الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمكم بتموت ونفسها تشوفكم.. حكاية لقاء فاتر بين زينب وأبنائها بعد فراق 30 سنة

صدى البلد

«إلى خالد وعلاء.. أمكم في أيامها الأخيرة ونفسها تشوفكم»، لم تكن تلك الجملة التي انتشرت على مدار الأيام الماضية على مواقع التواصل الإجتماعي، جزءا من فيلم سينمائي أو مسلسل درامي، بقدر كونها حقيقة اهتز لها الوجدان، فالأم التي انفصلت عن زوجها منذ أكثر من 30 عاما، لم تعرف خلالها أين ذهب أبناؤها بعدما اصطحبهم زوجها وتركها وحدها.

فالأم التي تقف على أعتاب مماتها، طريحة الفراش داخل إحدى دور الرعاية الصحية للمسنين بمنطقة المطرية بالقاهرة، لم تجد أمامها سوى توجيه هذا النداء إلى أبنائها بعد فراق دام لأكثر من 30 عاما، من خلال مديرة الدار، والتي نشرت بوست موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: «إلى الأبناء "خالد . ف" و"علاء . ف" و"صباح. ف"، امكم "زينب" مريضة في لأيامها الأخيرة ونفسها تشوفكم» والتي وجدت رواجا كبيرا تضامنا مع تلك الأم للوصل لأبنائها.

«زينب حافظ» الأم السبعينية، والتي انفصلت عن زوجها منذ 30 عاما، ولم ترى بعدها أبناؤها الأربع بعدما اصطحبهم زوجها لمكان أخر لم تراهم بعدها، حتى شعرت أنها على موعد لفراق الحياة، أطلقت تلك الصرخة متمنية رواية أبنائها.

مديرة الدار «أم أحمد»، كشفت لـ «صدى البلد»، أن السيدة زينب لم تنسى أبناءها يوما، وأنها عملت من خلال كافة الطرق للتوصل إليهم لكنها لم تجد إلى ذلك سبيلا، حتى فقدت الأمل في العثور عليهم، ودخلت دار رعاية المسنين نظرا لحالتها الصحية وعدم وجود من رعاها أو يعولها، ولما تعانيه من العديد من الأمراض.

«اللقاء كان فاتر.. والأبناء قالوا لأمهم نحسبك موتي من زمان»، بتلك الكلمات وصفت مديرة الدار اللقاء الأول الذي جمع بين الأبناء وأمهم التي تمنت هذا اللقاء والتي لم تتوقع أن يكون بهذا الفتور، مشيرة إلى أن الخلاف الذي نشب بينها وبين زوجها منذ أكثر من 30 عام جعل الأبناء تناسوا مكانة أمهم في حياتهم.

«الروابط الأسرية بين الآباء والأبناء ليست وليدة اللحظة وإنما تبنى كالبيت تدريجيا ولا يمكن توافقها فى ظل غياب دام لسنوات بين الأبن وأى طرف من أسرته سواء الأب أو الأم أو الأخوة» وهو ما وصف به الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي تلك الحالة، وما تعيشه تلك الأسرة.

وأوضح "فرويز"، فى تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، أن الإحساس المتبادل بالتواجد المستمر بين أفراد الأسرة يزيد من درجة الانخراط النفسي الداخلي بين أفراد الأسرة ، وتطبيقًا على هذه الحالة السالف ذكرها بنتيجة لقاء فاتر بعد غياب دام 30 عام ماهو نتاج طبيعى و احساس بنى على هيكل فارغ .

ولفت "فرويز"، إلى أنه قبل اللقاء لابد من التأهيل النفسي الذى يعيد روح الترابط الأسري بدرجة متوقعة 50% وتزداد تدريجيا بعد اللقاء لأكثر من 70%.

وأشار إلى أن هذه الحالة تطبق على فيلم "المولد" الذى قام فيه عادل الإمام بدور الأبن المفقود التى تبحث عنه أمه لسنوات طويلة وكان اللقاء مع والدته فاتر رغم بحثها سنوات طويلة عنه.