذلك.

الشرق الأوسط

قال ترامب إن بلاده أصبحت أكثر أمنا، مشيرا إلى أن سياسته تجاه الشرق الأوسط أثمرت نتائج إيجابية في المنطقة.

وأضاف ترامب أن الولايات المتحدة وضعت سياسة جديدة تجاه منطقة الشرق الأوسط؛ مما جعل المنطقة أكثر أمنا واستقرارا.

وشدد على ضرورة إنهاء التصعيد العسكري في سوريا، العمل لإيجاد حل سياسي يحقق تطلعات الشعب السوري.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن النهج الجديد لإدارته أحدث تغييرًا هائلًا عبر التقارب والشراكات القوية مع العديد من الدول والقادة حول العالم.

وأوضح أن الولايات المتحدة ستعمل مع دول مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر على استقرار الأوضاع في الإقليم.

وحول الشرق الأوسط، قال إن النهج الذي تتبعه إدارته أثمر تغييرًا تاريخيًا، فالدول الخليجية فتحت مركزًا جديدًا لاستهداف تمويل الإرهاب وتحملت مسؤولياتها لمجابهة الإرهاب والتطرف في الإقليم.

وأشار إلى أن الإمارات والسعودية وقطر تعهدت بإنفاق مليارات الدولارات لمساعدة الشعبين السوري واليمني، وقال إنهم "يسعون لاتباع مسارات لإنهاء الحرب في اليمن".

وأشار إلى أن بلاده ستعمل مع حلفائها على منع تمويل الإرهابيين في الإقليم، مشيرًا إلى أهمية التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية. وفي الشأن السوري، شدد ترامب على أن بلاده سترد على أي هجوم بالسلاح الكيماوي في سوريا.

كما أشاد الرئيس الأمريكي بالإصلاحات التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان في المملكة العربية السعودية.

وقال ترامب إنه اتخذ خطوة إلى الأمام في الشرق الأوسط بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، مؤكدا أن الولايات المتحدة ملتزمة بإقامة مستقبل مفعم بالسلام والاستقرار في المنطقة بما في ذلك سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

إيران

وكان ترامب قد شدد - في تصريحات للصحفيين لدى وصوله لمقر الأمم المتحدة - على ضرورة أن تغير إيران من أسلوبها قبل عقد اجتماع معها، وقال "إنه لن يلتقى بالمسئولين الإيرانيين قبل أن تتغير طريقتهم، معربا عن تطلعه لإقامة علاقات رائعة مع إيران إلا أن هذا لن يحدث الآن.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن قادة إيران يبذرون الفوضى والموت والدمار، إنهم لا يحترمون جيرانهم أو الحدود أو حقوق السيادة للدول، بل على العكس قادة إيران يهدرون موارد الدولة لإثراء أنفسهم، ونشر الفوضى في الشرق الأوسط وما أبعد من ذلك.

وأضاف ترامب - خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم - أن الشعب الإيراني غاضب من اختلاس قادتهم مليارات الدولارات من ثروات إيران، ويسيطرون على حصص قيمة من الاقتصاد لإرسال وكلائهم لشن حرب.

وأشار إلى أن "جيران إيران دفعوا ثمنا باهظا جراء أجندتها العدوانية والتوسعية، لهذا الكثير من الدول شرق الأوسط دعمت قراره بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المريع 2015 وإعادة فرض عقوبات على إيران".

وتابع ترامب أنه منذ التوصل إلى الاتفاق، زادت الميزانية العسكرية لإيران إلى نحو 40%، وأن الديكتاتورية الإيرانية استغلت الأموال لبناء صواريخ نووية وزيادة القمع الداخلي وتمويل الإرهاب وتمويل القتل في سوريا واليمن.

ولفت ترامب إلى أن الولايات المتحدة زادت من الضغط الاقتصادي على إيران لتحرم النظام من الأموال التي تحتاجها لتمويل أجندتها الدموية.

وأكد ترامب أنه "لا يمكن أن يسمح لأكثر دولة راعية للإرهاب في العالم أن تمتلك أخطر الأسلحة على كوكب الأرض"، مطالبا جميع الدول بعزل النظام الإيراني طالما يستمر في عدوانه.

كوريا الشمالية

لفت ترامب إلى مشاوراته التي أجراها مع زعيم كوريا الشمالية في سنغافورة مؤخرا، واصفا تلك المشاورات بأنها كانت مثمرة وإيجابية وعملت على وقف التجارب النووية لبيونج يانج.

وتابع ترامب أن أمريكا دعمت العديد من الدول حول العالم، ومنها كوريا الشمالية، مضيفًا "التقيت في يونيو الماضي بزعيم كوريا الشمالية كيم جون أون في سنغافورة وعقدنا اجتماعات ومحادثات مثمرة جدًا، واتفقنا على أنه من مصلحة البلدين السعي إلى نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية".

وأشار إلى أن الصواريخ الباليستية الكورية الشمالية لم تعد تحلق في أي اتجاه وتوقفت التجارب النووية وبعض المنشآت العسكرية تم تفكيكها، وأُطلق سراح بعض الرهائن المحتجزين الذين يحملون الجنسية الأمريكية".

ووجه ترامب الشكر للزعيم الكوري الشمالي على شجاعته والخطوات التي اتخذها، مضيفًا :"مازال هناك الكثير من العمل لإنجازه".

وأشار إلى أن العقوبات على كوريا الشمالية ستستمر حتى يتم نزع "النووي" في شبه الجزيرة الكورية، موجهًا الشكر للدول التي ساهمت في التوصل إلى هذه الخطوة مع كوريا الشمالية". وخص ترامب بالشكر الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، ورئيس وزراء اليابان شينزو آبي، والرئيس الصيني شي جين بينج.

الحرب التجارية والسياسة الخارجية الأمريكية

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يعتقد أن التجارة لابد أن تكون تبادلية ومنصفة، مشددًا على أن "الولايات المتحدة لا يمكن استغلالها أكثر من هذا".

ولفت إلى أن بعض الدول انتهكت الانفتاح الأمريكي كي تقوم بدعم بضائعها والتلاعب بعملاتها كي تعطي لنفسها ميزة غير منصفة، بحسب تعبيره.

وأوضح أن العجز التجاري لبلاده وصل إلى نحو 800 مليار دولار في العام لذا "نعيد التفاوض حول الصفقات التجارية السيئة.. حيث توصلنا لاتفق مع المكسيك الشهر الماضي، وكذلك مع الرئيس الكوري الجنوبي لإنهاء صفقة تجارية ناجحة بين البلدين".

ولفت إلى أن بلاده فقدت وظائف ومصانع بعد انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية، مشيرًا إلى أن بلاده لن تتسامح مع هذه الانتهاكات فيما يخص التجارة وقواعد منظمة التجارة العالمية. وأشار إلى أنه يتوقع من نظيره الصيني أن يفهم أن العجز التجاري غير مقبول".

وأوضح ترامب أنه تحدث العام الماضي أمام الجمعية العامة ومجلس حقوق الإنسان، واصفًا الأخير بأنه "أصبح محرجًا للأمم المتحدة ويقوم بإخفاء انتهاكات لحقوق الإنسان".

وأشار إلى أن السفيرة الأمريكية لدى الأمم التمحدة نيكي هيلي حددت أجندة واضحة للإصلاح ولكن رغم التحذيرات المتكررة لم يتم اتخاذ أي إجراء على الإطلاق، وبالتالي "انسحبنا من مجلس حقوق الإنسان، ولن نعود إلا بعد أن تكون هناك إصلاحات حقيقة".

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه لأسباب مماثلة، لن تقدم الولايات المتحدة أي دعم أو اعتراف إلى محكمة الجنائية الدولية، فهي بالنسبة للولايات المتحدة ليس لها اختصاص قضائي ولا شرعية ولا سلطة، مضيفا أنه لن يتخلى عن "سيادة أمريكا لصالح بيروقراطية عالمية غير منتخبة وغير خاضعة للمحاسبة".

وحول منظمة الدول المصدرة للبترول، تابع ترامب إن "أوبك تسرق باقي العالم ولا يروق لي لهذا ولا ينبغي لأحد أن يروق له هذا الأمر.. نحن ندافع عن دول أوبك دون الحصول على أي شيء في المقابل.. وهم يستغلونا بإعطائنا أسعار غالية للنفط.. هذا ليس جيدا.. ونريد منهم أن يتوقفوا عن رفع الأسعار ونريد منهم أن يبدأوا في تخفيضها.. ويجب أن يساهموا بشكل ملحوظ في الحماية العسكرية من الآن فصاعدا".

وحذر الرئيس الأمريكي، ألمانيا من أنها ستصبح معتمدة بشكل كامل على الطاقة الروسية إذا لم تغير من مسارها على الفور.

وأضاف أن الهجرة غير الشرعية تمول الشبكات الإجرامية والعصابات الوحشية وتدفق المخدرات، وتستغل السكان ما أدى إلى دوائر عنف وفقر، قائلا :"فقط من خلال التمسك بالقوانين نستطيع أن نكسر هذه الحلقة ونحقق أسس الرخاء".

وتابع "نعترف بحق كل دولة في هذه القاعة أن تحدد سياسات الهجرة الخاصة بها حسب مصالحها القومية، نطلب من الدول الأخرى أن تحترم حقنا في أن نفعل نفس الشيء.. هذا أحد الأسباب التي تجعل الولايات المتحدة لا تشارك في الاتفاق العالمي الجديد حول الهجرة".

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة "ستمنح الدعم الخارجي إلى من يحترموننا، وبشكل صريح إلى أصدقائنا"، وأنه يتوقع من الدول الأخرى أن تدفع "حصصًا عادلة" لتكلفة الدفاع، موضحًا أن بلاده ملتزمة بجعل هيئة الأمم المتحدة "أكثر كفاءة ومساءلة".

وأضاف ترامب - في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة - أن "الولايات المتحدة الأمريكية لن تدفع أكثر من 25% من ميزانة الأمم المتحدة في جهود حفظ السلام"، مما سيشجع الدول الأخرى على المشاركة في هذه الأعباء.