الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في خطبة الجمعة.. وزير الأوقاف يدعو لإطلاق حملة عالمية للتعريف بسماحة النبي.. ولن تخجلنا أفعال الإرهابيين.. والرسول جاء ليخلص الناس من الظلم ويعطي المرأة كامل حقوقها

الدكتور محمد مختار
الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف

وزير الأوقاف:
• في ذكرى المولد النبوي الشريف سنفخر بديننا ولن تخجلنا أفعال الإرهابيين
• الرسول الكريم جاء ليخلص الناس من الظلم ويعطي المرأة حقوقها كاملة
• الجماعات المشوهة للدين الحنيف ليست من الإسلام
• الله تعالى ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة
• الملك يدوم بالعدل ولو مع الكفر لا بالإيمان والظلم
• النبي أقام دولته على الحق والعدل والإنسانية

ألقى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، اليوم الموافق غرة شهر ربيع الأول، خطبة الجمعة بعنوان:« نبي الرحمة -صلى الله عليه وسلم- كما يجب أن نعرفه»، وذلك بحضور لفيف من علماء الأزهر والأوقاف، والقيادات الشعبية والتنفيذية بالمحافظة، وذلك بمسجد «سيدي أحمد بن عطاء الله السكندري» بمحافظة القاهرة.

قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إنه في ذكرى مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- وعلى مدار الشهر الكريم ، نقف مع سيرة وسُنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لنقول بكل فخر للعالم كله وللإنسانية جمعاء من هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

وأضاف أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم هو سيد الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلين، ومن بعثه الله تعالى رحمة للعالمين، فقال سبحانه وتعالى: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ » الآية 107 من سورة الأنبياء، مؤكدًا بأن لنا أن نفخر بديننا وبرسولنا -صلى الله عليه وسلم- ، وبإنسانية إسلامنا، وألا نخجل مما فعله أو فعلته تلك الجماعات التي شوهت الصورة النقية لديننا الحنيف، فلا هم من الإسلام ولا الإسلام منهم ، في شيء وديننا شيء آخر، منوهًا بأنهم القتل والعنف والقسوة، فيما أن ديننا هو الرحمة والتسامح الإنسانية والخير للناس أجمعين.

وأكد وزير الأوقاف، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جاء ليُخلص به الله تعالى البشرية جمعاء من الآفات والآثام والقتل والظلم إلى النور والرحمة والإنسانية، مشيرًا إلى أنه فيما ورد عن أهل العلم والمؤرخون أن الله سبحانه وتعالى قد بعث نبيه -صلى الله عليه وسلم- والدماء مسفوكة وعادة الثأر متأصلة بين القبائل، والأموال منهوبة واللحروب قائمة وافقتقدت الإنسانية كثير من مشاعرها الإنسانية والأبوية ، عندما تحجرت القلوب وأخذوا يدفنون بناتهم ةخشية الفقر أو العار .

وتابع: فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم ليخلص به الناس من الظلم إلى العدل ومن القسوة إلى الرحمة، ومن القتل إلى عصمة الدماء والأعراض والأموال ومن إهانة المرأة ووأدها حية إلى إكرامها وإعطائها حقوقها كاملة غير منقوصة، حيث يقول نبينا -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ كَانَتْ لَهُ أُنْثَى فَلَمْ يَئِدْهَا، وَلَمْ يُهِنْهَا، وَلَمْ يُؤْثِرْ وَلَدَهُ عَلَيْهَا، - قَالَ: يَعْنِي الذُّكُورَ - أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ».

وأشار إلى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قد رسخ مبدأ العدل، وحذر من الظلم ونهى عنه، منوهًا بأن الظلم ظلمات، فقال -: «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا قَالَ تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ»، ومعنى نصرة الظالم الواردة بالحديث، أي تمنعه وتحجزه عن الظلم ، فالعدل ميزان الله تعالى ، الذي نصبه للحق ووضعه للخلق ، فلا تخالفه ف ميزانه ولا تنازعه في سلطانه.

ونبه «مختار» إلى أن الله سبحانه وتعالى ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة ولو كانت مؤمنة، فالملك يدوم مع الكفر والعدل، ولا يدوم مع الإسلام والظلم، لأنه لو كان إسلامًا حقيقيًا ما كان معه ظلم، مستشهدًا بما قال خليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبو بكر الصديق -رضي الله تعالى عنه-: «الضعيفُ فيكم قويٌّ عندي حتى أرجعَ إليه حقَّه إن شاء اللّه، والقويّ فيكم ضعيفٌ عندي حتى آخذَ الحقَّ منه إن شاء اللّه» ، وهذا ما سار عليه عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه.

وأفاد بأن الظلم وخيم العاقبة سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى الأمة، فنحن نحتاج إلى إعلاء مبادئ الإنسانية والتأسي بأخلاق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، منوهًا بأن الحِلف الذي شهده رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، أطلقوا عليه حِلف الفضول، لأنهم دخلوا في فضل من الأمر أي في فضيلة من الفضائل.

وتابع: ما أحوجنا إلى حلف فضول عالمي جديد، تتبناه المؤسسات الدولية بحق، دون تمييز بين الأمم والشعوب ، ليس على أساس الدين أو اللغة أو العرق وإنما على الإنسانية، ويقوم على الحق والعدل والوقوف إلى جانب المظلوم أيًا كان بغض النظر عن دينه أو لونه أو جنسه أو عرقه حتى يعود له حقه، فالله عز وجل قد كرم الإنسان بإطلاق إنسانيته، فقال تعالى: «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ» الآية 70 من سورة الإسراء، فلم يقل كرمنا المسلمين وحدهم أو الموحدين وحدهم.

ولفت إلى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقام دولته على الحق والعدل والإنسانية، وسار الصحابة والخلفاء الراشدون من بعده على ذلك، ناصحًا بالتشبه بصحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبالصالحين ما لم نكن مثلهم، فقال الإمام الشافعي -رضي الله عنه-: «أُحِبُّ الصالِحينَ وَلَستُ مِنهُم لَعَلّي أَن أَنالَ بِهِم شَفاعَة وَأَكرَهُ مَن تِجارَتُهُ المَعاصي وَلَو كُنّا سَواءً في البِضاعَة».

ودلل بما ورد أنه جاء أحد المُذنبين المُخطئين الذين كانوا يترددون بخطئهم ليتوبوا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو ليُقام عليهم الحد، فقال أحدهم العنوه فما أكثر خطأه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تلعنوه، فوالله ما أعلمه إلا أنه يحب الله ورسوله»، وعندما سئل متى الساعة؟، فقال: «ماذا أعددت لها؟»، قال : أعددت لها حب الله وحب رسوله، فقال -صلى الله عليه وسلم-: «أنت مع من أحببت».

ونوه بأن النبي صلى الله عليه وسلم رسول الإنسانية وديننا يدعو إلى السلام والمحبة، لافتًا إلى أن الإسلام براء من كل هذه الأعمال الإرهابية، مؤكدا أنهم أفراد مستأجرين لتشويه صورة الإسلام، ودعا وزير الأوقاف، كل محبي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من كل مكان في العالم إلى إطلاق حملة عالمية للتعريف برسولنا الكريم نبى التسامح والانسانية، مشيرا إلى أن تكون الحملة بكل لغات العالم.

وأضاف أن مصر أرض السلام فهي مهبط الأديان ومنطلق الإنسانية، وخلال فعاليات منتدى الشباب العالمي بمدينة شرم الشيخ "مدينة السلام"، تم تدشين نصب تذكارية للإنسانية ورمزية هذا النصب تؤكد أننا في مصر نؤمن بحق الإنسان بغض النظر عن لونه ودينه وعرقه، وأن الامم تدوم بالعدل لا بالظلم، وما من دولة ظلمت وجبرت إلا وكان مصيرها السقوط والهزيمة.

وتقطع صوت «مختار» خلال الخطبة ، متأثرًا أثناء حديثه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم – الذي عرفنا بنفسه، فقال: « أَنَا دَعْوَة أَبِي إِبْرَاهِيم ، وَبِشَارَة عِيسَى بِي ، وَرُؤْيَا أُمِّي الَّتِي رَأَتْ، وَكَذَلِكَ أُمَّهَات النَّبِيِّينَ يَرَيْنَ ، وَإِنَّ أُمّ رَسُول اللَّه -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَأَتْ حِين وَضَعَتْهُ نُورًا أَضَاءَتْ لَهُ قُصُور الشَّام ».

وأوضح أنه عندما دعا أبو الأنبياء الخليل إبراهيم -عليه السلام- ربه وقال: «رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ » الآية 129 من سورة البقرة، منوهًا بأن الله سبحانه وتعالى قد بعث رسلًا كثيرين بين النبي إبراهيم -عليه السلام- ورسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-، لكن دعوة النبي إبراهيم -عليه السلام كانت مدخرة لرسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- .

واستشهد بما قال تعالى: «وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُبِينٌ» الآية 6 من سورة الصف.

وتابع البكاء أثناء عرضه لقصيدة نهج البردة في مدح الرّسول -صلى الله عليه وسلم- للشاعر أحمد شوقي: «قـالوا: غَـزَوْتَ، ورسْـلُ اللهِ ما بُعثوا لقتْــل نفس، ولا جـاءُوا لسـفكِ دمِ جـهلٌ، وتضليـلُ أَحـلامٍ، وسفسـطةٌ فتحـتَ بالسـيفِ بعـد الفتـح بـالقلمِ لمـا أَتـى لـكَ عفـوًا كـلُّ ذي حَسَبٍ تكفَّــلَ السّــيفُ بالجُهّـالِ والعَمَـمِ والشـرُّ إِن تَلْقَـهُ بـالخيرِ ضِقـتَ بـه ذَرْعً، وإِن تَلْقَــهُ بالشـرِّ يَنحسِـم».