الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تفاصيل وثائق أمريكية تؤكد لجوء قطر لصهاينة واشنطن.. موزين يحرج الحمدين ويفضحهم أمام العالم.. تميم يرتمي في أحضان تل أبيب لخوفه من السعودية.. ورئيس المنظمة الصهيونية يرسم سياسات قناة الجزيرة بالدوحة

صدى البلد

  • كلاين لـ تميم: يجب توقف الجزيرة عن معاداة السامية
  • 300 ألف دولار شهريا فاتورة خدمات موزين
  • الصهاينة ينقلبون على قطر ويردون أموالها

كشفت وثائق قدمت إلى وزارة العدل الأمريكية، عن أن قطر شنت حملة واسعة النطاق داخل المجتمع اليهودي الأمريكي؛ لمكافحة التشريعات التي استهدفت ممولي حركة "حماس".

وبحسب ما ذكرته صحيفة "هآرتس" العبرية، تظهر الوثائق التي قدمها نيك موزين، محامي اللوبي الذي استعانت به قطر العام الماضي لتحسين مكانة قطر داخل المجتمع اليهودي، أن الدوحة بذلت جهودا متضافرة؛ لرد التشريعات التي كان من الممكن أن تؤدي إلى فرض عقوبات على قطر بسبب دعمها المالي لحركة حماس.

وكجزء من الجهود القطرية؛ قدم أعضاء بالكونجرس الأمريكي مواد حول دعم قطر الجديد للجماعات اليمينية في المجتمع اليهودي الأمريكي.

وتم تعيين موزين، وهو نائب سابق لرئيس هيئة الأركان السيناتور الجمهوري تيد كروز، في قطر عام 2017 للعب دور "اللوبي" في ممارسة الضغط والعلاقات العامة، وفي النهاية، دفعت الإمارة لشركته "ستوننجتون ستراتيجي"، 300 ألف دولار شهريًا؛ للعمل على خلق روابط بين قطر وقادة المنظمات اليمينية المؤيدة لإسرائيل، وصناع القرار في واشنطن.

جاء ذلك، في وقت تواجه فيه الإمارة، مقاطعة من قبل الرباعي العربي؛ بسبب أنشطتها السياسية الخبيثة.

وأضافت الصحيفة أن "موزين" نجح في جلب زعيم المنظمة الصهيونية الأمريكية، مورتون كلاين، إلى قطر، في يناير الماضي، وباستور مايك هاكابي، وهو قس مسيحي صهيوني بارز، والسكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، سارة هاكابي ساندرز.

وتظهر الوثائق الرسمية التي قدمها "موزين" إلى وزارة العدل، في وقت سابق من 2018، والتي تعرض بالتفصيل عمله كعميل أجنبي في قطر، إحدى المجالات التي ركز عليها عمله، كان تشريعا يسمى "قانون منع دعم الإرهاب الدولي الفلسطيني".

وأوضحت أن هذا التشريع المقترح والذي يحمل اسم "HR 2712"، كان أول من اقترحه النائب الجمهوري بريان ماست، والديمقراطي جوش جوتهيمر، بدعم من الجمهوري إد رويس، رئيس لجنة مجلس النواب للشئون الخارجية.

ووفقا للصحيفة؛ سيضع التشريع عقوبات على الدول والمؤسسات التي تقدم الدعم المالي لحماس ولحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية وغيرها من المنظمات، وإذا أصبح القانون محل تنفيذ؛ سيخلق مشاكل كبيرة لقطر التي ينظر إليها على نطاق واسع على أنها الممول الرئيسي لحكومة حماس في قطاع غزة.

ولفتت إلى أن دعم قطر لحماس يجري حاليا بمباركة حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وفي الأسبوع الماضي فقط، ساعدت إسرائيل، قطر، على إرسال 15 مليون دولار إلى غزة؛ لدفع رواتب موظفي حماس.

وقُدّمَ التشريع المُعادي لحماس للمرة الأولى، في مايو 2017، وبعد شهر؛ أعلن جيرانها في الخليج قطع العلاقات معها، بسبب علاقاتها مع إيران، وسياساتها الداعمة للإرهاب، وعقب فترة وجيزة، بدأت قطر العمل مع شركة موزين للعلاقات العامة.

وكان توظيف قطر لـ"موزين"، وهو يهودي أرثوذوكسي لديه أفكار سياسية يمينية؛ مفاجئا للكثيرين في واشنطن، ومع ذلك، قال خبراء في الشرق الأوسط إنه في ضوء العزلة الإقليمية لقطر في صيف 2017، وخوفها من دعم إدارة ترامب محاولات المملكة العربية السعودية لعزل الإمارة، فإنه من المنطقي للقيادة القطرية أن تحاول تحسين وضعها في واشنطن، بمناشدة واحدة من أكثر الدوائر المؤيدة لترامب في الولايات المتحدة، وهي الجماعات اليمينية الموالية لإسرائيل.

ومع ذلك، فإن الوثائق التي قدمها "موزين" تكشف عن أن عمله في قطر كان أوسع من مجرد تقديم الإمارة لشخصيات بارزة في المجتمع الأمريكي اليهودي، كما تكشف إحاطات تم إعدادها لأعضاء الكونجرس، حول الزيارات المحتملة إلى قطر، والتي تحتوي على تفسيرات مطولة حول سبب كون مشروع القانون المناهض لحماس إشكاليا، ويضر بالعلاقات الأمريكية-القطرية، وبالتالي الاقتصاد الأمريكي.

وتضمنت تلك الإحاطة وغيرها من الأمور المشابهة لها، مقالات- نشر بعضها في صحيفة "هاآرتس"- حول وصول قطر إلى المجتمع الأمريكي اليهودي، وقد تم الاستشهاد بها؛ كدليل على محاولات الإمارة لتصبح أكثر اعتدالا، وتلعب دورا بناء في المنطقة لصالح إسرائيل.

وكان هناك مقال محدد ملحق بالإحاطة، عن مقابلة أجراها مع رئيس منظمة "ZOA-المنظمة الصهيونية الأمريكية" كلاين، نشرتها صحيفة "هآرتس" في يناير الماضي، ناقش رحلته إلى قطر، والتي كانت بمبادرة من موزين وممولة من الإمارة.

وأشار "كلاين" إلى أن القطريين اختاروا تركيز اهتمامهم على الوصول الجماعات المنتسبة إلى اليمين الذين كانوا يدعمون سياسة ترامب تجاه إسرائيل.

وقال لصحيفة "هآرتس" في ذلك الوقت، إنه ذهب إلى الإمارة؛ للتحدث مع الأمير، تميم بن حمد، عن معاداة السامية على قناة الجزيرة، ودفع قطر إلى الابتعاد عن إيران.

وأفادت تقارير بأن قطر تبرعت بمبلغ 100 ألف دولار إلى المنظمة من خلال جوي ألاهام شريك موزين.

وأعلن كلاين في وقت سابق من هذا العام، أنه سيعيد التبرع ويقطع العلاقات مع قطر.

وأوضحت أنه لا يزال من غير الواضح، التأثير الذي تركه ائتلاف قطر ضد "HR 2712"، على مصير القانون، ومع ذلك، فمنذ الموافقة عليها من قبل لجنة مجلس النواب للشؤون الخارجية في العام الماضي؛ لم يحرز التشريع أي تقدم.

وواصلت الصحيفة، مشيرة إلى أن الجماعات اليمينية المؤيدة لإسرائيل تقوم حاليًا بإعداد محاولة أخرى لتعزيز التشريع. على سبيل المثال، قام منتدى الشرق الأوسط بتوزيع رسالة منذ الأسبوع الماضي، يطلب فيها من المنظمات الأخرى، التعبير عن دعمها له.

وقال كلاين لـ"هآرتس"، يوم الاثنين، إنه يدعم التشريع بالفعل، وإن مجموعته أعادت التبرع الذي تلقته من قطر عبر "جوي الاهام".

ورفضت الأطراف المعنية إعطاء "هآرتس" ردا رسميا على هذه القصة.